موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر
هنا تبدأ الحكاية، حكاية الحياة، قصة من نسج الخيال وهدية مقفلة فمن من يجيد فتحها فلا يفسد ما بداخلها من نعم. حياة خُلقت عليها ومعها الكثير، فكل منا تشغله هذا الأفكار يومياً وينظر لحياته من ذلك الأفق البعيد، أين أنا اليوم؟، إلى أين أنا ذاهب؟ ماذا ينتظرني؟ ماذا يجب علي أن افعل؟. توقف يا صديقي!، واعلم أن هناك الله، توقف وتذكر أنك جُبلت من طين وبداخل ذلك التراب الممزوج بالماء، نعم لا تحصى، فما يريده الله فقط إن أردت أن تستغل تلك النعم، ابدأ بالعمل فوراً، افتح تلك الهدية بلطف، ففي كل طبقة ستكتشف الكثير، الكثير مما لم تتخيل أبداً أنك تملكه، قدرات ومهارات ومشاعر، تستطيع بها تغيير الكون، وأعظمها المحبة، تلك السلاح الذي به تستطيع أن تنقذ العالم، لماذا اليأس والشمس في كل صباح تشرق لتذكرك بأنك ما زلت على قيد الحياة وبأن هناك خالق يردك أن تعيش لتتنعم بذلك الفرح وبهذه الأرض؟، هو ينظر إليك، وينتظر منك ذلك الجهد، الجهد الذي يصنع التغير. فما فائدتنا هنا على هذه الأرض!، أخُلقنا لنأكل وننام!، هذا كله نستطيع عمله هناك عند الله كآدم وحواء، إذا لماذا خلقنا ولما أنزلنا الله من السماء؟. أنزلنا ليرى ما لدينا، ليرى من يجيد اكتشاف ذاته، فيبدأ بتفجير كل تلك الجواهر المكنونة في داخله، هيا تحرك فهناك دائماً ما هو أجمل فكر فيما لديك، لا تفكر فيما ينقصك، تأكد بأنك أكبر بكثير من إنسان يأكل ويتنفس بتعقيد كبير وبأجهزة الجسم المتكاملة والمعقدة في أن واحد، فهناك الروح سر هذه المعجزة التي بها تتخطى حدود هذا الزمان، فتسابقه لتحقق ما يريده الله. تجرد من ذاتك، اترك المجتمع وتفاهته، لا تفكر فيما يريده الناس، فكر أنت ماذا تريد سر، في أعماق نفسك، وفكر فيما لديك وفيما يجب أن تفعل، لا تفكر بالموت وبنهاية الحياة، فكّر في أن كل يوم يجب عليك أن تسجل انجازاً، بأن تكون أقرب إلى ذاتك وإلى الله. عالمنا صعب، بات كالجحيم، فلا تدع ذلك يحبطك، أنت أقوى من ذلك بكثير، أنت خلقت وسط هذا العالم لتكون معجزة الله التي ستغير كل شيء، تأكد بأن الله يعرف حدودك وقدراتك، ولا يحملك فوق طاقتك، فاسعى لتصل إلى تلك الحدود، تحرك ولا تخاف، فأنت ابن الله الحي، أنت معجزة الخالق.