كنيستنا تنزف دماً

صرخت عالياً، صرخة إيمان.. شققّت جدارن أبنيتها القديمة.. فاخترق صوتها تلك الغشاوة التي خيمت على أعيننا، وتردد صدى جملتها: أبنائي عودوا إلى حضني.. ارجعوا إليّ، فقد ضاق بي العالم، وأخذ ينهش جسدي، جسد المسيح.. دمروا أبنيتي وكسّروا صلباني.. أحرقوا ساحاتي فلم يتبقى لي غيركم.. عِماد قلبي لكي تنهضوا بي من وسط كل ذلك الحطام. صرخت في العراق فانتظرت جوابكم.. وفي بلاد العالم انتظرت حبكم وغيرتكم عليّ.. ولكن للأسف صدمت بواقع أكثر اسوداداً، من دمار وأسلحة ونيران داعش، فوجدت كل هذا: الحقد والكراهية والدينونة لأبنائي، خدام المسيح والهيكل، الذين نذروا أنفسهم لخدمة الرب وخدمتكم.. فنجح الشيطان في استخدامكم لإهانته وتشويه صورة المسيح فيهم. ها أنا أنزف دم الشهداء في العراق، وهنا أنزف دم الحرقة والأسى على حالكم، فما أصعبها على الأم أن ترى أبنائها يتذابحون أمامها ويدينون بعضهم البعض لأسباب تذكر وأسباب لا تذكر.. فقد تغلغل شر هذا العالم فيكم، ونسيتم روح الله الساكنة في داخلكم.. دمرتم قلوب الطهارة التي زرعها فيكم المسيح، فبتم تتذابحون هنا وهناك.. لا تسمعون جواب ولا تجدون حتى حضن دافئ يستقبلكم.. افرحوا وابتهجوا فإن الآتي أصعب، وسوف تندمون على أيام قضيتموها بعيدين عني.. سوف تلقون شدة في هذا العالم فليس لديكم الا بعض.. فكونوا إخوة بالمسيح يسوع. وأنا التي تهاجمونها اليوم سوف أكون لكم ذلك المأوى من الأشرار الذين يريدون قطع روؤسكم وسرقة بيوتكم وأطفالكم.. فأرجوكم بالمسيح، أنا روحه الساكنة بينكم بأن تحبوا بعضكم البعض وتحبوا أعدائكم.. كونوا صورة المسيح الحقيقة وسط عالم يسيطر عليه الشر.. لا تستسلموا!، احتملوا بعضكم بعضاً، فها هي الأيام تمر ولا نعلم ما يخبئه الله لنا. لا تجعلوا من تفاهات هذا العالم ومادياته أن تتسربل في أجسادكم فتجعلكم مدمنين عليها.. تجرحون بعضكم بعضاً.. حتى خدام هيكل الرب الذين هم صورة المسيح الطاهر.. أفلا يكفي هذا لاحترامهم وتقديرهم!.. "اذهبوا وبشروا كل للأمم.. فمن غفرتم لهم خطاياهم تغفر لهم ومن أمسكتم عليهم الغفران يمسك عليهم".