موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر
عيون مشتاقة، نفوس ضائعة، طيور حائرة، كل يحلم ويتطلع لذلك اليوم، يوم الرابع والعشرين من أيار، وكأنه يوم من الأحلام أو قصه من الخيال لم يعد هنالك أية حلول ولا حتى براهين لم تعد تلك المؤتمرات ومعاهدات السلام تنفع لم يتبقى لدينا إلا وهج ذلك اليوم الذي تتجدد فيه النفوس فقد جفت عيون الأمهات والأطفال من البكاء وقست قلوب البشر من شدة الظلم فقد نسي البعض منا أسمى معاني الإنسانية ربما لأنه لم يعد لديه ما يحلم به، فقد أمسى الواحد منى يتلطع الى غده القريب جدا وكيف يعيش يومه هذا. أبي ننتظرك بفارغ الصبر وقد اشتد الظلام وأغلقت كل الأبواب، ننتظرك وقد غرقت أرضنا بدماء الحروب ودموع المجاعات، ننتظرك وكلنا أمل بأن تطلق حمامة السلام البيضاء، تلك في سمائنا، لتاخد معها بعيداً هموم وأوجاع والآلام شرقنا الجريح، صرخنا لسماء، صرخنا بحرقه من الألم، لان يرجع ذلك الأمل وبأن تكون لنا العون في عالم يغرس أشواكه فينا يوم بعد يوم. لن أنسى يا أبي صوره ذلك الطفل الأسمر بسمار أبناء شرقنا الذي اخذ يحضنك ويتلمس وجهك ويديك وكأنه يغوص في حيره وعجب في آن واحد ويرى في وجهك ذلك العالم الأخضر الجديد وكأنه جاءك من البعيد ممثلا شرقنا الجريح يهمس في داخله لن أتركك نحن بحاجتك يا أبي. ويا لها من كلمات وعبر تلك التي تغرد بها كل يوم على tweter تلك الكلمات التي تغني حياتي بعد الانجيل المقدس وكأنها نور تشدد عزيمتي كل يوم بأن أمضي في طريق المسيح طريق التواضع والخضوع لكل ما هو خير لاكون خير شاهد له على هذه الارض. أبي الحنون أرى في عينك الساحرتين اسمى معاني التواضع وكأنهما يخاطباني: سيأتي سيأتي ذلك اليوم وتلمعان لي بتلك الآية (سلامي أمنحكم سلامي أعطيكم)، يا لوجهك المشرق الدافئ الذي ينسيني كل ما حولي حتى نفسي، أسرع يا أبي فالشرق بانتظارك، أسرع بتلك النعم التي نحن بأمس الحاجة إليها. أسرع يا ابي ازرع الخير في نفوس تحجرت وامحوا آثام بشر لم يدركوا جوهر المحبة، تعال ونقي قلوبنا وارسم لنا طريقاً نسلكه في وسط صحراء يابسة وعاصفة هائجة، لتحل السكينة والهدوء وراحه النفس بعيداً عن البكاء وصريف الاسنان.. تعال يا صاحب الحلة البيضاء، تعال بكل ذلك النقاء، تعال لتبدد ظلمه ليالينا وغشاوه عيوننا، أسرع تعال.