موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر
لم أعتد الخوض في مواضيع خارج الدائرة الروحية الكنسية، ولكن هذه المرة سمحت لقلمي بأن يعرّج على جلساتٍ ثرية لمؤتمرٍ دولي هام انعقد في عمان يوم الإثنين ١٣ تشرين الأول من عام ٢٠٢٥، برعايةٍ كريمة من معالي الدكتور رجائي المعشر، وبتنظيم من المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام ومؤسسة كونراد إديناور الالمانية في الأردن. فقد تم تنظيم هذا المؤتمر الهام في وقت وزمن يتميز بالاضطرابات والعنف والتحديات الجيوسياسية والاقتصادية، وفي عالم يعج بالحروب والخلافات وفي منطقة تشتعل بالتطرف والتعصب ويؤرقها الأمن والسلام.
جاء انعقاد هذا المؤتمر لمناقشة دور المسيحيين في الأردن والشرق الأوسط في ظل الإصلاحات الداخلية والصراعات الإقليمية، كما يقول العنوان، ليساهم في مد جسور الحوار البناء. فقد أضاء المتحدثون، كلٌ في مجاله، على مواضيع عدة خلال جلسات المؤتمر وهم الذين جاؤوا للمشاركة من لبنان وسوريا والعراق وألمانيا وفلسطين بالإضافة إلى المشاركين من الأردن، فقد أثروا الحضور بما في جعبتهم من فكرٍ وقٌاد وآراءٍ وعلم بهدف الحوار والنقاش والخروج بمعطيات وتوصيات تساهم وتخدم موضوع المؤتمر.
وبين جلسات المؤتمر ولحث الحضور والمشاركين على الإلتزام بتوقيت الجلسات، يأتي صوت جرسٍ أحمر لينبهك بأن قد حان الوقت لكي تبدأ الجلسة! كان حقًا استخدامًا فيه طرافة ورسالة! فقد أجاد فعلاً مدير المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام الأب رفعت بدر استخدام الجرس لتنظيم سير المؤتمر، ولكن بالوقت ذاته يأتيك صوت الجرس في هذا المؤتمر تنبيهًا إلى الدور المهم والحيوي والذي يجب أن يقوم به كل مواطن صالح، وكل ذوي الإرادات الصالحة من تعزيز قيم المواطنة، والعمل على تعزيز الحوار وبناء السلام واحترام الآخر وقبول الإختلاف والعمل بإخلاص وتفان وانتماء في كافة المجالات التعليمية والاقتصادية والإجتماعية والدينية، من أجل بث روح المحبة والتفاهم في المجتمعات.
اليوم يُقرع الجرس ومعه نخرج من غرف المؤتمرات لنتساءل:
كيف يمكن للمسيحيين في الشرق الأوسط أن يسهموا في تعزيز الحوار بين الأديان، وبناء السلام، والمواطنة الشاملة، مع الحفاظ على هويتهم الدينية والوطنية، وما هو الدور الذي يمكن أن تلعبه وسائل الإعلام في مد جسور المحبة والأخوة وتعزيز الحوار البناء، وفي ظل التحديات الإقليمية والدولية، ما هي السبل التي يمكن أن تعزز مشاركتهم الفعالة في بناء مستقبل المنطقة؟
تساؤلات نضعها على طاولة الزمن لعلها تجد آذانا صاغية وعندها يُقرع الجرس إيذانًا بمستقبل مشرق يخيم عليه روح التعاون والسلام!