موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الأحد، ١٢ أكتوبر / تشرين الأول ٢٠٢٥

كارلو اكوتيس.. يُضيء شمعته الأولى في عالم القداسة!

بقلم :
كارول علمات - الأردن
كارول علمات خلال مشاركتها في قداس إعلان قداسة كارلو أكوتيس بالفاتيكان

كارول علمات خلال مشاركتها في قداس إعلان قداسة كارلو أكوتيس بالفاتيكان

 

لم يكن الثاني عشر من شهر تشرين الأول عام 2006 يومًا عاديًا في حياة أنطونيا سلزانو، والدة قديس اليوم.. قديس المراهقين.. كارلو أكوتيس.. فقد شهد هذا التاريخ انتقال ابنها كارلو إلى السماء.. حزنٌ ووجع.. تحول اليوم إلى فرحٍ ورجاء..

 

فقد كان يومًا دُقت فيه أجراس الحزن في الأرض بينما فرحت السماء بولادة قديس الألفية الجديد كارلو أكوتيس.. الشاب الإيطالي المراهق الذي غادر الأرض عن عمرٍ ناهز  خمسة عشر عامًا.. عاش خلالها حياة تواضعٍ وإيمانٍ عميق وتفانٍ في الصلاة.. استخدم ما حباه الله من مواهب في البرمجة لنشر معجزات القربان الأقدس من خلال موقع أنشأه على الشبكة العنكبوتية.

 

أُصيب بسرطان الدم وقدّم آلامه آنذاك من أجل الحبر الأعظم والكنيسة.. عاش حياته القصيرة بمحبةٍ وشغف..عُرف بالتزامه بالقداس اليومي وبممارسة السجود للقربان الأقدس.. وعُرف أيضًا بإكرامه ومحبته الشديدة للعذراء مريم، فكانت صلاة المسبحة الوردية حديثه اليومي مع أمه السماوية. أحب الفقراء ودأب على مساعدتهم.. عاش حياته الأرضية ببساطة وعفوية ومحبة.. شهادةً حية على إيمانه!

 

اليوم وبمشاعر الفرح والإمتنان نقف مع والدي قديس اليوم، أمام ضريحه في أسيزي حيث يرقد بسلام بجانب من أحّب من قديسي أسيزي.. فرنسيس وكلارا. نقف أمام شابٍ من عصرنا.. يلبس الجينز والتيشيرت الأحمر، وننظر إلى وجهٍ ولا أجمل.. وجهٍ يشع بنور القداسة وتحيط به هالةٌ من السلام والصفاء الروحي والوداعة.. نصلي أمامه مع والديه وأخيه وأخته والذين يحتفلان اليوم بعيد مولدهما إذ أبصرا النور بعد أربعة أعوامٍ من إنتقال كارلو إلى السماء وهما هدية كارلو لوالدته أنطونيا.

 

نصلي معهم من أجل شباب اليوم لكي يجدوا في كارلو القدوة والمثل وليتشجعوا على اتباع خطاه في السعي نحو القداسة من خلال عيش المحبة في حياتهم.. نصلي مع محبي كارلو اليوم من أجل كل مريضٍ وحزينٍ ومتألم ومن أجل نعمة السلام في العالم أجمع!

 

اليوم، أعود إلى يوم السابع من أيلول الفائت.. اليوم الذي اهتزت فيه أعمدة بازيليكا القديس بطرس في الفاتيكان - روما فرحًا وابتهاجًا حينما أعلن البابا لاون الرابع عشر قداسة كلٍّ من كارلو أكوتيس وبيير جورجيو فراساتي كأول قديسين منذ بدء حبريته! فقد كانت لحظات تاريخية نقشت على رزنامة الأيام.. لامست قلب كل مؤمن وملأته بالحبور المقدس.

 

إعلان قداسة كارلو أكوتيس والذي تمّ بحضور والديه وإخوته كحدث نادر والذي جاء في عام اليوبيل وبحضورٍ غفيرٍ من حجاج الرجاء من شتى أنحاء العالم.. ما هو إلا دعوة لكل واحد منّا وللشباب تحديدًا بألا نضّيع حياتنا بل أن نوجهها نحو العلى ونجعل منها دربا للقداسة!

 

اليوم وللمرة الأولى منذ إعلان القداسة في السابع من أيلول 2025، تحتفل الكنيسة الكاثوليكية بعيد القديس كارلو اكوتيس !ألا فانظر إلينا يا كارلو من شاشة السماء حيث الهناء السرمدي، وهبّ لكل من يلتمس شفاعتك وافر النعم والبركات السماوية!

 

صلِ لأجلنا كارلو أكوتيس، شفيع المراهقين والشباب ومستخدمي الإنترنت!