موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الجمعة، ٢٥ يناير / كانون الثاني ٢٠١٩

من علامات عبادة المال

بقلم :
الأب فرح حجازين - الأردن

هذه بعض الأفكار التي جمعتها من خبرة 45 سنة كهنوت في تعاملي مع الناس حول موضوع: "عبادة المال". ليس كل من عنده المال الكثير هو من عبّاد المال، ولا كل من ليس عنده مال كثير هو متجرد تجاه المال. المهم هو موقف القلب والعقل من المال. والآن إليكم بعض علامات عبادة المال عند بعض الناس، أولاً في نفسه، وثانيًا في سلوكه: أولاً في نفسه: - من علامات عابد المال أن أول شيء يفكر فيه عند استيقاظه من النوم هو المال، وآخر شيء شيء يفكر به قبل نومه هو المال. - عابد المال معظم حديثه مع نفسه ومع الآخرين هو المال، ونراه باستمرار يقعد ويحصي ثروته ويستمتع في القيام بذلك، وحتى أنه ينسى كل ما يجري حواليه إذ تركيزه على ثروته. - عابد المال هو بخيل لدرجة أن ماله أغلى على قلبه من أي شيء، وأي شخص في الحياة. يأخذ ولا يعطي. يفرح عند استلام المال، ويحزن إذا اضطر لدفع أو صرف أي مبلغ. - يضحي بكل واجباته الدينية والاجتماعية والأسرية مقابل المحافظة على ماله. فلا وقت لديه لزيارة الكنيسة أو البقاء والحديث مع أفراد أسرته، إذ قلبه وعقله ليس معهم، بل مع ماله. يضحي بأفراد أسرته وراحتهم مقابل تجميع المال، فيعيشهم في الذل والهوان على أن يسعدهم بما لديه من مال. - عابد المال لا يتردد في الكذب من أجل الكسب الحرام، وقلما يصدق في مواعيده، لا سيما فيما يخص المال. ثانيًا: عابد المال وتصرفاته مع الآخرين - عابد المال لا يتردد في ظلم العاملين معه في إعطاء الأجرة المستحقة. فيشغل العامل أو الموظف كثيرًا من الوقت وقليلا من الأجرة. - عابد المال يفقد كل معاني الأخلاق في تصرفاته مع الآخرين مقابل المال. - عابد المال يكره عمل الخير ويمرض عندما يرى محتاجًا أو فرصة تبرع، وهو دومًا يتذمر من الشح في المال عنده. - عابد المال لا يتردد لا في شهادة الزور ولا في إيذاء الآخرين، أو حتى القتل من أجل الدفاع عن ماله. فالمال عنده أهم من الله والإنسان في حياته. عابد المال هو الذي يجعل المال يأخذ مكان الله من التفكير والجهد والحب. فكل ما يجب أن يقدمه لله يقدمه في خدمة المال. ليتذكر صاحب المال مثل يسوع في الإنجيل المقدس: الغني الغبي أو الجاهل... ليتذكر صاحب المال أن المال في الحياة هو وسيل وليس غاية. ليتذكر صاحب المال أنه ساعة الموت لن يأخذ معه إلا أعمال الخير إذا كان قد عمل خيرًا. ليتذكر صاحب المال أن المال هو تذكرة لدخول السماء "كنت جائعًا فأطعمتموني... تعالوا يا مباركي أبي رثوا الملكوت السماوي".