موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر
كثيرا ما نسمع أناسا يقولون متهمين الرب بالتقصير أين هو الرب من الذين يموتون جوعا في العالم؟ أليس هو ربهم وأبوهم؟ 1) لا شك أن هناك مئات الآلاف من الناس يموتون جوعا في العالم ان لم أقل بضعة ملايين فأين الرب عنهم؟ 2) نحن نعلم ان الله هو خالق العالم ولا نستطيع ان نقول ان الله خلق العالم ولم يخلق ما يحتاجه العالم من طعام. ولا نستطيع أيضا ان نقول ان الله قد تفاجأ بهذا العدد من البشر وانه لم يكن يتوقع مثل هذا العدد من البشر على الأرض. 3) الله كان يعلم بازدياد أعداد البشرية وأوجد ما تحتاجه البشرية من طعام مهما وصل عددها، من طير السماء وحيوانات ونباتات الأرض والمحيطات. 4) إن أسباب المجاعة في العالم لا يعود إلى الله بل إلى البشر؛ وهذه هي الأسباب: إن ظلم الانسان لأخيه الانسان وسرقة الإنسان حصة أخيه الانسان هي وراء هذه المجاعة. فحصة الفقير أكلها الغني الظالم، وإلا كيف نفسر وجود مئات الملايين لا بل المليارات في حسابات رؤساء دول فقيرة بينما يموت شعوبها جوعًا وبعد ذلك نلقي بالمسؤولية على الله. كما أن الحروب وشراء الأسلحة وتدمير البيئة سببها الانسان هي أيضًا وراء المجاعات. فهل هذه أيضًا من مسؤولية ربنا؟ 5) السؤال الثاني المهم: لماذا لا يتدخل الرب ويجري العدل ويوزع خيرات هذا العالم بالتساوي؟ خلق الله الانسان حرًا ويحترم الله كلمته وحرية الانسان ولا يتدخل في تصرفات الانسان على هذه الارض. ما وعد الله أبدا ان يجري العدل على هذه الأرض بل في الآخره وان كان يتدخل من حين الى آخر لكي يظهر رحمته أو عدله درسا للانسان. نجد ذلك في مثل الزؤان والقمح الجيد اذ يقول: "دعوهما ينبتان معا الى يوم الحصاد" (متى 13/ 30). والقديس بولس يقول في نفس الموضوع: "لا بد لنا جميعا من ان نمثل لدى محكمة المسيح لينال كل واحد جزاء ما قدمت يده وهو في الجسد خيرا كان ام شرا" (2كو 5/ 10). 6) يدعونا السيد المسيح في انجيله المقدس الى المحبة والمشاركة: "كنت جائعا فأطعمتوني... والقديس يوحنا الحبيب يقول: "من كانت له خيرات الدنيا ورأى بأخيه حاجة فأغلق احشاءه دون أخيه فكيف تقيم فيه محبة الله" (1يو 3/ 17).