موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر
جاء يسوع لكي ينقل الناس من عقلية قديمة إلى عقلية جديدة في عدة ميادين، وعظة الجبل (ولا سيما التطويبات) تعد أكبر برهان على ذلك. والآن نشرح نقطة مهمة في من هو الأقرب إلى الله والمرضي عنده. في العهد القديم: كان اليهود يعتقدون أن يكفي للإنسان أن يكون من نسل داود حسب الجسد حتى ينال الخلاص وحتى يكون هو الأفضل عند الله وكانوا يحتقرون الآخرين ولا سيما الوثنيين ويسمونهم بالكلاب وطبعا لا خلاص لهم. جاء السيد المسيح لكي يصحح عندهم هذا المفهوم بقوله لهم: "لا تقولوا لأنفسكم: إن أبانا هو ابراهيم. أقول لكم ان الله قادر أن يجعل من هذه الحجارة أبناء لابراهيم" (متى 3/ 9). في العهد الجديد: جاء السيد المسيح لكي يقول لنا بأن الأقرب الى الله هو من يعمل إرادة الله: قال بعضهم ليسوع: "ان أمك وأخوتك واقفون في خارج الدار يريدون ان يكلموك. فأجاب الذي قال له ذلك: من أمي ومن أخوتي... إن من يعمل بمشيئة أبي الذي في السموات هو أخي وأختي وأمي" (متى 12/ 47-50). جاء السيد المسيح لكي يقول لنا لا يكفي أن نكون من نسل ابراهيم حسب الجسد حتى نخلص بل يجب أن نعمل أعمال ابراهيم وأن نعمل إرادة الله فذاك هو الأقرب الى الله. بذلك وضع السيد المسيح مقياسًا جديدًا للتقرب الى الله، مقياسًا متاحًا لكل الناس، ألا وهو مقياس نقاوة القلب والعمل بإرادة الله. لذلك نرى يسوع يمدح إيمان الوثنيين الذين ليسوا من نسل ابراهيم ولم يمدح اليهود الذين تألم من قلة ايمانهم: مدح إيمان قائد المئة "لم أر مثل هذا الإيمان في كل اسرائيل"، مدح إيمان المرأه الكنعانية الوثنية: "عظيم إيمانك أيتها المرأه فليكن لك ما تريدين" (متى 15/ 28). لتكن مشيئتك يا رب كما في السماء كذلك على الأرض. آمين.