موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الثلاثاء، ٧ أكتوبر / تشرين الأول ٢٠٢٥

مستقبل كنائسنا.. شبابنا (الحلقة السادسة)

بقلم :
المونسنيور بيوس قاشا - العراق
المونسنيور بيوس قاشا، راعي كنيسة السريان الكاثوليك في بغداد

المونسنيور بيوس قاشا، راعي كنيسة السريان الكاثوليك في بغداد

 

فئات الشباب

 

يمكننا تقسيم فئات الشباب الذين ينتمون أو يشاركون في الأخويات إلى فئات مختلفة دون الدخول في التفاصيل:

 

أ. فئة اللامبالين: الذين لا يهتمون بشؤون الكنيسة وما أكثرهم ولا يهمهم أمر الكنيسة وكأنهم غرباء عنها تماماً وقد يكون ذلك ناجماً عن نشأتهم الأولى حيث لم يتلقوا تعليماً دينياً عميقاً ومثمراً، أو ناجماً عن فترة المراهقة حيث لم يجدوا لا في البيت ولا في الكنيسة مَن يتفاهم معهم ويساعدهم ليقوموا باختيار صحيح.

 

ب. فئة المتأزمين: هم الذين قد مرّوا بصعوبات وأمور حصلت لهم وهزّت كيانهم إنْ كانت خلال حياتهم أو في الأيام التي عاشوها، واستحوذت عليهم مغريات الحياة كالجنس والمادة والسياسة، وهذه خلقت الفوضى والارتباك عندهم فضاعت معظم قيمهم واكتفوا ببعض القيم الإنسانية.

 

ج. فئة الملتزمين: هم فئة التزمت حول الكنيسة فهم يتميزون بإرادة صالحة ورغبة في التواصل، وهؤلاء الشباب يحتاجون إلى الرعاية والتوجيه والإدارة وجعلهم يقومون في خدمة الرعية والكنيسة ليكونوا رجالاً للمستقبل.

 

د. فئة الضائعين: هم فئة لا يهتمون بشيء وخاصة تجاه الأخوية. فهم يأكلون ويشربون ويخرجون ويدخلون من أجل غايات بشرية ودنيوية. هؤلاء يحتاجون إلى كلمة لمساعدتهم من أجل أن يتركوا هذه الأفكار وربما مسيرة الحياة تجعلهم أن يعرفوا مكانهم الصحيح ويعلموا أن الذهاب والإياب إلى الأخوية لا ينفعهم بشيء إذا ابتعدوا عن المسيح وعن الكنيسة، فبمرور الزمن ممكن أن يرجع الضالّون إلى حظيرة الخراف.

 

وهناك قيم تجعلنا أن نتمسك بها دائماً وهي:

 

قيم أساسية: هناك قيم مطلقة لا تتغير مدى الأزمان. فالله والإنسان في ذاته رغم تغير أطرها وهي ثابتة التعبير وحسب مفاهيم كل عصر. فمثلاً  الله واحد وهو هو في العهد القديم وفي العهد الجديد ولكن معرفة الإنسان عنه قد تغيّرت من جرّاء إيحاءات جديدة أو دراسات لاهوتية أو خبرات إنسانية خلال أجيال طويلة حتى أن التعابير تعبّر عن إله آخر لم يألفه من قبل.

 

قيم نسبية: وهي بمثابة وسائل يستخدمها الإنسان في علاقاته بالآخرين وتتماشى مع تطورات الإنسان نفسه (كالصوم، طرق الصلاة...إلخ) هكذا يقول الأب البير أبونا، وتتطور حسب مقتضى خير الإنسان الحقيقي.

 

تقاليد اجتماعية: إذ أن لكل مجتمع عقلية خاصة تقوم بصياغة القوانين وتحظى بالاحترام والتقدير. وتكون هذه التقاليد مستمدة من مجتمعات أخرى ومع ذلك يتمسك بها. وأحياناً اعتقادات باطلة كالشعوذة والدجل -والمؤسف أن بعض المسيحيين لا زالوا متمسكين بها أكثر من تمسّكهم بديانتهم- وهي تقرّبنا من ديانة الفرّيسيين، بينما المسيح يدعونا إلى الأمور الأساسية فنفتش عن المركز ولا نبقى نجول حول المحيط، وأخاف من ذلك أن نضيّع الإيمان الحقيقي.

 

إلى الحلقة السابعة والأخيرة...