موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الثلاثاء، ١٦ سبتمبر / أيلول ٢٠٢٥

مستقبل كنائسنا.. شبابنا (الحلقة الثالثة)

بقلم :
المونسنيور بيوس قاشا - العراق
المونسنيور بيوس قاشا، راعي كنيسة السريان الكاثوليك في بغداد

المونسنيور بيوس قاشا، راعي كنيسة السريان الكاثوليك في بغداد

 

نظرة إلى شباب اليوم

 

هذا الموضوع مهم جداً وأهميته من أهمية زماننا وأيامنا، وكثيراً ما يدور الحديث عنه. فالشباب اليوم يلعبون دوراً مهماً يزخر بالطاقات والاندفاع، إنها المرحلة الشخصية المعطاة التي لا تبالي بالأتعاب ولا تتردد أمام التضحيات، فلهذا تنظر إليهم العيون بصورة أخرى غير التي نألفها أحياناً.

 

فنحن نؤمن أن شبابنا اليوم مليئين بالطاقة والشجاعة والقامة والعلم والتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، وهذا لا يولينا إلا التساؤل والدهشة والتفاؤل من جهة، ومن جهة أخرى يعطينا القوة والشجاعة كيما نحيا حياة الدنيا كما نشاء. فهم في مسيرتهم الدنيوية هذه ما هم إلا شباب الرعية والخورنة الفلانية وهذه تجعلهم أن يكونوا للكنيسة جمعاء، للكنيسة المسيحية عامة وليس للخورنة فقط وإن كانوا من أبناء هذه الخورنة أو تلك فمن المؤكد أن كل شاب ينتمي لكنيسة أو لخورنة ما إنه مسيحي لكونه ينتمي إلى المسيح وإلى الكنيسة التي هو عضو فيها، وعليه أن يحمل نور الإيمان الذي يغذّي حياته وينمو فيها ليجتاز المرحلة كمسيحي ويتمكّن أن يختار المسيح ليعيش له وبه ومعه منذ صغره وانتمائه إلى الأخوية، وفي شبابه ورجولته، ويسعى للقيام بدوره وبخلاص العالم.

 

فارتباط الشباب بالخورنة وإن كان ارتباطاً ونشاطاً فهو للكنيسة جمعاء وإن كان ذلك الارتباط ظاهرياً أحياناً وما تراه أعيننا. فشبابنا اليوم فقراء وأغنياء، فقراء بحياة المسيح وقليل منهم يتّصف بالروحانية ويعيشون وصايا الله ويترددون إلى الكنيسة، ولكن لماذا يتردد، لا يعلم، إنما المهم أنه يتردد دون أن يعرف لماذا وأمور دنيوية أخرى تلعب في فكره وعن وجوده في أخوية الخورنة ويعلم أن له أصدقاء فيذهب لرؤيتهم وربما لمشاركتهم. نعم إن ذلك مهم ولكن ليس في الدرجة الأولى وشبابنا أغنياء في هذه المسيرة فهم يملكون من الحواسيب أحدثها ومن الموبايلات أجددها ما يشاؤون ليأخذوا منها معلوماتهم ويقضوا أوقاتهم. والمشكلة الكبيرة اليوم وما رأيتُه بأمّ عيني نيامهم إلى ما بعد الظهر وبهذا تبدّلت لديهم مواعيد الأكل والمطبخ، فنسأل هنا: كيف نجذبهم إلى الكنيسة ولا زالوا على هذه الحال؟ فالكثير منهم يتأثرون بوجود أصدقاء وصديقات لهم في مثل هكذا حياة. فالزمان هو هو ولكن الإنسان تغيّر وأصبح إنساناً آخر فيعمل ما يشاء وحسب ما يشاء ومتى ما يشاء، فساعات التسلية كبيرة جداً وطويلة، ودوره ووجوده في الأخوية ما هو إلا دور التهرب من العزلة ليس إلا! وأحياناً لظروف الاستفادة إن أمكن.

 

 

بعض من الشباب يقصدون الأخويات لغايات بشرية محضة في نفوسهم أو في نفوس أهلهم الذين يدفعونهم إلى الذهاب للاشتراك بالأخوية حيث الشباب والشابات وما أجملهم... ولكن! وهناك مَن يقصد الكنيسة لإضافة تعاليم خاصة لتقوية معلوماتهم من أجل خدمة الرعية وخدمة المسيح والكنيسة، وهناك فئة تنضمّ إلى الأخوية لتتفتّح طاقاتها إلى الحياة. فالحياة الروحية ليست مُلْكاً للرهبان والكهنة والأساقفة والسلك الديني، بل هي للجميع ولكل أبناء الشعب لأنهم يريدون أن يعيشوا مسيحيتهم فيتبادلون الخبرات مع الأصدقاء والرفاق ويستفيدون من وجودهم ضمن الأخوية والشبيبة.

 

وإلى الحلقة الرابعة...