موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الجمعة، ٣٠ ابريل / نيسان ٢٠٢١

ما تزال آثار مراحل الصليب مطبوعة

بقلم :
كارول علمات - الأردن
ما تزال آثار مراحل الصليب مطبوعة

ما تزال آثار مراحل الصليب مطبوعة

 

وهناك، وفي طريق الآلام، في القدس، يشهد الزمن على درب عذاب وأوجاع سارها يسوع، وقد حكم عليه بالموت من قبل من هتفوا له على أبواب أورشليم يوم أحد الشعانين، هوشعنا بالأعالي، هوشعنا لابن داوود!

 

في طريق الآلام لا تزال حتى اليوم آثار مراحل الصليب مطبوعة على أرض مقدسة شهدت أوجاعًا لا تطاق لرجل عظيم أحب خاصته حتى الموت.

 

في أروقة القدس لا تزال تسمع أصوات صدى تنهدات وبكاء مريم، أم يسوع وأمنا، وصراخ بنات أورشليم وقد ذرفن مع مريم المتألمة دمع القلب والعين على الابن والمخلص.

 

وها هو خيال سمعان القيراوني وهو يساعد يسوع على حمل الصليب، ها هو ينعكس على أرض ارتوت بدم الفادي وقد سقط مرارًا لينهضنا من كبوات الخطيئة والشر.

 

وفي طريق الجلجلة لا نزال نرى المسامير التي تقدست بدماء يسوع، لا نزال نراها هناك لتذكرنا بالألم الذي نسببه ليسوع عند ارتكابنا الخطيئة.

 

وفي كل مراحل الألم كان هناك يوحنا الذي رافق يسوع في درب اوجاعه حتى الصلب.

 

في الجمعة العظيمة من كل عام يتوقف الزمن ويتجدد، لنعيش أحداث هذا اليوم المقدس، لنحمل صليب الحياة مع يسوع ونسير معه درب آلامه، فنسقط معه من ثقل الأحزان ومصاعب الحياة مرات عديدة، لنعود وننهض لنعاونه على حمل خشبة الصليب كالقيراوني، بمحبتنا للآخر الذي نرى فيه وجه يسوع.

 

ومع يسوع نلتقي بمريم وقد جاز في نفسها سيف الحزن، وإذ بنا نرجوها ألا تتركنا وسط الصعاب والأحزان.

 

مع يسوع نطلب أن نرى وجهه المنير في كل إنسان كما رأته وطبعته فرونيكا القديسة على منديلها.

 

وعند أقدام الصليب وعلى قمة الجلجلة نشهد أعظم قصة حب في تاريخ البشرية، هو يسوع الذي تألم وصلب لأجل خلاصنا، فما من حب اعظم من حب يسوع لنا نحن البشر!

 

وفي ذروة أساه وحسرته، لم يكتف يسوع بما صنع من أجلنا، فأعطانا أمه أمًا لنا، أمًا للبشرية جمعاء بشخص يوحنا الحبيب.

 

واليوم تتجدد ملحمة التضحية والفداء في كل ذبيحة قداس، نطلب منك يا يسوع المصلوب باستحقاقات أوجاعك الأليمة أن تنظر بحنو ورأفة لمن يتضرع عند أقدامك المقدسة، لمن يطلب شفاء ورحمة، عزاءً وسلامًا، أملاً ورجاء.

 

ننظر إليك ونصرخ: ألا ارحمنا يا ابن داوود، أيها المصلوب، ارحمنا وخلصنا من الوباء والداء! يا من تألمّت من غرس إكليل الشوك في جبهتك المقدسة، تحنّن على البشرية واقلع من جبينها شوك كورونا. أنت القادر على كل شيء.

 

أحببتنا وقد تألمّت ومتّ من أجل خلاصنا، لا شيء أعظم من هذا!

 

نسجد لآلامك المقدسة أيها المسيح، لأنك بصليبك المقدس خلصت العالم.

 

أيها الدم والماء اللذان انبثقا من جنب المسيح المطعون بالحربة، إننا نثق بكما.