موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الأحد، ١٤ ديسمبر / كانون الأول ٢٠٢٥

اذهبوا إلى مريم

بقلم :
كارول علمات - الأردن
اذهبوا إلى مريم

اذهبوا إلى مريم

 

بعد عشر سنوات من تدشين مزار "لورد ناعور"، حلم آخر يحققه اليوم كاهن محب لمريم، أبى ألا أن يُقدّم لكنيسة القلب في عام يوبيلها وفي عام اليوبيل المميّز أجمل هدية: مزار مريمي أردني جديد يولد في "قلب" العاصمة الأردنية عمان، وفي "قلب" كنيسة قلب يسوع الأقدس، كأول مزار في الشرق الأوسط يحمل اسم "مريم العذراء حلّالة العُقد".

 

هنا.. في هذا المكان وقرب مغارة الميلاد وفي زمن المجيء المجيد، تُطلّ علينا مريم "حلالة العقد" بعطر السنديان ورائحة خشب الأرز، تأتي إلينا من لبنان القداسة لتحط رحالها على أرض المعمدان المقدسة بركة وعونا لأبنائها.

 

هنا.. يولد هذا المزار من رحم حلم راود كاهنًا من "آل بدر" عشق الأم السماوية وأراد أن يكرّمها بمزار جديد.. "ملجأ" لكل من "يلجأ" إليها متوسمًا نعم العلاء.. فجاء التبرع السخي من شاب نشمي من عائلة "بدر" ليضيء بدر هذا المزار عتمة آلام واحزان المؤمنين.

 

واليوم وبهمة وعطاء مَن حَلُم وتبرع ونفذ وتعب.. يضيء نجم جديد قرب مغارة الميلاد.

 

اليوم نجد الأم البتول وهي  تحمل يسوع في أحشائها الطاهرة منتظرة مجيئه، وتمسك بين أناملها المباركة حبل العُقد والمصاعب، وعندها يأتي يسوع الطفل ليحّل كل عقدة في حياة كل متألم وموجوع.. وكل من تشل حياته الصعوبات والأمور الشائكة، ويعطي أمه مريم نعمًا وبركات تكسر القيود والعُقد.

 

في زمن المجيء.. نأتي إلى مريم حلالة العقد. نحن حجاج الرجاء، نقف أمامها بكل ما في حياتنا من عقد تعرقل خلاصنا وحياتنا.. نضيء شموع الرجاء منتظرين مجيء أمير السلام والمحبة.

 

اليوم تتعانق انشودة الملائكة: "المجد لله في العلى" مع التحية المريمية "سلام سلام لك يا مريم".. اليوم يولد الأمل والشفاء والسلام والعزاء في مغارة الطفل ومزار أمه مريم. وفي فسيفساء سماوية تحلق بالروح حيث الطمأنينة والهناء...

 

نقف أمام "مريم حلالة العقد" ونناجي أمنا بلغة الدموع الممزوجة بالرجاء والأمل.. ممسكين بأيدي الملاكين اللذين  يحرسان نبض قلوب تطرق باب  المزار.

 

وفي غفلة من الزمن تناجي "القلوب" المتألمة والمنهكة "قلب" مريم فتهرع مريم مسرعة نحو "قلب" يسوع وتسأله أن يترأف برحمته بمن يشكو عقدًا مستعصية.. فعندئذ يسمع صوت من السماء يقول: "هذا هو ابني الحبيب فله اسمعوا"..

 

ومع كل شمعة تضاء في هذا البيت المريمي الجديد يتصاعد البخور عربون محبة وإكرام وعرفان..

 

نقف اليوم نحمل باقات الورود البيضاء شكرًا لكاهن كنيسة "القلب" لمن حول "الحلم" إلى حقيقة، والفنان رحباني، له من اسم الفادي نصيب، من لبنان القداسة، أخرج من حبه لمريم البتول أيقونة غاية في الجمال، إكرامًا وحبًا لمريم.. شكرًا جزيلاً لكلّ من كان في "قلب" الحدث بصلاته وجهده وسخائه ومحبته.

 

عشية الأحد الثالث من المجيء، أحد الفرح، يبزغ فجر مزار جديد، يُضاف إلى المزارات المريمية في أرض الأردن المقدسة. اليوم وفي لحظات تاريخية يرسل المزار إشارات محبة مريمية من أرض المعمدان إلى الشرق والعالم أجمع شهادة على عشق وحب أبدي لأم يسوع.. شهادة على إكرام بنوي لمريم طريقنا إلى يسوع.

 

ومع مريم حلالة العقد نشدو: "فها منذ الآن تطوبني سائر الأجيال".

 

 يا مريم حلالة العقد، تشفعي لأجلنا!