موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر
بعد قيامة الرَّبِّ يسوع من بين الأموات، كان إيمان الرُّسل ما زال يتأرجح ما بين التّصديق وعدمه، فما حدث أعظم من أن يدركه أو يفهمه العقل البشري.
ظهر يسوع القائم من بين الأموات لتلاميذه ليزيلَ الشّكّ من عقولهم والخوف من قلوبهم وليبدّل حزنهم بفرح سماويّ وقلقهم بسلام لا يضاهيه سلام.
ولكي يُطمئنهم أكثر ويجعلهم يصدّقون أنّ الواقف أمامهم هو نفسه الرّبّ يسوع الّذي عاش معهم ثلاث سنوات، وعلّم وعمل المعجزات، ثمّ صُلِبَ ومات وقام، أراهم يديه وقدميه الّتي لا زالت مثقوبة تحمل علامة فدائه وحبّه للبشريّة، وطلب منهم أن يلمسوه، وأن يقدّموا له ما يُؤكَل، فناولوه قطعة سمك مشوي، فأخذها وأكلها بمرأى منهم.
لماذا فعل يسوع كلّ ذلك؟
لأنّ الرُّسل في ذلك الوقت لم يكونوا قد فهموا ما كان يقوله الرّبّ يسوع لهم ويُنبئهم به، ولم يكونوا بعد قد أدركوا أنّه هو الّذي تمّم جميع ما جاء في كتب الأنبياء والمزامير.
وبظهوره لهم فتح أذهانهم ليفهموا الكتب، وطلب منهم أن يمكثوا في أورشليم إلى أن يلبسوا قوّة من العُلى تمكّنهم من إعلان اسمه وأن يكونوا شهودًا على قيامته.
الرَّب يسوع يعرف كلّ واحد فينا، يعرف إمكانيّاتنا ومحدودياتنا، ويتعامل معنا انطلاقًا من ذاتنا الشّخصيّة والطّريقة الّتي يمكننا أن نعرفه من خلالها، فمريم المجدليّة عرفته من صوته، عندما نادى عليها، وتلميذا عماوس عرفاه عند كسر الخبز ، والرّسل عرفوه عندما ظهر لهم وأراهم يديه ورجليه.
ساعدنا يا ربّ أن نعرفك وزد إيماننا
(الأحد الثّالث من الزّمن الفصحي في السّنة الليتورجيّة ب)
أحدًا مُباركًا أتمناه لكم أحبّتي