موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الثلاثاء، ٣ أكتوبر / تشرين الأول ٢٠٢٣

لا تنس أن الله يحبك

بقلم :
كارول علمات - الأردن
كارول علمات تزور "بادري بيو" وتكتب من هناك

كارول علمات تزور "بادري بيو" وتكتب من هناك

 

أخذتنا الخطى وسار بنا الشوق إلى حيث يرقد قديس القرن العشرين، بيو، قديس الأمور المستعجلة كما أطلق عليه.

 

جمعتنا الصدفة بسيدة لطيفة في بداية الرحلة، فرحت عندما علمت بتوجهنا لزيارة القديس بيو. وما أن وصلنا البلدة الرائعة بهدوئها ونسيمها العليل، اقتربت السيدة لتكلمنا عن بيو. وإذ بها تعمل ممرضة في مستشفى أسسه القديس بيو (مستشفى تخفيف الآلام) والذي يقع بجانب الكنيسة التي يرقد فيها القديس المحبوب، وكان قد جرى لها معجزة شفاء بعد صلاتها للقديس بيو. فأخذت تتكلم بفرح مقدّس عن أعجوبة قد غيّرت حياتها. والصدفة الثانية أن اسمها "أنجيلينا" واليوم الثاني من تشرين الأول هو عيد الملائكة الحراس!

 

بقيت معنا وصلت معنا أمام قبر القديس بيو؛ بكت.. فرحت وصلت.

 

أخذنا صورة تذكارية كشاهد على إشارة من السماء بعث بها بادر بيو.

 

أرسل لنا "أنجيلينا"Angelina  في يوم عيد الـ"Custodian Angels" الملائكة الحراس. أرسل لنا من تعمل في رعاية المرضى. أرسل لنا من نالت أعجوبة شفاء بشفاعة القديس الذي أحب العذراء مريم. أرسل لنا "أنجيلينا" في بدايات شهر الوردية! وكما التقطنا إشارات السماء في أسيزي وكاشيا، نعود اليوم لنلتقط إشارات بيو من سان جيوفاني روتاندو.

 

أمام ضريح الأب الكاهن بيو، ترى بعيون قلبك معجزة القداسة.

 

تصلي ويمر شريط حياة بيو الكاهن سريعًا أمام عينيك التي تدمع من الفرح والرجاء.. ترى اليدين اللتين حملتا سمات وجراحات السيد المسيح مدة خمسين عامًا.. ترى الكاهن الذي كان يمضى ساعات طوال في كرسي الاعتراف.. ترى بيو الذي أحب وكرم مريم العذراء أم المسيح.

 

وبينما تأخذ بركة القديس يأتيك التنبيه بأن تسرع الخطى!

 

وهذه إشارة أخرى... أن نسرع الخطى لنعيش في الفرح والتسليم المطلق لمشيئة الرب كما فعل بيو!

 

إشارات أن لا مستحيل مع الله! إن الله قادر على الشفاء إذا سألت بإيمان وثقة، وكما تعتني بمن حولك سيعتني الله بك! وأينما سرت في الحياة، وحيثما توجهت، سيرسل الله ملاكه الحارس، كما أرسل لنا اليوم "أنجيلينا"، سيرسل ملاكه ليوجه حياتك نحو الأشخاص الذين يكونون مصدر سعادة وفرح في حياتك.

 

اليوم أمام ضريح القديس بيو، وأمام مذبح الكنيسة التي كان يقيم فيه قداسه، وضعنا نيات وصلوات كل من طلب صلاتنا.. سألنا الشفاء لكل مريض ومتألم، العزاء للحزانى، والسلام في القلوب والبلدان. وهناك في الكنيسة أمام مجسم برونزي للقديس بيو أضيئت الشموع عربون شكر على الزيارة  المباركة وطلبا لنعم السماء!

 

أيها القديس بيو.. تشفع لنا!