على أعتاب عام جديد.. للسلام نصلي

عند منتصف هذه الليلة، تتعانق عقارب الساعة بالرغم من ألم الحروب، لنعبر إلى سنة جديدة نضعها بين يدي الآب السماوي المحب. ساعات قليلة وسيطوي الزمن سنة عصيبة دموية سلبت فيها الأمن والسلام في بلدان عدة. سيذكر التاريخ أيام هذا العام الذي يعلن انتهاء رحلته ووصولها الى المحطة الأخيرة. سيذكر أيامًا حزينة عشنا تفاصيلها بترقب وقلق، بحزن و دموع، ولكن بثقة و رجاء و أمل.

بين يديك يا رب نضع أيامًا قادمة وعامًا جديدًا. نطلب منك أن ترافقنا فيه في كل لحظة.

امسك بأيدينا وأعطنا أن نسلك طريقك. أعطنا أن نثق برحمتك وبأنّ القادم أجمل طالما انه بين يديك.

وبالرغم من ضبابية المستقبل التي ترسمها الحروب وينسجها الحقد والانتقام، نثق برحمة السماء وبأن ولادة السلام ليست بمستحيلة بالرغم من اشتداد وتيرة الصراع وفيضانات الدماء وصراخ المعذببن!

نرفع أكفّ الدعاء ليكون العام الجديد، عامًا يولد فيه السلام من جديد في كل أنحاء العالم وبالأخص في الأرض المقدسة حيث المعاناة والمأساة الإنسانية!

نبتهل أمام عرش السماء ليكون العام الجديد فرحًا لكل حزين، شفاءً لكل مريض، رحمة لكل من يعيش الأسى والألم.

وما بين عامين، وعلى حطام البيوت المهدمة، جلست طفلة تيتمت جراء الحرب، وبين يديها دميتها الصغيرة وكسرة خبز يابسة. نظرت إلى السماء حيث نجمة الميلاد لا تزال تلمع فوق الأرض المقدسة. دمعت عيناها الصغيرتين وغفت. لعلها ترى بابا نويل في منامها وتحظى بهدية الحياة من جديد.

كل عام وأنتم تنعمون بالفرح والسلام!