موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الخميس، ١١ فبراير / شباط ٢٠٢١

قم فاحمل فراشك، وامشِ

بقلم :
الأخت كلارا معشر - الأردن
مجموعة من راهبات الوردية في مزار العذراء سيدة لورد

مجموعة من راهبات الوردية في مزار العذراء سيدة لورد

 

من أكثر المواقف الّتي كانت تستدرُّ عطف الرّبّ يسوع هي نداء المريض واستغاثته.

 

فتنهّدات المريض الّذي أقعده المرض وجعله عاجزًا عن ممارسة حياته الطّبيعيّة، كانت تلمس قلب الرّب يسوع قبل أن تصل أذنيه.

 

مشاهد إنجيليّة متنوّعة صوّرت لقاءات الكثير من المرضى مع يسوع: بعضهم جاء إلى الرّبّ مباشرة مثل الأبرص الّذي تبع الرّبَّ قائلًا: " إن شئتَ فأنت قادر على أن تُبرئني"

 

وأعمى أريحا الّذي كان يصرخ وينادي: " رحماك يا ابن داوود"

 

البعض أحضره الأصدقاء إلى يسوع لينال الشّفاء مثل مقعد كفرناحوم الّذي حمله أربعة رجال وأتوا به أمام الرّب، وكثير من المرضى كانت الجماعة  تحملهم إلى يسوع ليضع يديه عليهم ويشفيهم.

 

البعض كان أهله وأقاربه يُعلمون يسوع عن مرضه وهو بدوره يذهب ليمنحه الشّفاء مثل حماة بطرس، وابنة رئيس المجمع.

 

وأحيانًا كان المريض يكتفي بأن يلمس هدب ردائه ليشفى مثل المرأة المنزوفة.

 

وفي بعض المشاهد كان يسوع يبادر في سؤال المريض: " أتريد أن تُشفى" مثل مريض بركة بيت حسدا.

 

اللافت للانتباه أنّ كلّ من قرع باب الرّبّ طالبًا الشّفاء ناله، ونال أيضًا الشّفاء الرّوحي ومغفرة الخطايا لأنّ الخطيئة مرض قاتل، تقتل فينا الحياة الرّوحيّة والفرح والسّلام الدّاخليّ وتجمّد علاقتنا مع الله والقريب.

 

في أيامنا هذه كثير منّا مصابون بمختلف العلل: الروحيّة والنّفسيّة والجسديّة... عالمنا أصبح مزارًا لعديد من الأوبئة الّتي تهاجمه.

 

في هذا اليوم العالمي للمريض، وعيد أمّنا مريم العذراء سيدة لورد، نصلّي أن يرفع الرّب القادر على كلّ شيء والشّافي الأعظم هذا الوباء، ويبعد عن أرضنا البلاء والمجاعات وكلّ ما يتسبّب في هلاك الإنسان، ويشفي المرضى، فهو من قال: " ليس الأصحّاء بمحتاجين إلى طبيب بل المرضى".

 

ومن الجدير أن نعرف أنّ الرّبَّ يسوع لم يكن يهدف من وراء الشّفاءات الّتي قام بها إظهار سلطته، ولكن لأنّها كانت سببًا في إيمان الكثيرين (يوحنّا ٢: ٢٣).

 

لقد كانت لمسته تشفي الجسد ،ولكن كلامه شفاء للرّوح.

 

لنصلّ من أجل بعضنا البعض، فكما كان النّاس يحملون المرضى إلى الرّبِّ يسوع ويضعونهم أمامه لينالوا الشّفاء، كذلك نحن اليوم نستطيع أن نحمل مرضانا بصلواتنا ونضعهم أمام الرّب القدير، ولنردّد بتسليم وإيمان قائلين: "لتكن مشيئتك".

 

يا مريم العذراء سيدة لورد، صلّي لأجلنا.