موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الأحد، ٢٦ نوفمبر / تشرين الثاني ٢٠٢٣

فِي عِيدِ يَسُوع مَلكِ الكَون وسَيِّدِ التَّارِيخ: "فليُضئ نُورُكم"

بقلم :
إبراهيم سليمان عويس - الأردن
فِي عِيدِ يَسُوع مَلكِ الكَون وسَيِّدِ التَّارِيخ: "فليُضئ نُورُكم" (متى 16:5)

فِي عِيدِ يَسُوع مَلكِ الكَون وسَيِّدِ التَّارِيخ: "فليُضئ نُورُكم" (متى 16:5)

 

سيِّدي يَسُوع،

أيُّها الملكُ الأغرُّ بين ملوك الأرض جميعاً،

لقد فكّرتُ كثيراً فيما سأكتبهُ لك في عشيّة عيدكَ عيد الشّبيبة،

ولكنّي لم أجد في نفسي كلماتٍ تعبّر عن احترامي لمَقامِك السّامي.

 

من جديد،

يسطعُ نوركَ في مُخيّلتي لأكتبَ شيئاً جديداً عن ملكِ الملوك،

ولكن هذه المرّة من زاويةٍ جديدةٍ ورؤية فريدة،

 

فأنتَ النّور الذي يُشرق في الظُلمة، وأنت النّور الذي يُضيءُ في عقولنا وأفكارنا المُظلمة.

وأنت الذي قلتَ لنا في غابرِ الأزمان:

"فليُضئ نُورُكم"

 

لقد حُجِب النّور عن وجه الإنسان،

بسبب ما شاهدناهُ في الآونة الأخيرة في هذا الزمان،

مشاهدٌ تقشعرُّ لها الأبدان،

آلامٌ ...حروبٌ...وويلاتٌ،

يعيشُها إنسانُ هذا الزمان،

يُعيدُها التّاريخ لنا بأبشعِ الصّور،

زارعاً فينا الخُذلان لا الإيمان،

 

اعذرني على هذه اللّهجة يا سيّدي الكريم،

 

لقد أدركنا وشعرنا كم أن العالم مُغشَى على عينيه،

 

ودَمُ هابيل صارخٌ في الأرض وليس من مُعيل،

فأين أنت أيها الدّيان العادل من كل ما يحدث؟

 

فبحقّ هذا العيد الملوكيّ،

انتظر منك الحضور بنورك البهيّ،

فأنت من ستُضيء للسالكين في الظلمة، وتعيدَ الأمل لمن فقده.

 

ولهذا أتقدّم إليك بقلبٍ مليئٍ بالشكر والتواضع،

ان لا تحجُب نورك عن وجه الإنسان.

 

 أشكرك على فضلك ورحمتك التي لا تنتهي، وعلى الحُبّ الذي أظهرته على خشبة الصليب.

 

وأسألك أن تملأ قلوبنا بالسلام والأمل في هذا اليوم المميّز.

اجعلنا وسيلة لنشر الخير والمحبة في العالم،

واطبع في قلوبنا كلماتك الأزلية،

وانظر إلى عالمنا بعيون الرحمة،

ليّن قساوة القلوب،

وساعدنا في أن نكون أضواءً تنير في ظُلمة الحياة.

 

يا رب، اجعل هذا العيد فرصةً للتأمّل والتجديد الروحي.

 

انعم علينا بالقوة لتخطي الصعوبات والعزيمة لبناءِ عالمٍ أفضل.

كل رُكبة تجثُو أمام محبتك،

ونسألك أن تكون دائماً ملجأنا وقوتنا.

حتى في وادي ظِلال الفَناء.

 

عَاشَت مَملكَة يَسُوع إلى الأبد..

عاشَ المَسِيحُ مَلِكاً...

آمين.