موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر
أصدِقَائِي فِي كُلِّ مَكانٍ،
أبناءُ مَريمَ وخُدَامَها الأمَناء في كُلِّ زَمان،
اليومُ نحتفلُ جَميعاً بعيدِ أمِّنا مريمَ العذراءْ،
سيّدةُ الحبلِ بلا دنسِ،
البريئةُ من الخطيئةِ الأصلية.
لا شكّ بأنّ لهذهِ العقيدةِ الحَسّاسّة،
جدلا كبيرا بين الكنيستين الشرقية والغربية،
والتي حيّرت عقولَ المسيحيين مُنذ إعلانِ هذهِ العقيدة،
فالبعضُ يؤمنُ بهذه العقيدة وآخرون لا،
المُهمُ في الأمرِ،
أن العَذراء مريم هِي أمُّنا،
ومنْ وجهةِ نظَري، سأسير وراء رغبة قلبي في إيماني بهذه العَقيدة،
يَكْفي أن الشيطان يرتعد رُعباً أمام سماعِ كلمةِ مريم،
ويكفي أنّها تُشَكِّلُ لَه عَذاباً نفسياً عندما يسمع أحداً يتلو مزمورها الملائكي،
خصوصاً في جلساتِ طردِ الأرواح الشريرة من الممسوسين،
أصدقائي،
إن كنتم ممن يؤمنون بهذه العقيدةِ أو ممن لايؤمنونَ بها،
فهناكَ أمر هامٌّ لا بد لكم أن تعرفوه،
ألا وهو أن الله الآب اختارها من بين نساءِ العالمين حتى تكون أُمَّاً له،
وبتدبير أزلي،
هي الفائقة القداسة من بين جميع القديسين وعبر كل الأجيال،
وهي أعظم من الشاروبيم وأرفع مجداً بغيرِ قياسٍ من السيرافيم،
لا بل هي سلطانة جميع الملائكة والقديسين،
وغيرها الكثير من الألقاب التي تُتزين صفحات الكتاب،
واليوم يا أصدقائي تتحقق نبوءتها في أن جميع الأجيال يطوبونها،
هي ابنة الآب وعروسة الروح وأم الابن،
ودماؤها اختلطت بدماء ابنها يسوع عندما كان جنيناً في أحشائهَا.
نحن اليوم لا نملك التفسير البشري الكامل وراء هذه العقيدة،
فمعرفتنا ناقصة أمام هذا التصريح المطلق،
ومعرفتنا الناقصة أضعف من الحقيقة التي نؤمن بها،
ولكننا نؤمن بها، كون الكنيسة اعلنتها لنا، مستندة على الكتاب المقدس، وستظهر حقيقة كل شيء في آخر الزمان...
صلاتنا اليوم،
هي أن ترافقنا أمنا مريم العذراء في أهم لحظتين من لحظات حياتنا:
١. الآن
٢. وفي ساعة موتنا.
يا سيدتي البريئة من كل دنس صلي لأجلنا. آمين