موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الإثنين، ٢٥ ديسمبر / كانون الأول ٢٠٢٣

المَجُوسُ الرَّابِع فِي حَضرَةِ المَلكِ الصَّغِير

بقلم :
إبراهيم سليمان عويس - الأردن
ولَم أجِد إلَّا أن أُقدِّم لكَ *قلبي* يا سيِّدي الصَّغير

ولَم أجِد إلَّا أن أُقدِّم لكَ *قلبي* يا سيِّدي الصَّغير

 

صَديقِي يَسُوع،

هَا قَد اقتَربت عشيَّةُ مِيلادكَ المَجيد،

ولا أعلمُ كيف انقضَت أيامُ زمنِ المَجِيءِ مُسرِعةً كالبرق،

 

رُبما لأننا نُرددُ كَلماتَ الرجَّاء تلك:

 

*"أسرِع يارب فالأرضُ في انتظارك"*

أو لعلها *لازمة المورانتاه،*

 التي نتلوها مع مرنمي هذا الزمان،

 

ومع هذا الاقترابِ السَّريع لحضوركَ بيننا،

فكَّرتُ كثيراً فيمَا سأقدِّمهُ لكَ في عشيةِ ميلادِكَ المَجيد،

 

وعندمَا تأمَّلتُ في شخصياتِ الميلاد التي أحَاطَت بِمِذودكَ المُتَواضِع،

 

وجدتُ أن كُلاً منهم قد قدَّم لكَ هَديَّتَهُ بِشَكلٍ فَرِيد:

 

*فالعَذراءُ* بِقَولِهَا نَعَم قدَّمت أمُومَتَهَا لَكَ،

 

*ويُوسُفُ العَفيف* حارسُ العائلةِ المُقدَّسة قَدَّم لكَ أبوَّتَهُ وحِمايتَهُ لكَ وللعَذراءِ في آن،

 

*والرُّعَاةُ* البُسطَاء الذين ظهرت لَهُم جَوقةُ *الملائكةِ النُّبلاء*

قدَّموا لكَ دَهشَةَ الفَرح التى أعلنُوها فيمَا بعدٍ لمن حولهم،

 

أما *المَجُوس* الذي قادَهُم نَجمُ المِيلادِ اللَّامع بين النُجُوم فقد أدرَكُوا بعلمِهِم ومعرفتهم التي اكتسَبوها في حياتهم بأنَّك نبيٌّ وملكٌ وكاهن،

فقدَّموا لك اللُّبان والذَّّهب والمُر،

 

إنَّهم عبدةُ النَّار ولكنَّهم أدركوا فيما بعد النُّور الحقيقي الذي يُشعُّ من قلبكَ الأقدس،

 

حتَّى *حَيواناتُ المَغَارة،*

لم يبخَلوا عليكَ بأنفاسِهم ليمنَحُوكَ الدِّفئ،

 

لقد فكَّرت كثيراً فِيمَا سَأقدِّمهُ لك معَهم لو كنتُ هناكَ حاضراً في حضرةِ الملكِ الصَّغير،

فَوجدتُني بينَ المَجوسِ،

مَجُوساً رابعاً خفيَّاً،

لم أكُن عبداً للنار،

بل عبداً لأمورٍ كثيرةٍ قد أحكَمَت سيطرتها على قلبي وأفكاري،

 

ولَم أجِد إلَّا أن أُقدِّم لكَ *قلبي* يا سيِّدي الصَّغير،

 

لأنَّك قلتَ في سفر الأمثال:

 

"يَا ابْنِي أَعْطِنِي قَلْبَكَ، وَلْتُلاَحِظْ عَيْنَاكَ طُرُقِي" (أم 23: 26).

 

فالقَلبُ أصلُ الأفكارِ يا صَديقي

 

عِيدُ مِيلادٍ مَجيدٍ لكَ،

وكلُّ عامٍ وأفكارُ قَلبكَ باقيّة مَدى الأجيال..

آمين...