موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الثلاثاء، ١٠ يونيو / حزيران ٢٠٢٥

في حضرة دومو ميلانو

رمزي الغزوي

رمزي الغزوي

رمزي الغزوي :

 

في قلب مدينة ميلانو الإيطالية  تتنفس الحجارة وترتفع كاتدرائية الدومو، اي بيت الله، ترتفع مثل صلاة صامتة امتدت عبر ستة قرون، تبنيها الأيادي وتواصلها الأرواح. هي سيرة لمدينة، وتجسيد لرغبة الإنسان في أن يلمس السماء بفنه.

 

بدأت الحكاية عام 1386 بأمر من الحاكم جيان غالياتسو فيسكونتي، الذي لم يكن يريد كنيسة فقط، بل أراد أن تبقى ميلانو خالدة على هيئة معمار. فدعا فنانين من كل أوروبا، من فرنسا وألمانيا وحتى البندقية، وجاءوا يحملون معهم رؤى معمارية وأحلاما حجرية، لتتشكل من خلالها واحدة من أعظم تحف الفن القوطي في العالم. واستمرت أعمال البناء لأكثر من خمسة قرون.

 

الدومو قصيدة رخامية ترتفع إلى السماء بـ 135 برجا صغيرا، وتحتضن أكثر من 3400 تمثال، لكل منهم قصة، وصوت، ورسالة. وعلى قمتها، تلمع مريم العذراء "لا مادونينا"، تمثال ذهبي بات رمزا لميلانو، حارسة صامتة تطل على المدينة بطمأنينة.

 

وتحت رخامها الوردي، الذي جُلب من جبال بعيدة عبر قنوات مائية بُنيت خصيصا، تنام أسرار القرون، وتحيا فيها رموز مقدسة، منها ما يُقال إنه مسمار من صليب المسيح، محفوظ هناك كأثر روحي تلتف حوله القلوب كل عام.

 

الدومو هي ميلانو تحكي نفسها بهدوء، برفعة، وبجمال لا يُختصر.