موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الجمعة، ١٧ أكتوبر / تشرين الأول ٢٠٢٥

فلسطين في الفاتيكان.. بصوت الملك

نيفين عبدالهادي

نيفين عبدالهادي

نيفين عبدالهادي :

 

لقاء جلالة الملك عبدالله الثاني وجلالة الملكة رانيا العبدالله، قداسة البابا لاون الرابع عشر بابا الفاتيكان، في القصر الرسولي، الذي يعتبر الأول لجلالته بالبابا لاون الرابع عشر منذ تنصيبه، يحمل أهمية كبرى على أكثر من نحو وسياق، لقاء جاء في وقت حساس يحتاج نظرة للواقع بعين دينية تفرض الرحمة والعدالة وحماية وصون المقدسات على ظروف المرحلة، وتضع الجانب الإنساني أولوية في التعامل مع كافة قضايا المرحلة والمنطقة.

 

ولهذا اللقاء رؤى ملكية هامة جدا في الحفاظ على الأماكن المسيحية الدينية، ورعايتها، وهو ما أكد عليه جلالته خلال اللقاء، «الحرص على الحفاظ على الأماكن الدينية المسيحية في الأردن ورعايتها، خاصة موقع عمّاد السيد المسيح، عليه السلام، (المغطس)»، رؤية بدلالات هامة تعظّم من جوانب الحرص على الأماكن الدينية المسيحية، وحتما تؤشّر لضرورة توجيه الاهتمام لهذه الأماكن التي تعد مقصدا دينيا هاما، لكافة مسيحيي العالم، سيما وأن الأردن يضم عددا من الأماكن الدينية المسيحية، وكذلك أماكن تعدّ جزءا من مسار الحج المسيحي، وفي حديث جلالته رسالة لأن يكون لهذه الأماكن مساحة كبيرة على خارطة السياحة الدينية المسيحية.

 

وفي ذات اللقاء الهام، شدد جلالة الملك على «استمرار الأردن بدوره الديني والتاريخي في رعاية المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، انطلاقا من الوصاية الهاشمية عليها»، وفي ذلك رسالة هامة وحرص من جلالة الملك على أهمية هذه المقدسات وضرورة حمايتها، حيث حذر جلالته «من الاعتداءات الإسرائيلية على هذه المقدسات»، فهو الحرص الملكي على حماية المقدسات والتأكيد على استمرار الوصاية الهاشمية عليها، تأكيد ملكي هام وعلى أهم منابر التسامح وحماية الأديان في العالم، في الفاتيكان، يؤكد الملك ضرورة التنبه للمقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس من الاعتداءات الإسرائيلية، وحتما لها دلالات هامة ورسائل عظيمة، ورؤى عميقة في حمايتها.

 

وكما هو الملك عبد الله الثاني يضع القضية الفلسطينية والحرب على غزة أولوية، تحدث جلالته خلال اللقاء عن الأوضاع في غزة، و»نبه جلالته إلى ضرورة ضمان تنفيذ اتفاق إنهاء الحرب في غزة، وإدخال المساعدات الإغاثية بكميات كافية لجميع المناطق»، من الفاتيكان وخلال لقاء جلالته بالبابا لاون الرابع عشر، ينبه لضرورة ضمان إنهاء الحرب، وأن يتم إدخال المساعدات الإغاثية للأهل في غزة، هو الموقف الثابت لجلالته منذ بدء الحرب، إذ يجب أن تنتهي وأن تدخل المساعدات بكميات كافية، فغزة تحتاج كل شيء، وجلالته يضع هذا الجانب الإنساني العظيم على منبر الفاتيكان، وهو أعلى المنابر أهمية في العون والتسامح والإنسانية، فلا بد أن ينظر لغزة بعين الرأفة والإنسانية بكافة المجالات والأصعدة، فأهلنا هناك يحتاجون هذه الوقفة الأردنية العظيمة من جلالة الملك، وحتما لصوت جلالته الأثر الأكبر في رؤية غزة بعين مختلفة ترتكز على الجانب الإنساني والإغاثي.

 

وفي تجديد جلالته على الثوابت والمسلّمات، بأن «السبيل الوحيد لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة هو حل الدولتين الذي يضمن قيام الدولة الفلسطينية المستقلة، ويحقق الازدهار لشعوب الإقليم»، وحقيقة أن يصدح الحق الأردني بالفاتيكان بهذه الحقيقة أمر غاية في الأهمية، وله الأثر الكبير سواء كان على مستجدات وظروف المرحلة، أو على الأهل في غزة بشكل خاص، وفلسطين، ففي حل الدولتين حضور للسلام الذي سيحقق الازدهار لشعوب الإقليم، وفي ذلك حاجة وليس ترفا، فقد آن الأوان أن يكون صوت الأردن وثوابته نهج عمل يخرج المرحلة من نفق مظلم مكثت به طويلا، لمكان آمن يعمه السلام والازدهار.

 

خلال لقاء جلالته بالبابا لاون الرابع عشر، حضرت فلسطين، والقدس وغزة، حضرت الإنسانية وحماية المقدسات، والحفاظ على الأماكن الدينية المسيحية، برسائل ملكية عظيمة.

 

(الدستور الأردنية)