موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر
إلهِي الحَبِيبْ،
لَطَالمَا كَانَ صَمتُكَ فِيهِ الكَثيرُ مِنَ الحِكمَة،
والتي لا يستطيعُ المَرءُ العَاقلُ إدرَاكهَا،
فَيَستَسلِم لِمَشيئَتِكَ الإلهيّة.
وَلكن الحَقّ الحَقّ أقولُ لَكَ يَا إلَهِيّ:
لَمْ تَعُدْ فِينَا الطَّاقَةُ لاحتمالِ مَا تَراهُ العَينُ أمَامَ مَا يَحدُث...
أرجُوكَ يَا رَب،
تَدَخَّلْ وَقُلْ كَلِمَتَكَ...
لَقَد وَصلنَا إلى وادي الدُموع،
لم تَعُد هُناكَ دُموع ...
وَعادَ بنَا الزّمن إلى ذلكَ الوقتِ الذي قامَ بهِ هيرودس بالحُكم عَلى أطفالِ بَيت لحم ...
وهَا هو التاريخ يُعاد مع أطفال غَزة ...
ماتَ كُلُّ شيءٍ فِينا...
وباتتْ نفوسنا حَزينَة...
حَزينَة حتى الموت...
نَحنُ نعيشُ اليوم ما عانيتهُ في بستانِ الجثسمانية:
"نفسي حزينة حتى الموت"...
نعم يا رب...
لقد عادَ أسبوعُ الآلام مُبكراً جداً يا سيدي الكريم...
وطريق الجُلجُثة طَويل...
طَويلٌ جداً...
قَد قلتَ يوماً بلسانِ نبيّك داود:
بأن "الرَّبُّ قَرِيبٌ لِكُلِّ الَّذِينَ يَدْعُونَهُ، الَّذِينَ يَدْعُونَهُ بِالْحَقِّ".
(مز 145: 18)
لَكنَنَا لم نَعُد نَشعرُ بهذا القُرب،
طالَ غيابكَ عَن المَشهدِ المُرعب،
وقد قلتَ يوماً:
بأنّك "الطريقُ والحقُّ والحياة"
فأينَ الطريقُ وأينَ الحَقّ وأينَ الحَياة؟؟؟...
لَم يعُد هُناكَ طَريق...
بَل هي حِجَارةٌ مُتناثرةٌ فِي كُلِّ مكان،
وأشلاءٌ تُغَطي غُبارَ الحًرب جَراء الطُّغيان،
لم يَعُد هُناكَ حَقٌّ بَلْ صَمتٌ كَأنَّهُ خُذلان،
لم تَعُد هُناكَ حَياةٌ بَلْ موتٌ يَعمُّ المَكَان...
فَهَل تَحيَا العِظَامُ مِن جَديد؟؟؟
أحييها بِروحكَ المَجيد...
هَذا زمانٌ رَديء...
رَديء جداً يا سَيدي الكريم...
وهُنا استذكرُ ما قالهُ النبيّ عاموس في سفره:
"لذلك يَصْمُتُ الْعَاقِلُ فِي ذلِكَ الزَّمَانِ لأَنَّهُ زَمَانٌ رَدِيءٌ".
(عا 5: 13).
ولِيَجعلَ الكلمةَ الأخيرةَ لَكَ...
غَزّة وشَعبُها الصَّامد بَينَ يَدَيكَ يَا رَب...
فلا تَخذُلْ مَن بِكَ استعانْ...
يا رَبَّ السّلام أمطر علينا السّلام
يا رَبَّ السّلام امنَح غَزة السّلام..