موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الإثنين، ٢٣ نوفمبر / تشرين الثاني ٢٠١٥

غابت الرحمة عن قلب هذا العالم

بقلم :
تغريد حبش نجيم - الأردن

متى سيرف جفن هذه الامم المتعطشة للدماء؟ الم تصحو بعد من غيبوبتها وسّكرتها التي تفوح منها رائحة الموت؟ تستحضر المليارات وكل الامكانيات، للحرب للقتل للدمار للتشريد، لهدم الإنسان والبنيان، لدفن الحضارة والإرث وتغير وجه المكان والزمان! الهذا الحد أصبحت الحياة والدم رخيصتان! ألم تكتفي الأمم من رائحة الموت والبارود التي تعصف وتعبق بكل مكان دون رحمة دون رأفة دونما استئذان؟ ما جنسكم، من أنتم، أحسب أن تكونوا أي شي إلا بشر إلا صفة انسان! ما هذا السّم الذي جرعتمونا اياه في هذا الزمان. وكأن حروب الأمس لم تعلمكم رغم انها ما تركت للبشرية غير هلاك الأمم وأولها الانسان! الويل لكم رجعتم الى الجاهلية والقبلية والبربرية والعصور الحجرية، لتهدمون البشرية وترون الارض بدماء نقية، ولم يعد يهمكم ولا يهزكم، تهجيرنا تجويعنا وتشريدنا وقتلنا وعيشنا في العراء! أنسيتم كم من الكرامات والاوطان انتهكتم؟ أنسيتم كم من الايتام والارامل صنعتم؟ أنسيتم كم من العاهات الجسدية والعلل النفسية تركتم؟ أنسيتم اغتصاب اراضينا؟ أنسيتم تهجيرنا؟ انسيتم تجهيلنا؟ أنسيتم تقسيمنا مذهبيا وطائفيا أنسيتم كل مآسي البشرية التي ورثتموها وما زلتم أنسيتم؟ سرقتم أفراحنا واقتلعتم جذور أرواحنا، واغتلتم حياتنا، فقدتم الرحمة، فقدتم الضمير، وفقدتم الذاكرة أيضاً! يا ويلنا نحن الشعوب بماذا ابتلينا! يا ليت تجمعت ملياراتكم وامكاناتكم للحفاظ على بقاء شعوبكم وارثكم وحضارتكم وتاريخكم ومعابدكم وانسانيتكم لتبقى في الذاكرة محفورة ليست فقط مثل أي اسطورة بل احفورة نفاخر بها ونخبئها بصدورنا لنحيك منها قصصا نرويها للاجيال. ولكن أي صناعة؟، وأي اسطورة؟، فعلتم غير التطرف والارهاب والتعصب الذي ادى الى استباحة قتل الابرياء وتبريره بحسب مصالحكم، جميعكم مدانون لهذه الحياة التي انتم لها غير مستحقون و"داعش" وغيرها التي تصول وتجول بينكم وتعيش في الكتب وبين السطور وفي البيوت ودور العبادة وفي العقول ولا تجرأون لاخد قرار بتصحيح ما فعلتم منذ سنون! والان حصدتم نتاج صناعتكم اهكذا اردتم تسطير تاريخ حضارتكم وانسانيتكم؟ كم من الدماء التي استبيحت ودنست ولم تحترم قدسيتها وكل هذا تحت غطاء مسميات عدة ومن اجل الدين؟! عن أي دين تتحدثون؟؟ يقولون اذا اردت ان تتحكم في جاهل عليك ان تغلف كل باطل بغلاف ديني وهذا هوا الباطل بعينه! هل نحن بغير جاهلون؟ ايها الأمم انظروا كيف اصبحت حياتنا بلا قيمة بلا معنى بلا طعم ولا لون جراء مخالفتكم كل المعتقدات والشرائع، وخرقتم وحرقتم كل العهود كل المواثيق والمعابد غير قتلكم للبشرية واغتصاب حقوق الانسانية. أيعقل ما نحن علية الان أيعقل؟ لا يمر يوما دون ان تعصر فيه قلوبنا تارة ألماً وتارة دماء وتتشتت فيه عقولنا واذهاننا وتشل عجلة حياتنا أيعقل؟ لن نستحلفكم بعد اليوم بالله الذي انتم عنه لا تعرفون. وستبقى حربنا ضد ممارستكم اللا انسانية مستمرة ولم نعد نخشاكم وسنبقى صامدون واااااعرباه واااغرباه السماء ارتجت لافعالكم الى اين انتم بنا ذاهبون؟ اقولها كفى! اوقفوا احلامكم بقتلنا وتجريدنا وتعريتنا وتكفيرنا وتجهيلنا وكانكم لهذا فقط مبرمجون، كفى كفاكم رهانات علينا، لنتاخذوا حياتنا عنوة ونحن هنا باقون، ولا ندعو لكم بغير ان تفلتوا من حبائل الكبرياء وعروشكم العاجية الكاذبة التي نصبتوموها لانفسكم وذاك الجنون. لا رجاء لنا ولا حيلة غير ان نستجير ونتوسل بك يالله، وانت العالم والمطلع في بواطن افئدتنا والصدور. انظر الينا يا الله بعين الرحمة والرأفة نحن عبيدك الخاطئون، ولا تغفل عنا في سنة الرحمة التي غابت عن هذا العالم كل رحمة وحل محلها كل قسوة وفجور. "يا أيها الرحمة الالهية" يا صفة الله العظمى كوني معنا وارحمينا من كل شرور هذا العالم الذي أصابه وباء الارهاب والتطرف والحروب واصبح عديم الرحمة حد الجنون.