موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر
"والعمر شبه القمر، ما ينشبع منه".. معقول؟ تمضي الأيام وتمر السنين، على الأرض ومن عليها موجودين، وحقيقة أن كل يوم يمضي يقربنا من نهاية العمر، لا يختلف عليها اثنان، إذن فالعمر، يقاس عند البعض بالسنوات، وعند البعض الآخر يقاس بما فعلت خلال تلك السنوات، العمر.. تلك الكلمة قد تسبب للبعض حالة غريبة لا أعرف ما تفسيرها، وكأن الإفصاح عن العمر أشبه بكشف حقيقة مؤلمة! لماذا؟. إليكم هذه الطرفة التي كنت أنا "شاهد" عيان عليها: أثناء انتخابات نقابة المعلمين، كانت هناك إحداهن تجلس عند باب قاعة الانتخاب كي تطابق بيانات الهوية مع السجل الذي بيدها، إلى أن حان دور صديقتي "خفيفة الظل فعلاً" لتسليم هويتها. فما كان منها إلا ان أحكمت قبضتها على البطاقة، وأخفت بإبهامها سنة الميلاد، وقالت للأخرى وبضحكة نابعة من قلبها: "ياخيتي بلاها، ما وِدّي أعطيكي الهوية، خلّي الطابق مستور" علماً وصدقاً أنها تبدو أصغر من سنها. ترى، لم يحب بعضنا ومن كلا الجنسين إخفاء سنّه؟ ولم قد نعتبر الإفصاح عنه، وكأنه أشبه بدخول المناطق (المحرّمة) نفسياً، ويتطلب جرأة و"قوّة قلب"! قد لا يعجب ذلك "النواعم" اللواتي ينتظرن الإطراء ويفرحن لسماع (ما شالله متل بنت العشرين)، ويستنكرن ان سمعن ان مظهرهن يعطي أعمارهن!! وشهادة البراءة ليست بالقريبة من الجنس "الخشن"، فكم نلاحظ شعراً أسوداً لامعاً مع وجه ملأته خطوط العمر التي لا ترحم! وكم تلفتنا ملابس العشريني على صاحب العقود السبعة ونيف! قد يكون التشبث بالحياة أو عشقها هو الدافع، أو ممكن لتعويض لحظات "ذهبية" ضاعت منهم هدراً بالسابق، أو هو الإيمان المطلق بأن الشباب هو شباب الروح، وبالمناسبة هذه "نظريتي". أحبتي، أتمنى لكم شباباً دائماً: عشريني الروح، ثلاثيني الهيئة، أربعيني الهيبة، خمسيني العقل، وما بعد ذلك، فدعائي للجميع بالصحة وطول العمر.