موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر
علت، خبيزة، مجدرة، فول مقلي... أكلات شعبية بنكهات فلاحية وبامتياز، تتصدر قائمة الطعام الصيامي، في الزمن الأربعيني الذي ابتدأ قبل أيام، زمن الصوم، التقشف وقهر الجسد، زمن التوبة والرجوع، لمن أراد، زمن الاستعداد للفصح المبارك. انتظار السرور وقهر ظلمة القبور، شأنه شأن الأعياد الأخرى، له من الاستعدادات الدنيوية والروحية، حيزاً لا بأس فيه من وقتنا (الثمين)!. فعلى الصعيد الدنيوي، تجد أن أخضر الخضراوات قد احتلت موائدنا العامرة، من ضمم العلت (الهندبا)، الى سحاحير الفول، خبيزة، على (اكمن كيلو عدس) كمخزون احتياطي للمجدرة!! فما ان تقرر (ام صلاح) ما هي طبختها، و(ام حازم) ماهو مشروعها، وهناك ترى (ام سفيان) محتارة، حتى ترى ذاك الخضار قد تحول الى طبخات بسيطة (صحية)!! في مطابخهن العامرة الزاخرة. ومن طرف هذه الفترة، ان هناك شخصا في البيت لا يقتنع بالصوم، وأراد لنفسه ان (يتزفر)، فيما غيره صائم و(يتحسر)!. وجملة اعتدنا على سماعها: (انتو صايمين، وانا؟) لتقوم الوالدة او الام بتحضير طبق له، فوق التعب الذي أوشك ان يفقدها صوابها وصيامها!!! أما من الناحية الروحية وهي الاهم، فتتجلى أيام (الجمعة) بالذات، حيث تعود لألفي عام مضت، بنصف ساعة، تخرج من طرقك المعبدة، المضاءة، الملأة بالتكنولوجيا، لتعود الى طرق وزقاق أورشليم البسيطة، ومن جو المحاكم العصرية، وهيئة المحلفين والمحامين، الى المحكمة البيلاطسية القديمة، ومن شاهدي حق أو زور، إلى خيانة يهوذا وندامته المتأخرة، ومن يمين تقسمه على كتاب سماوي، إلى إنكار عفوي من بطرس. تسمع آهات وأنات الأم المكلومة، تبكي من طيبة قلب فيرونيكا، تؤلمك اصوات السياط على الجسد المنهك، ولك ايضا ان تحمل ثقل الخشبتين مع القيرواني الطيب. أحداث مؤلمة، تعيشها، لا دراما تمثيلية تتوقع نهايتها، كلها تختصرها بأربع عشر سجدة ووقفة بدرب الآلام. وطيلة الاسبوع، لك ان تسمع صوت الخالق يناديك بأجراس تقرع يومياً، أو بلحظات تأملية تقضيها بخشوع صادق، والخيار لنا. أحبتي، صيامنا بسيط ومريح أمام ما جرى على جلجلة المسيح.