موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الخميس، ٣٠ يناير / كانون الثاني ٢٠٢٥

تلك السياحة التي يجب أن نستثمرها

مالك العثامنة

مالك العثامنة

مالك العثامنة :

 

أدرك أننا نواجه أزمة حقيقية مع واشنطن، ومتاهة إقليمية كان لنا دور في ضياعنا فيها بسبب انكفاءات غير محسوبة لم نحسب لها جيدًا. لكن الأردن دولة، والدولة لها تفاصيلها اليومية التي لا تتوقف في الإدارة المحلية وفي العلاقات الخارجية، والتي يجب أن تعمل جميعها بكامل جهودها لمصلحة الدولة والدولة فقط.

 

نعاني من أزمة اقتصادية أيضا، وهذا يتطلب تحفيزا لكل ما هو ممكن من مواردنا لتنشيط كافة القطاعات الإنتاجية والتنموية بأقصى ما نستطيع.

 

العدمية في طرح الأفكار لا تنتج إلا العدم والكثير من الضجيج غير المنتج.

 

هذا كله أسوقه وأنا أقرأ وأتابع كرة الثلج الجديدة "ونحن معتادون على كرات ثلج أسبوعية" وهي تكبر مع دحرجتها على خلفية دعوة طرحتها وزارة السياحة لمن يرغب من الأردنيين بتلبية دعوة يوم افتتاح فعالية "الأردن فجر المسيحية" في مدينة روما الإيطالية الفاتيكانية.

 

أنا ممن فكروا بتلبية الدعوة لأني أحب مدينة روما كما أحببت الفكرة "المتحفية"، ولأن الدعوة مفتوحة قمت ببعض الحسابات المالية أولا وجدول أعمالي لأجد أني غير قادر على تلبية حضور يوم الافتتاح، لكنني استطعت ان أجد تذاكر سفر غير مرتفعة الثمن تلبي رغبتي بحضور المعرض الأردني المقام في روما خصوصا أنه مستمر من 31 يناير حتى نهاية شهر فبراير.

 

قراءة ما ورد على وسائل التواصل الاجتماعي كان مزعجا في كثير مما ورد فيه من تجنيات غير منطقية، فالدعوة موجهة عموما ولم تخصص لأحد، "وتلك ستكون مشكلة حقيقية لو حدثت". مما يعني أن الدعوة لمن استطاع وكانت لديه القدرة، وهي محفزة تماما مثلما يصرف البعض وينفق على حضور مباراة للمنتخب الوطني في الخارج تشجيعا له.

 

قطاع السياحة أحد موارد الأردن الحقيقية والتي تعاني من ضيق شديد منذ أحداث السابع من أكتوبر، وفكرة تسويق الأردن لدى أكبر جماعة دينية في العالم وهي الكاثوليكية 17%  من البشرية، وأكثر من نصف المسيحية في العالم هم كاثوليك)، ومحاولة استقطاب المؤمنين المسيحيين إلى الأردن فكرة ممتازة نقدمها لأنفسنا وللعالم.

 

المعرض سيستمر في جولاته حسب ما قرأت في حيثيات المؤتمر الصحفي لوزيرة السياحة في اليونان "وهم الأرثوذكس الجماعة التالية في الحجم عالميًا" ثم البرتغال "وهم كاثوليك بغالبيتهم ومتدينون"، ثم فرنسا"، "وهنا لا أفهم سبب الاختيار لدولة تتزمت بعلمانيتها لكن ربما هناك قراءات لا أعرفها".

 

كل ما أردت قوله ببساطة "وتكثيف" أن الدولة مستمرة في عملها، ومن ضمن ذلك قطاع السياحة "المضروب" لأسباب كثيرة، والتحرك لتسويق الأردن سياحيا مطلوب بل مطلوب جدا.

 

لدينا أماكن حج مسيحي كثيرة يجب استثمارها واستغلالها بالوجه الأمثل سياحيا، وهي تحتاج إلى رعاية وعناية أكثر بكثير مما نراه على الواقع. والدولة "بمعناها الوظيفي" هي أن يحدث ذلك كله. لكن بشرط أن يكون مدروسا ومخططا له بعناية.

 

(الغد الأردنية)