موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر
يا لغرابه هدا العالم، وصلنا القمر وغزونا الفضاء والكواكب، اكتشفنا المجرات، غصنا أعماق البحار، تنبأنا بالزلازل والبراكين، واكتشفنا كل أسرار هدا الكون العظيم ولكن للأسف لم نستطيع أن نغوص في اعماق أنفسنا، لم نستطيع ان نتخطى حدود ذاتنا تلك. حتى تكورنا في زلزالة كئيبة تحجب مشاعرنا وقوتنا الكامنة لتعود وتنعكس علينا. للاسف فقد اصبحنا نخاف انفسنا، فينظر الواحد منا الى داخله في لحظه خلوه فيقول يا لبشاعتي، أحقاً وصلت لهذه الدرجة من الحقد والانانية والكره؟، أين صوره الله في داخلي؟ اين هو خالقي؟ لما لا وقد تخطينا حدود هذا العالم حتى جبنا في خفايا واسراره، اكتشفنا عظائم الخلق، ولكن بتنا أبعد ما يمكن عن أنفسنا وعن نعم الله فينا، فقد تحملنا كل صعاب هذا العالم وواجهنا زلازل وبراكين عنيفة حروب قاتلة، مجاعات مؤلمة، ولكن ها نحن ما نزال على هده الارض التي باتت كالجحيم وعلى الرغم من هذا كله لا نحتمل إساءة الآخر او تصرافته.. أين هي المحبة في داخلنا؟ لما لا نكون يداً واحدة فتتولد تلك القوة المغناطسية التي زرع بذورها الله فينا، فتتفجر في هذا الكون، وتحوله إلى لوحة فنية جملية بألوان زاهية، في عيون أطفال يلهون؟، لما لا!، ولنا من القوة والارداة ما يتخطى الحدود، فقد وصلنا الى اقصى أنواع الاتصال والتواصل، ولكن للأسف! من وراء شاشات حاجبة لوهج المحبة والامل والتسامح.. أين هذا التواصل؟. على أرض الواقع تفكك اسري، عنف وقتل، حتى تخطينا مع كل هذه الحدود -حدود الإنسانية أيضاً- أهذا هو التواصل حقاً؟ ذلك البعد الذي امتدت خيوطه بعيداً عن ذواتنا وعن الآخر حتى كدنا لا نعرف أنفسنا.. نشاهد الأخبار، قتل هنا وتفجيرات وأعمال إرهابية هناك، فنشعر في داخلنا بذلك الأسى والحزن، إلا أن هذا لا يكفي. قم وابدأ التغير، غيّر ذاتك انت اولاً، غيّر من هو حولك بتصرفاتك لكي تمتد تلك محبه فتصل حدود العالم أجمع، وتأكد أن كل ما هو شر كان لغياب المحبة حيث لا يلتقي الاثنين أبداً. كفانا تجاهل فلنحافظ على هدية الله تلك ونعمة المحبة في داخلنا.