موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر
يعرف خاطفو راهبات معلولا أنهم أخطأوا خطأ كبيرا عندما اختطفوهن، وهن راعيات دير الايتام الممتلىء بالأطفال المسيحيين والمسلمين على حد سواء. ويعرف كل من لهم علاقة بالإختطاف أن العملية كانت سياسية وأبتزازية أكثر منها دينية، ولكنها كانت كارثة اعلامية كبيرة للمعارضة السورية. فللراهبات في الثقافة والمسيحية والاسلامية على حد سواء احترام شديد للغاية، ونرى ذلك واضحا لدى قيام المسلمين والمسيحيين بتقبيل أياديهن تعبيرا عن التقدير لما يقمن به من اعمال في المجالين الانساني والتربوي. والراهبات يخدمون ويضحون بلا مقابل ولذلك فإن كل من يحاول الإساءة لهن لا يجد في نهاية المطاف إلا خيبة الأمل والإستنكار. وكان الخاطفون يعرفون كل هذه الأمور ولهذا فإنهم فلم يكشفوا عن هويتهم، مع أن الوسطاء من قطر ولبنان ورجل الاعمال السوري جورج حصواني يعرفون الخاطفين معرفة جيدة. ومنذ بدايتها كانت عملية الخطف عبئاً ثقيلا على الخاطفين فحاولوا استثمارها لتأمين الافراج عن معتقلات سوريات في سجون النظام. ولم يشأ الخاطفون ان تتعرض الراهبات لخطر الإصابة او حتى الموت، خوفا من ضياع الورقة التي يمسكون بها، فطلبوا من الملياردير حصواني، صاحب النفوذ في يبرود، أن يسمح بنقل الراهبات الى احد قصوره قرب هذه البلدة المحاصرة حاليا. وكان شرط الخاطفين ان يقوموا بالمهام الامنية في القصر وحوله، فوافق حصواني بلا تردد. هناك امور اخرى دفعت الخاطفين الى القبول بالوساطة، وتعرفها دول اقليمية وموسكو اكثر من غيرها. ولكن ليس هناك أدنى شك أن الصلاة والمنطق انتصرا وكانت هذه النهاية الطيبة. والآن إلى المطرانين والرهبان الآخرين حتى تكتمل الصورة السعيدة ويبدأ مشوار الوفاق السوري-السوري بداية جديدة. ولسوريا وشعبها نطلب السلام.