موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر
من بعد البرد والشتاء ومن بعد الحبس الإجباري داخل المنزل، ها هو الإفراج يهل علينا. دخلنا الصيف، بأيامه، بلياليه وسهراته، بحرِّه اللاهب، وبمرور كريم من نسماته، وحان الوقت اللازم لِـ"تهوية وتشميس" نفسياتنا قليلاً من خلال مشوار، حفلة، زيارات "مكسورة علينا"، باستثناء الواجبات طبعاً؟. بالصيف، ترى هناك بيتاً يُجَهِّز لفرح، يتهيأ لليالي "التعليلات"، فَحَبْل الإنارة يلف السطح، يضيء تارة، و"ينحرق" تارة أخرى، وما تسمعه من تعليقات جدّية ومضحكة، من الشخص "المعجوق" بالتركيب والآخر الذي يبدي ملاحظاته التي غالبا ما تكون مستفزة!. بيتاً آخر يستعد لاستقبال مغتربٍ آتٍ، أرى والداي يجهزان غرفة النوم "الغربية" باعتبارها المثالية ومن فئة الخمس نجوم للنوم، لِيَنْم أخي قرير العين!. وفرحة "الصيفية" بالذهاب للمطار، وترقب انتظار هبوط الطائرة، وعلى ذات المنوال: "يلّا، هسا بتنزل، هيّو بأشرلنا". أعشق صيفاً "كاسة الشاي بالنعنع" مساء، تتوسط اللّمة على ممر البيت أو البرندة، أحب مشهداً آخر، رؤية أحد المارين يلقي السلام، يتلقاه والدي و"يشد" عليه العزيمة للدخول مكرراً: "جيرة الله تميِّل"!. وللصيف نهفاته المزعجة أيضاً عدا الحر. إسمعوا معي صوت أبي يسأل أمي مستنكراً وعن بعد: "وين ماكنة الناموس؟! بدنا نعرف ننام"، وتخيلوا معي منظر أم صلاح الحبيبة تهرول صوبه، لتعطيه الماكنة، بنظراتٍ غير مفسرة!. عيشوا معي لحظات ترقب "جَيِّة الماي"، سترون بجانب كل خزَّان، شخص يدخل رأسه ليتفقد، وافرحوا لفرحهم لحظة الفرج، عند سماع صوت أول قطرة تنزل للخزان. أنتظر الصيف لأتناول وجبة "سناك" صيفية، "بطيخ أحمر حلو، وجبنة بيضا مالحة". انتظر آب اللهّاب، لأسري باكراً واقطف تينة "معسلة" عن أمها. أضحك عندما تحاول أمي جاهدة إخراج شوكة صَبْر من يدي، وتحركنا باتجاه منطقة مشمسة لرؤية أوضح!. أتسابق وأختي لِدق بذور المشمش الحلوة بالحجر. أصدقائي، الصيف كيف، لنعش ونكسب من كل لحظة. اتمنى لكم فصلاً جميلاً لطيفاً. احبتي، صَيفوا وكيفوا.