موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر
حلوة هي الحياة ومرة، ومن تذوق ذاك (الحلا) سيسعى للحفاظ عليه، ومن تجرع علقمها، تراه يسعى جاهداً لكسر ذاك المَرار، ومن هنا لهناك، من سعيد لحزين، ومن قنوع لِشَرهٍ، سؤال حيرني!، سألت غيري فازدادت حيرتي! (أين نجد الراحة الحقة؟)، أهي في الماديّات الملموسة؟ أم في المكنونات الداخليّة؟. بحثت في دهاليز الحياة، في زواياها المخفيّة المخيفة، فضاقت كل المطارح على اثنين: المال وراحة البال، دخلت وإياهما مختبر (الواقع) لإثبات أو دحض فرضية أنهما قد يجتمعان في ذات الشخص، وحاولت (لم الشمل)، لكن للأسف، أخفقت!. كيف يرتاح الغني وهمّ التمسك والحفاظ على المال يميته يوماً بعد يوم، وكيف للمحتاج أن يرتاح باله، وهمّ العوز و(الطفر) يلاحقه، ليميته هو الآخر؟. لننس المال، فهناك العليل يرجو العافية، هناك الجائع يستجدي اللقمة، أرى هناك المشرد يتمنى الملاذ، السجين يحلم بالحرية، هموم وهموم يعيشها ويتعايش معها الكثيرون، فأين الراحة؟ أين أجد السعادة؟. للحظة فكرت، سرحت بعيداً، وتذكرت أنّي خليقة الله الأمثل، أنّي صنيعه الأفضل، على صورته خلقني، وأكثر مما أحبه أحبّني، أخاطبه تعالى فأرتاح، مساء كان أم في الصباح. كلِّمه، فهو الوحيد الذي يسمعك دون ملل، أشْكُ، إليه همَّك وعليه ألقِ بحملك، وهو يحمله دون كَلل، فالحياة الدنيا، آخرتها للزوال، ولن تحمل معك جاه أو مال، الهموم قد تطول، لكنها مؤقتة وستزول. يا رب، أرحنا، فالحالة بجد، تعبانة.