موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر
الأسرار السبعة هي من صنع المسيح وليس من صنع الكنيسة. هي وسائل الخلاص وضعها السيد المسيح تحت سلطة الكنيسة. ولكن للأسف فإن سر الإعتراف هو من أكثر الأسرار عرضة للجدل. نريد اليوم أن نرد على بعض الاعتراضات التي نسمعها من المسيحيين لتبرير ابتعادهم عن هذا السر: 1) الاعتراض الأول: أنا أعترف بخطاياي مباشرة لله ولا أريد واسطة بيني وبين الله أسس السيد المسيح كنيسته وأعطاها وسائل الخلاص (الأسرار) ومنها سر الاعتراف، وطلب منا أن نقبل هذه الأسرار من الكنيسة وليس مباشرة من الله. فإذا أردنا أن نعمد نذهب إلى الكاهن، وإذا أردنا المناولة أو مسحة المرضى أو الزواج نذهب إلى الكاهن، فلماذا عند الإعتراف لا نذهب إلى الكاهن بل نقول: أنا بعترف عند الله؟ أعطى السيد المسيح سلطة مغفرة الخطايا للكهنة بعد قيامته، كما أعطاهم السلطان على بقية الأسرار، حيث يقول: "خذوا الروح القدس من غفرتم خطاياهم تغفر لهم ومن أمسكتم خطاياهم تمسك لهم" (يو 20/ 22). احترم السيد المسيح سلطة الكهنة في العهد القديم والجديد. ففي العهد القديم بعد أن شفى العشرة برص قال لهم: "امضوا إلى الكهنة فأروهم أنفسكم..." (لو 17/ 15). وفي العهد الجديد عندما ظهر المسيح لبولس وهو في طريقه الى الشام سأله بولس: "يا رب ماذا يجب علي أن أعمل؟" أجابه يسوع: "اذهب إلى الشام إلى كاهن اسمه حنانيا وهو يقول لك ماذا عليك أن تعمل". والقديس بولس يقول بأن يسوع قد أعطانا سلطة المصالحة: "إن الله جعل على ألسنتنا كلام المصالحة..." (2 كو 5 /18-21). الاعتراض الثاني: من هو الكاهن حتى أعترف عنده، إنه ليس أفضل مني، والله وحده يغفر الخطايا؟ الموضوع موضوع صلاحية وليس موضوع أفضلية الواحد على الآخر. والسيد المسيح قد أعطى هذه الصلاحية للكهنة بقوله: "خذوا الروح القدس من غفرتم خطاياهم تغفر لهم..." (يو20/ 22). نعم الله وحده يغفر الخطايا ومن أعطاه الله السلطة أيضًا يستطيع أن يغفر، ورأينا كيف أن المسيح قد أعطى تلاميذه هذه السلطة: "خذوا الروح القدس". لماذا نرضي أن يعطي المسيح تلاميذه سلطته الإلهية للتكلم بالألسن وشفاء المرضى وطرد الشياطين، ولا نرضى أن يعطيهم سلطة الغفران، وقد أعطاها فعلاً بقوله: "خذوا الروح القدس..". الاعتراض الثالث: يقول البعض أن يسوع فعلاً أعطى سلطة الغفران ولكن للتلاميذ فقط وليس لأتباعهم؟ الأشخاص يموتون والسلطة لا تموت مع الشخص. فلماذا نرضى أن تنقل سلطة شفاء المرضى وطرد الشياطين لأتباع المسيح ولا تنقل سلطة المغفرة؟ كيف للمسيح أن يخلص العالم هو الذي جاء ليس فقط لتلاميذه ومن عاش في زمانهم بل من أجل كل العالم وحتى نهاية العالم. إذًا يكون عمل المسيح الخلاصي ناقص وحاشا ان يكون هكذا. في الختام، لنشكر السيد المسيح على نعمة تأسيسه لسر الاعتراف، كسرٍ للتوبة والمصالحة مع الله تعالى، وأدعو الجميع بكلمات القديس بولس للاعتراف: "أسألكم باسم المسيح أن تتصالحوا مع الله" (2 كو 5/ 18-21).