موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الأربعاء، ٢٨ أكتوبر / تشرين الأول ٢٠١٥

إيمان وقداسة عائلة

بقلم :
تغريد حبش نجيم - الأردن

العديد من بيوتنا تحتوي على رزنامة تزخر بأسماء القديسين واعيادهم وتذكاراتهم، واحيانا ربما لدينا كتب تروي قصص عن قداستهم وايمانهم العميق, وربما في مكتبتنا ايضا فيلم تصويري يجسد لنا سيرة حياتهم برفقة الله... هذا ومنذ زمن بعيد والكنيسة ترفع على مذابحها قديسين وقديسات من ابناء الكنيسة الجامعة وان هنالك اعدادا كبيرة على مر العصور، رفعت الى مرتبة القداسة، وتم اعلان قداستهم احياءً لهم، ولقداستهم التي جاءت من خلال عيش الفضائل الالهية في الايمان والرجاء والمحبة في مسيرة حياتهم. ولكن هذا العام جاء بنكهة خاصة وخاصة جدا حيث اعلن عن اول عائلة مقدسة في تاريخ الكنيسة هما "لويس وزيلي مارتان". صحيح ان صعود سلم القداسة ليس معبدا ومفروش بالورود ولكنة ايضا ليس بالمستحيل، وان الوصول الى القداسة والاعلان عنها ايضا ليس بالامر السهل حيث الاخيرة تتطلب دراسات معمقة تاخذ اعوام كثيرة قبل اعلانها، وتخضع لشروط محددة وصارمة قبل القبول بها وتمر في عدة مراحل لحين توافر جميع الشروط الموضوعة من قبل الكنيسة لا سيما دراسة لحياتهم وسيرتهم وكافة الفضائل التي يتمتعون بها فضلا عن عمل معجزات تتطلب شفاءا نهائيا. ولا شك دائما هنالك تساؤل من هو القديس؟ ولماذا نحن بحاجة لاعلان قدسين؟ والجواب بكل بساطة القديس هو كل انسان عاش جميع الفضائل الالهية في ورع ورجاء ومحبة من خلال كافة اعماله وفي مسيرة حياة كاملة. اما ضرورة الاعلان عنها بحسب القديس يوحنا بولس الثاني، ان تكريم واعلان قداسة ابناء الكنيسة وبناتها هي بمثابة التكريم السامي الى الله نفسة منبع كل قداسة. وبما اننا قبلنا سر العماد اذا نحن اليوم مدعوين للقداسة دائما من اي مكان وجدنا به وفي اي زمان, وانة باستطاعتنا ايضا من خلال جميع الاسرار الكنسية بما فيها سر الزواج الوصول الى مرتبة القداسة تماما كما حصل مع اول عائلة مسيحية في تاريخ الكنيسة تم اعلان قداستهما ورفعت سيرة حياتهما باكملها على مذابح القديسين والابرار. نعم اول عائلة!! هما "لويس وزيلي مارتان" الذي اعلن عن قداستهما في الثامن عشر من تشرين الاول في حاضرة الفاتيكان من هذا العام. حيث عاشا سر الزواج بقداسة متخذين محبة الله في كل خطوة من حياتهما رغم جميع الظروف القاسية والصعبة التي احاطت بهم طوال مسيرة حياتهما، متمسكين بايمانهم ومتحدين بالصلاة بنفس واحد، كيف لا واحد اهم ونتاج هذا الزواج القديسة تريزا الطفل يسوع. القديسين "لويس وزيلي مارتان" اليوم اصبحا قصة ملهمة لكل عائلة قصة قداسة قصة ايمان وصبر واحتمال. ومسيرة حياتهم تؤكد لنا من جديد عن اهمية الايمان بحياة العائلة ويعطيان لنا امل من جديد ان هنالك لا يزال متسع من الوقت لعيش القداسة ايضا في سر الزواج واعطا لنا ايضا معنى وبعدا جديدا في حياة العائلة اليوم التي هي بامس الحاجة ان يكون ايمانها ثابت وراسخ وقوي وان يكون مبني على الصخر لا على الرمال وان يكون مطواعا ولينا لينحني امام العاصفة كي لا تكسره وتجرفه الرياح حيث لا رجعة. ورغم كل ما لدينا لا زلنا نرجو السماء ان تمطر علينا بمثل هذه العائلة المقدسة في حياتنا لتكون لنا ارثا وغنى وزواده دائمة تفوح بعطر القداسة.