موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر
كم مؤلمٌ أن نرى مما يدور في بلادنا العربية، من حروب لا تتوقف كلّها تتسابقُ إلى القتل والدمّار، صراعات داخلية، ونزاعات مذهبية، وتدخلات أجنبية، وموجات من التطرف والإرهاب... وكم يحزّ في قلوبنا وضمائرنا أن نسمع لغة الحقد وقرقعة السلاح، تعلو فوق المنطق والحوار... إزاء هذه النتائج البائسة والخطيرة، التي تفرزها هذه الحروب في شتى أنحاء الأرض، ومع ما يرافقها من الآف الضحايا الأبرياء وتدمير المرافق والمؤسسات والمنجزات والعوّدة بالأوطان إلى مئات السنين للوراء... فنرى آثارهُا الدامية والمؤلمة في النفوس والأجساد، فكل هذه الحروب والنزاعات التي فرضتها علينا مصالح الدول الكبرى وأطماعها، خلّفت وما زالت تخلّف من ورائها ناراً، ودماً، وقتلاً، ودماراً، وتشريداً، ويُتماً، وحقداً، وظلماً، وحزناً، وبكاءً، وموتاً... والتي أدت أيضاً إلى تفاقُم الفقر والبطالة والهجرة والنزوح، بسبب تداخل المصالح في السياسات الدولية، واستمرار الإحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية، بكل تبعاته السلبية في المنطقة... وبالتالي غياب السلام والعدل يؤجج العنف والتطرف ويدفع المنطقة للمجهول. أمام هذه الأوضاع المأساوية، الظالمة والمظلمة، والتي تؤكد لنا على فشل الإنسان الذريع في العيش مع أخيه وجاره الإنسان، لأنه ما زالت البشرية – ويا للأسف الشديد – تسير في اتجاه العنف الظلم، والطغيان والتعسف، والكراهية والموت. ولكّن نحن في الأردن شيباً وشباباً، كباراً وصغاراً، دعاة سلام ومحبة، نقف ضدّ كلّ الصراعات والحروب التي تستهدف حياة الإنسان، فكلنا نعتقد بأن الحرب نزعة شريرة ومخيفة، إن سيطرت على الإنسان أفقدته إنسانيته، وبالتالي الحرب تعني إفلاس العقل، وفشل في التآخي ما بين البشر. «فلا أحد يفضل الحرب على السلام إلاّ إذا كان مجنوناً!. ففي السلام الأبناء يدفنون آبائهم، وفي الحرب الآباء يدفنون أبناءهم« (هيرودوت – مؤرخ يوناني 484 – 425 ق. م ). وفي هذا السياق عينه، نحن كلّنا ضد التطرف والإرهاب، لأنّه يستهدف حياة الناس الأبرياء، الذين لهم حقّ العيش بحريّة وكرامة، ومن هنا جاء إيماننا بالسلام الذي يوفر لنا وللأجيال القادمة المناخ الملائم لحياة حرّة كريمة، فبالسلام نقضي على الحرب، وبالمحبة نقضي على الإرهاب والكراهية، ليبقى الأردن واحة الرجاء، وبلد الطمأنينة، وعنوان الأمن والسلام، في ظل الراية الهاشمية الخفاقة بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين حفظه الله. وما مقالي هذا سوى صرخة حقً ونداء محبة إلى صانعي القرار لشعوب الأرض، وهذه الصرخة مفادها :- - يا قادة الشعوب، يا ليتكم تنبذون نهائياً كل مظاهر العنف، لتراهنوا فقط على احترام حقوق الإنسان وتدافعوا عن كرامته، فأرسلوا السلام إلى بلادنا العربية فقد آن الأوان لكي تتسلّحوا بالشجاعة والجرأة اللازمة لتحملّوا المسؤولية تجاه إخوتكم البشر، لوقف الحرب والموت، والسعي إلى سلام عادل. ويا ليتكم أيضاً ترصدون ما يُبذل من مال لأجل الحرب، لصالح الأخوّة والعلم والعمران والتقدم، ومكافحة الفقر والجوع والجهل والمرض. حاربوا أنانيتكمُ وأطماعكم، لأنها فيها بذور موت و دمار، وهلمّوا إلى المحبة والتآخي، فهي بذار حياة و مشاركة، فمن حقنا أن نحلم بالجمال والحياة، والأمن والسلام.