موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر
لوقا 15: 10 "هَكَذا يَفرَحُ مَلائِكَةُ ?للهِ بِخاطِئٍ واحِدٍ يَتوب" في كلام الانجيلي لوقا على عشرة يسوع للخاطئين، يثير يسوع غيرة الفريسيين والكتبة، ويضرب لهم مثلا قائلا: "أَيُّ ?مرِئٍ مِنكُم إِذا كانَ لَهُ مائَةُ خَروفٍ فَأَضاعَ واحِدًا مِنها، لا يَترُكُ ?لتِّسعَةَ وَ?لتِّسعينَ في ?لبَرِّيَّة ، وَيَسعى إِلى ?لضّالِّ حَتّى يَجِدَهُ؟" في الواقع؟ الجواب هو لا أحد ! ولا يذكر لوقا مثلا على امرئ من دون ذكر مثل على امرأة: أَم أَيَّةُ ?مرَأَةٍ إِذا كانَ عِندَها عَشرَةُ دَراهِم، فَأَضاعَت دِرهَمًا واحِدًا، لا توقِدُ سِراجًا وَتَكنُسُ ?لبَيت، وَتَجِدُّ في ?لبَحثِ عَنهُ حَتّى تَجِدَهُ؟ في الواقع أيضا؟ ليس لهذه الدرجة! فيسوع لا يعطي تعليما حول المرء والمرأة، إنما على الله. فإن كان الانسان يقوم بمجهود معيّن للبحث عما أضاعه، فإن الله يذهب في ذلك إلى أبعد الحدود وأقصاها، إذا ضاع أحد من الذين خلقهم. فيسوع يخبرنا هنا عن اللـه ويكشف هويته: بدأ بحث اللـه عن الانسان الضائع منذ سقوط هذا الأخير واختبائه من خالقه بسبب خوفه. فنادى الربّ الإله الانسان وقال له: أين أنت؟ (تكوين 3: 9). وهذا البحث لا ينتهي لأن الانسان لا ينفكّ يعصي كلمة الربّ، وإذا لم يعيده صوابه كالابن الأصغر، تراه يخاف فيختبئ كالخروف الضال، ويضيع حتى عن نفسه فلا يعرف أنه ضائع كالدرهم. لكن السيّد الربّ، في جميع الأحوال، يرعى خرافه ويفتقدها وينقذها من جميع المواضع التي شُتِّتَت فيها، فيبحث عن الضالّة ويردّ الشاردة ويجبر المكسورة ويقوّي الضعيفة ويهلك السمينة والقويّة، ويرعاها بعدل (حزقيال 34: 12-16). وبعد. ذهب الربّ الراعي ببحثه الى حدّ التجسّد، فيتفقّد بنفسه من غلظوا في إضلال الطريق فأضجروه (أشعيا 7: 13) ليهديهم الى العبادة الحقّ فلا يفقدون حياتهم. وهو الذي جاء لا ليدعو الأبرار، بل الخاطئين والخاطئات الى التوبة (لوقا 5: 32). أبعد من ذلك. ذهب ببحثه الى أن يتماهى مع الخطأة باعتماده في الأردن وهو الذي لم يعرف الخطيئة، لا بل جُعل خطيئة من أجلنا كي يبرّرنا (2 قور 5: 21). أيضا وأيضا، أصبح كشاة، كحمل سيق الى الذبح من أجل الخراف وبدلا عنهم، كنعجة صامتة أمام الذين يجزّونها، ولم يفتح فاه (أشعيا 53: 7). الكلمة لا يفتح فاه. الذي به كان النطق والذي لا كلام بدونه، صمت. ومَن كان له أذنان تسمعان فليسمع! (مر 4: 9). وأقصى من ذلك. ماذا إن وُجد هالك لا يستطيع شيئا؟ فأين يهرب الانسان من وجه ابن الانسان الآتي من السماء ليبحث عن الهالك فيخلّصه (لوقا 19: 10)؟ حتى ولو انحدر هذا الى الجحيم فسيجد الربّ حاضرا (مزمور 139: 8). فلا باعد من دون مقرِّب. ولا ضائع من دون واجد. ولا هالك من دون مخلّص. فممَّ الخوف؟ ولمَ الخوف؟ - لا تخف/تخافي إن كنت بعيدا. أعط لبعدك حقّ الوجود، ولا تختبئ. لا تتقنّع. ولا تخدّر نفسك بالملذات أو حتى بالصلوات. لكن اعترف ببعدك وعد إلى من ينتظرك، وإلى من يجدك، وإلى من يخلّصك. وافرح. - لا تخف/تخافي على البعيدين. إرحم كما رُحمت. لا تخبّئهم. لا تقنّعهم. ولا تتخدّر بالمسايرة أو حتى بالصلوات لأجلهم. لكن إعترف ببعدهم وثق بأن الذي وجدك يجدهم. وارجُ الربّ. - لا تخف/تخافي من البعيدين. أحبب وكن كاملا كالآب السماوي الذي يُطلع شمسه على الأشرار والأخيار ويُنزل مطره على الأبرار والفجّار (متى 5: 45). فحتى الجحيم امتلأ رحمة لأن القائم وطئه وكسّر أبوابه. وليكن بنا فرح الربّ التّام كما فرح أب الابن الشاطر، وراعي الخروف الضال، وصاحبة الدرهم الضائع، وأصدقائهم وجيرانهم، وملائكتهم! "لقد ضَلَلتُ كالخَروفِ الضَّالّ، ف?بحَثْ عن عَبدِكَ، لأَنِّي لم أَنْسَ وَصاياكَ" (مز 119: 176).