موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر السبت، ١٨ يناير / كانون الثاني ٢٠٢٠

روح الربّ عليّ

بقلم :
الأب هشام الشمالي اليسوعي - الأردن

لوقا 4: 18-19 «رُوحُ الرَّبِّ عَلَيَّ ، لأَنَّه مَسَحَني لأُبَشِّرَ الفُقَراء ، وأَرسَلَني لأُعلِنَ لِلمَأسورينَ تَخلِيَةَ سَبيلِهم، ولِلعُميانِ عَودَةَ البَصَرِ إِلَيهِم ، وأُفَرِّجَ عنِ المَظلومين، وأُعلِنَ سَنَةَ رِضًا عِندَ الرَّبّ». تمّ هذا الكلام من أجل الحاضرين في المجمع في الناصرة وليس ليسوع. إن يسوع هو الكلمة الذي لدى اللـه منذ الازل وهو اللـه (يوحنا 1: 1). وهو المليئ بالروح القدس. ليس أنه امتلأ في زمن معيّن. لم يكن هناك زمن لم يكن فيه المسيح ممتلئًا من الروح القدس. فالمسيح الابن هو في الآب منذ الازل. هو لا يشترك في الروح ليصير بواسطة الروح في الآب (القديس ايريناوس). فالابن هو في الآب لكونه كلمته، والروح هو في الابن لكونه روح الآب. والابن لا ينال الروح بل يعطيه في كلمته. ففي كلمة الابن روح اللـه. وعندما نسمع الكلمة ونقبله، يحلّ فينا روح اللـه ونصير أبناءه وبناته، لأن الذين قبلوه فهم الذين ليس من دم، ولا من رغبة لحم ولا من رغبة رجل، بل من اللـه ولدوا (يوحنا 1: 12-13). إننا نولد بالروح والكلمة في اللـه. بعطية الروح القدس في المعمودية والكلمة، نصير أبناءه، أي فيه، وهو فينا. فلأن روح اللـه فينا، نحن في اللـه واللـه فينا. لكن ليس كما الابن. إذ أننا ننال الروح القدس بالشركة وبهذه الهبة نعرف الآب. وبدون هذه الهبة لن نعرف اللـه، ونكون غرباء وبعيدين عنه. لكن بهبة الروح القدس وشركته نصير آلهة، نعم، أي أننا ندخل في حضرة اللـه ونعيش حياة اللـه (الابدية) التي كانت للانسان منذ الخلق، عندما نفخ اللـه في أنف آدم فصار الانسان نفسًا حيّة (تكوين 2: 7). هذا ما كرّره المسيح حين أرسل تلاميذه كما أرسله الآب، ونفخ فيهم الروح القدس (يوحنا 20: 21-22). لأن الروح ساكن فينا نكون في اللـه، وكوننا في اللـه هو كون روح اللـه الذي فينا، في اللـه (القديس إيريناوس). ما علامات هذه السكنى ؟ ما علامات هذه الحياة الالهية؟ أن الربّ يأتي ويحكم في كلّ الارض، أن نور الربّ يجلي عمى العالم، أن استقامة الربّ تعدل اعوجاج العالم، أن تعزية الربّ تعزي أحزان العالم، أن كلمة الربّ تخرق صمم العالم، أن حرية الربّ تنتصر على عبودية العالم، أن حقيقة الربّ تطرد ضلال العالم، أن حياة الربّ تطأ موت العالم. فإن سكننا الروح، نشهد لكلّ ذلك ونحققه، إلى أن يكتمل!