موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الثلاثاء، ٣١ ديسمبر / كانون الأول ٢٠٢٤

أضواء على رسالة السلام العالميّ لعام 2025

بقلم :
الأب لويس حزبون - فلسطين
أضواء على رسالة السلام العالميّ لعام 2025

أضواء على رسالة السلام العالميّ لعام 2025

 

المُنَاسَبَةُ

 

بِمُنَاسَبَةِ يَوْمِ السَّلَامِ الْعَالَمِيِّ، الَّذِي يُحْتَفَلُ بِهِ فِي الْأَوَّلِ مِنْ كَانُونَ الثَّانِي 2025، وَالَّذِي يُصَادِفُ سَنَةَ الْيُوبِيلِ الْمُكَرَّسَةِ لِلرَّجَاءِ، أَطْلَقَ الْبَابَا فِرَنْسِيسْ رِسَالَةَ السَّلَامِ الْعَالَمِيِّ الثامنة وَالْخَمْسِينَ.

 

 

شِعَارُ الرِّسَالَةِ وَهَدَفُهَا

 

تَحْتَ عُنْوَانِ "أَعْفِنَا مِمَّا عَلَيْنَا، وَامْنَحْنَا سَلَامَكَ"، تَبْرُزُ الرِّسَالَةُ دَعْوَةً عَمِيقَةً إِلَى الْمُصَالَحَةِ وَصُنْعِ السَّلَامِ، بَعِيدًا عَنْ الْإِدَانَةِ. وَمِنْ خِلَالِ الْالْتِزَامِ بِالِارْتِدَادِ الرُّوحِيِّ وَتَعْزِيزِ التَّنْمِيَةِ الْبَشَرِيَّةِ الْمُتَكَامِلَةِ تهْدِفُ الرِّسَالَةُ إلى تَذْكِيرِ الْجَمِيعِ، أَغْنِيَاءَ وَفُقَرَاءَ، بِأَنَّنَا إِخْوَةٌ وَأَخَوَاتٌ، وُلِدْنَا لِنَكُونَ أَحْرَارًا وَفْقَ مَشِيئَةِ اللهِ.

 

 

مَصْدر الرِّسَالَةِ ومستوحاتها

 

تَسْتَنِدُ رِسَالَةُ السَّلَامِ الْعَالَمِيِّ لِعَامِ 2025 إِلَى الكِتَاب المُقدَّس وآبَاء الكَنِيسَة، ورُوحِ الرِّسَالَتَيْنِ الْعَامَّتَيْنِ لِلْبَابَا فِرَنْسِيسْ: "كُنْ مُسَبَّحًا" وَ"كُلُّنَا إِخْوَةٌ".

 

 

مَضْمون الرّسَّالة وَمُتَطَلَّبَاتهاُ

 

يَتَمَحْوَرُ مُضْمُونُهَا حَوْلَ الرَّجَاءِ وَالْغُفْرَانِ، مُسْتَلْهَمًا مِنْ مَفْهُومِ الْيُوبِيلِ التَّقْلِيدِيِّ وَمُتَطَلَّبَاتِهِ.

 

أَ. مَفْهُومُ الْيُوبِيلِ

 

الْيُوبِيلُ هُوَ تَقْلِيدٌ يَهُودِيٌّ قَدِيمٌ، كَانَ يُعْلَنُ كُلَّ تِسْعٍ وَأَرْبَعِينَ سَنَةً مِنْ خِلَالِ النَّفْخِ فِي بُوقٍ مِنْ قَرْنِ كَبْشٍ (بِالْعِبْرِيَّةِ: يُوبِيلُ)، لِيُعْلِنَ سَنَةَ رَحْمَةٍ وَتَحْرِيرٍ لِلشَّعْبِ. يُرْمَزُ الْيُوبِيلُ إِلَى دَعْوَةٍ لِإِعَادَةِ إِحْلَالِ عَدَالَةِ اللهِ فِي مُخْتَلِفِ مَجَالَاتِ الْحَيَاةِ، بِمَا فِي ذَلِكَ:

- اسْتِخْدَامُ الْأَرْضِ بِشَكْلٍ عَادِلٍ.

- مُشَارَكَةُ الْخَيْرَاتِ.

- تَعْزِيزُ الْعَلَاقَاتِ الْأُخُوِيَّةِ مَعَ الْقَرِيبِ.

- الْوُقُوفُ بِجَانِبِ الْأَشَدِّ فَقْرًا وَالَّذِينَ أَصَابَتْهُمْ مَصَائِبُ.

 

 

بَ. دَعْوَةُ الْيُوبِيلِ الْيَوْمَ

 

- يَدْعُونَا الْيُوبِيلُ الْمُعَاصِرُ إِلَى تَحْقِيقِ عَدَالَةِ اللهِ عَلَى الْأَرْضِ، مُسْتَجِيبِينَ لِصَرَخَاتِ الِاسْتِغَاثَةِ وَالْيَأْسِ الَّتِي تُعَبِّرُ عَنْ ظُلْمٍ وَاسْتِغْلَالِ الْأَرْضِ وَالْإِنْسَانِ، وَالَّتِي وَصَفَهَا الْقِدِّيسُ يُوحَنَّا بُولُسُ الثَّانِي بِأَنَّهَا "هِيكَلِيَّاتُ خَطِيئَةٍ" نَتَجَتْ عَنْ تَوَاطُؤٍ وَاسِعِ النِّطَاقِ.

 

- يَدْعُونَا الْيُوبِيلُ الْمُعَاصِرُ أيْضًا إلى الرَّجَاءُ وَالسَّلَامُ. الرَّجَاءُ يَنْبُعُ مِنْ خِبْرَةِ رَحْمَةِ اللهِ غَيْرِ الْمَحْدُودَةِ، وَالَّتِي تَقُودُ إِلَى تَحْقِيقِ السَّلَامِ. ويَتَجَلَّى الرَّجَاءُ فِي إِنْعَاشِ مَنْ فَقَدُوا الْأَمَلَ، وتَضْمِيدِ الْجِرَاحِ النَّفْسِيَّةِ وَالْمَعْنَوِيَّةِ، وتَحْرِيرِ الْبَشَرِ مِنْ كَافَّةِ أَشْكَالِ الْعُبُودِيَّةِ، وتَحْقِيقُ يُوبِيلِ الرَّجَاءِ.

 

- يَدْعُونَا الْيُوبِيلُ الْمُعَاصِرُ أخِيرًا إِلَى الْعَمَلِ نَحْوَ بِنَاءِ عَالَمٍ أَفْضَلَ، مُسْتَنِدِينَ إِلَى الْقِيَمِ الرُّوحِيَّةِ وَالْإِنْسَانِيَّةِ الَّتِي يَحْمِلُهَا الْيُوبِيلُ.  لذلك يَتَطَلَّبُ اليُوبِيلِ تَصْحِيحَ الْأَخْطَاءِ، وَالْالْتِزَامَ بِمَبَادِئِهِ، وَالِانْخِرَاطَ فِي أَعْمَالِ مَحَبَّةٍ وَخِدْمَةٍ تَدْعَمُ السَّلَامَ الْعَالَمِيَّ.

 

ج. مَبَادئ اليُوبِيل الرَّجاء

 

تَفْتَحُ سَنَةُ نِعْمَةِ الْيُوبِيلِ دَرْبَ الرَّجَاءِ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنَّا، عَلْمًا بِأَنَّ الرَّجَاءَ يُولَدُ مِنْ خِبْرَةِ رَحْمَةِ اللهِ عِنْدَمَا نُقُومُ بِمُتَطَلَّبَاتِ مَبَادِئِ يُوبِيلِ الرَّجَاءِ التَّالِيَةِ:

 

1. الشُّعُورُ بِالْمَسْؤُولِيَّةِ

 

عَلَيْنَا أَنْ نَتَحَمَّلَ الْمَسْؤُولِيَّةَ تِجَاهَ عَوَامِلَ تُشَكِّلُ تَهْدِيدًا حَقِيقِيًّا لِحَيَاةِ الْبَشَرِيَّةِ جَمِيعًا، وَمِنْ أَهَمِّهَا: عَدَمُ الْمُسَاوَاةِ بِجَمِيعِ أَنْوَاعِهِ، الْمُعَامَلَةُ اللَّاإِنْسَانِيَّةُ لِلْمُهَاجِرِينَ، التَّدَهْوُرُ الْبِيئِيُّ، الِارْتِبَاكُ النَّاتِجُ عَنْ التَّضْلِيلِ الْإِعْلَامِيِّ، ورَفْضُ أَيِّ نَوْعٍ مِنَ الْحِوَارِ.

 

2. الإِصْغَاءُ

 

كَمَا يَصْغِي اللهُ لِصَرْخَةِ الْفُقَرَاءِ وَالْأَرْضِ، كَذَلِكَ عَلَيْنَا أَنْ نُصْغِيَ إِلَى صَرْخَةِ الْإِنْسَانِيَّةِ الْيَائِسَةِ، وَذَلِكَ مِنْ خِلَالِ: كَسْرُ قُيُودِ الظُّلْمِ لِإِعْلَانِ عَدَالَةِ اللهِ وَإِحْلَالِ الْحَقِّ، والْعَمَلُ عَلَى تَغْيِيرَاتٍ ثَقَافِيَّةٍ وَهَيْكَلِيَّةٍ لِمُوَاجَهَةِ حَالَةِ الظُّلْمِ، وَالْعَمَلِ مِنْ أَجْلِ الْمُسَاوَاةِ، لِأَنَّ خَيْرَاتِ الْأَرْضِ لَيْسَتْ حَصْرًا لِبَعْضِ الْمُمَيَّزِينَ، بَلْ هِيَ لِلْجَمِيعِ.

 

فِي هَذَا السِّيَاقِ، يَعْلِقُ الْقِدِّيسُ بَاسِيلِيُوسَ الْقَيْصَرِيِّ بِقَوْلِهِ: "وَلَكِنْ قُلْ لِي مَا هِيَ الْأَشْيَاءُ الَّتِي تَخُصُّكَ؟ مِنْ أَيْنَ حَصَلْتَ عَلَيْهَا لِكَيْ تُدْخِلَهَا فِي حَيَاتِكَ؟ [...] أَلَمْ تَخْرُجْ مِنْ بَطْنِ أُمِّكَ عَارِيًا تَمَامًا؟ أَلَنْ تَعُودَ مَرَّةً أُخْرَى عَارِيًا إِلَى الْأَرْضِ؟ مِنْ أَيْنَ يَأْتِي كُلُّ مَا لَدَيْكَ الْآنَ؟ إِنْ قُلْتَ إِنَّهُ جَاءَكَ بِالصُّدْفَةِ، فَسَتَكُونُ مُنْكِرًا لِلهِ، وَلَنْ تَعْتَرِفَ بِالْخَالِقِ، وَلَنْ تَكُونَ مُمتَنًّا لِلْوَاهِبِ".

 

3.  الِاعْتِرَافُ بِرَحْمَةِ اللهِ:

 

الِاعْتِرَافُ بِرَحْمَةِ اللهِ تتطلَّب ما يلي:

 

- طَلَبُ الْمَغْفِرَةِ مِنَ اللهِ الَّتِي يُقَدِّمُهَا لِلْجَمِيعِ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ، كَمَا جَاءَ فِي "أَعْفِنَا مِمَّا عَلَيْنَا" (مَتَّى 6: 12).

 

- مَغْفِرَةُ الْإِنْسَانِ لِأَخِيهِ الْإِنْسَانِ كَمَا جَاءَ فِي قَوْلِهِ: "فَقَدْ أَعْفَيْنَا نَحْنُ أَيْضًا مَنْ لَنَا عَلَيْهِ" (مَتَّى 6: 12).

 

فِي هَذَا السِّيَاقِ، يَعْلِقُ الْقِدِّيسُ إِسْحَاقُ أُسْقُفُ نِينَوَى، أَحَدُ آبَاءِ الْكَنِيسَةِ الشَّرْقِيَّةِ بِقَوْلِهِ: "إِنَّ مَحَبَّتَكَ هِيَ أَعْظَمُ مِنْ دُيُونِي. وَأَمْوَاجُ الْبَحْرِ لَيْسَتْ شَيْئًا مُقَارَنَةً بِعَدَدِ خَطَايَايَ، وَلَكِنْ إِذَا وَزَنْتُ خَطَايَايَ مُقَارَنَةً بِمَحَبَّتِكَ فَسَتَتَلَاشَى كَأَنَّهَا لَا شَيْءَ".

 

4. التَّضَامُنِ تُجاه "أَزْمَةِ الدُّيُون"

 

- تَّضَامُنِ النِّظَامِ الدُّوَلِيِّ لِمُوَاجَهَةِ سَيْطَرَةِ بَعْضِ الْحُكُومَاتِ وَالْمُؤَسَّسَاتِ الْمَالِيَّةِ الْخَاصَّةِ فِي الْبُلْدَانِ الْغَنِيَّةِ عَلَى الْبُلْدَانِ الْفَقِيرَةِ، خَاصَّةً فِي إِطَارِ "أَزْمَةِ الدُّيُونِ".

 

- اتخاذ إِجْرَاءَاتٍ تَسْتَهْدِفُ إِلْغَاءَ الدَّيْنِ الْخَارِجِيِّ عَنِ الْبُلْدَانِ الْفَقِيرَةِ.

 

- الِاعْتِرَافُ بِوُجُودِ دَيْنٍ إِيكولوجِيٍّ بِيئِيٍّ بَيْنَ الْبُلْدَانِ الْغَنِيَّةِ وَالْفَقِيرَةِ، وَالْعَمَلُ عَلَى مَعَالَجَتِهِ لِإِحْدَاثِ تَوَازُنٍ دُوَلِيٍّ قَائِمٍ عَلَى الْعَدْلِ وَالتَّضَامُنِ.

 

 

5. التَّغيير الثَّقافِي والهَيكلي

- الِاعْتِرَافُ بِأَنَّنَا جَمِيعًا إِخْوَةٌ لِأَنَّنَا نَنْتَمِي إِلَى عَائِلَةٍ وَاحِدَةٍ، وَلَنَا آبٌ وَاحِدٌ.

- الِاعْتِرَافُ بِأَنَّنَا جَمِيعًا مَدِينُونُ أَمَامَ الله

- الِاعْتِرَافُ بِأَنَّنَا جَمِيعًا بِحَاجة إلى بَعضِنا بَعضًا.

 

 

د) أَعْمَالُ يُوبِيلِ الرَّجَاءِ الْمُقْتَرَحَةُ

 

يَقْتَرِحُ الْبَابَا فِرَنْسِيسْ ثَلَاثَةَ أَعْمَالٍ يُمْكِنُهَا أَنْ تُعِيدَ الْكَرَامَةَ إِلَى حَيَاةِ شُعُوبٍ بِأَكْمَلِهَا، وَتَضَعَهَا فِي مَسِيرَةٍ عَلَى دَرْبِ الرَّجَاءِ الْمُؤَدِّي إِلَى السَّلَامِ:

 

أَوَّلًا: الإِعْفَاءُ

- تَخْفِيضٌ كَبِيرٌ أَوِ إِعْفَاءٌ كَامِلٌ لِلدُّيُونِ الدَّوْلِيَّةِ الَّتِي تُثْقِلُ كَاهِلَ الْكَثِيرِ مِنَ الْأُمَمِ غَيْرِ الْقَادِرَةِ عَلَى تَسْدِيدِهَا.

- تَطْوِيرُ هَيْكَلِيَّةٍ مَالِيَّةٍ جَدِيدَةٍ تَفْضِي إِلَى إِنْشَاءِ مِيثَاقٍ مَالِيٍّ عَالَمِيٍّ قَائِمٍ عَلَى التَّضَامُنِ وَالتَّنَاغُمِ بَيْنَ الشُّعُوبِ.

 

ثَانِيًا: احْتِرَامِ كَرَامَةِ الْحَيَاةِ الْبَشَرِيَّةِ

- تَعْزِيزُ ثَقَافَةِ الْحَيَاةِ، بِحَيْثُ يَسْتَطِيعُ كُلُّ إِنْسَانٍ أَنْ يُحِبَّ حَيَاتَهُ وَيَتَطَلَّعَ إِلَى الْمُسْتَقْبَلِ بِرَجَاءٍ وَسَعَادَةٍ لَهُ وَلِأَبْنَائِهِ.

- إِلْغَاءُ عُقُوبَةِ الإِعْدَامِ فِي جَمِيعِ الدُّوَلِ لِاعْتِبَارَات حُرْمَةُ الْحَيَاةِ، إذ أنَّ الْحَيَاةُ هِبَةٌ مُقَدَّسَةٌ يَجِبُ حِمَايَتُهَا.

- الرَّجَاءُ فِي الْمَغْفِرَةِ وَالتَّجْدِيدِ عِلمًا أنَّ عُقُوبَةُ الإِعْدَامِ تُقْضِي عَلَى كُلِّ أَمَلٍ فِي التَّوْبَةِ وَالْمُصَالَحَةِ.

 

ثَالِثًا: إِنْشَاءُ صُنْدُوقٍ عَالَمِيٍّ

تَخْصِيصُ نِسْبَةٍ ثَابِتَةٍ مِنَ الأَمْوَالِ الَّتِي تُنْفَقُ عَلَى التَّسَلُّحِ لِإِنْشَاءِ صُنْدُوقٍ عَالَمِيٍّ. يهدف هذه الصُنْدُوقٍ إلى الْقَضَاءُ النِّهَائِيُّ عَلَى الْجُوعِ، وتَسْهِيلُ النَّشَاطَاتِ التَّرْبَوِيَّةِ فِي الْبُلْدَانِ الأَكْثَرِ فَقْرًا، وتَعْزِيزُ التَّنْمِيَةِ الْمُسْتَدَامَةِ، ومُكَافَحَةُ التَّغَيُّرِ الْمُنَاخِيِّ.

 

ومِنْ خِلَالِ هَذِهِ الأَعْمَالِ، يُمْكِنُ لِلْإِنْسَانِ أَنْ يَسْلُكَ عَلَى مَسِيرَةِ الرَّجَاءِ، وَيَرَى هَدَفَ السَّلَامِ أَقْرَبَ مِنْ أَيِّ وَقْتٍ مَضَى.  قَدَّمَ صَاحِبُ الْمَزَامِيرِ وَعْدًا عَظِيمًا بِقَوْلِهِ: "الرَّحْمَةُ وَالْحَقُّ تَلَاقَيَا، الْبِرُّ وَالسَّلَامُ تَعَانَقَا".

 

 

خلاصة

 

تَنَاوَلَتْ رِسَالَةُ السَّلَامِ مَفْهُومَ الْيُوبِيلِ وَمَبَادِئَهُ وَالْأَعْمَالَ الْمُقْتَرَحَةَ لِلوُصُولِ إِلَى السَّلَامِ مِنْ خِلَالِ الرَّجَاءِ. ويُمَثِّلُ يُوبِيلُ الرَّجَاءِ لِعَامِ 2025 دَعْوَةً مُلِحَّةً لِإِعَادَةِ اكْتِشَافِ الْإِخَاءِ وَالسَّلَامِ، الِاعْتِرَافُ بِكَرَامَةِ كُلِّ إِنْسَانٍ، وَالتَّعَاوُنِ مِنْ أَجْلِ مُسْتَقْبَلٍ يَعُمُّهُ الْعَدْلُ وَالْمُصَالَحَةُ، وَذَلِكَ عَنْ طَرِيقِ إِحْدَاثِ تَغْيِيرٍ فِي الْمَجَالَاتِ التَّالِيَةِ: الرُّوحِيَّةِ وَالْأَخْلَاقِيَّةِ والاجْتِمَاعِيَّةِ وَالِاقْتِصَادِيَّةِ والْبِيئِيَّةِ وَالثَّقَافِيَّةِ. 

 

 

الدُّعَاءُ

 

اَمْنَحْنَا سَلَامَكَ يَا رَبُّ!

وَأَعْفِنَا يَا رَبُّ مِمَّا عَلَيْنَا،

فَقَدْ أَعْفَيْنَا نَحْنُ أَيْضًا مِمَّنْ لَنَا عَلَيْهِ.

اَمْنَحْنَا سَلَامَكَ،

ذَلِكَ السَّلَامُ الَّذِي أَنْتَ وَحْدَكَ قَادِرٌ عَلَى أَنْ تَمْنَحَهُ،

لِمَنْ يَسْمَحُ بِأَنْ يُجَرَّدَ قَلْبُهُ مِنَ السِّلَاحِ،

لِمَنْ يُرِيدُ بِرَجَاءٍ أَنْ يُعْفِيَ دُيُونَ إِخْوَتِهِ،

لِمَنْ لَا يَخْشَى مِنَ الِاعْتِرَافِ بِأَنَّهُ مَدِينٌ لَكَ،

لِمَنْ لَا يُغْلِقُ أُذُنَيْهِ عَنْ صَرْخَةِ الْأَشْخَاصِ الْأَشَدِّ فَقْرًا.