موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الأربعاء، ٢٣ ابريل / نيسان ٢٠٢٥

أحد توما الرسول 2025

بقلم :
الأب بطرس جنحو - الأردن
الأحد الأول المعروف بأحد توما الرسول

الأحد الأول المعروف بأحد توما الرسول

 

الرسالة

 

عظيمٌ هو ربنا وعظيمة قوته

سبحوا الربَّ فإنه صالح

 

فصل من أعمال الرسل القدّيسين الأطهار (أعمال 5: 12-20)

 

في تلك الأيام، جَرَتْ عَلَى أَيْدِي الرُّسُلِ آيَاتٌ وَعَجَائِبُ كَثِيرَةٌ فِي الشَّعْبِ. وَكَانَ الْجَمِيعُ بِنَفْسٍ وَاحِدَةٍ فِي رِوَاقِ سُلَيْمَانَ. وَأَمَّا الآخَرُونَ فَلَمْ يَكُنْ أَحَدٌ مِنْهُمْ يَجْسُرُ أَنْ يَلْتَصِقَ بِهِمْ لَكِنْ كَانَ الشَّعْبُ يُعَظِّمُهُمْ. وَكَانَ مُؤْمِنُونَ يَنْضَمُّونَ لِلرَّبِّ أَكْثَرَ جَمَاهِيرُ مِنْ رِجَالٍ وَنِسَاءٍ حَتَّى إِنَّهُمْ كَانُوا يَحْمِلُونَ الْمَرْضَى خَارِجاً فِي الشَّوَارِعِ وَيَضَعُونَهُمْ عَلَى فُرُشٍ وَأَسِرَّةٍ حَتَّى إِذَا جَاءَ بُطْرُسُ يُخَيِّمُ وَلَوْ ظِلُّهُ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ. وَاجْتَمَعَ جُمْهُورُ الْمُدُنِ الْمُحِيطَةِ إِلَى أُورُشَلِيمَ حَامِلِينَ مَرْضَى وَمُعَذَّبِينَ مِنْ أَرْوَاحٍ نَجِسَةٍ وَكَانُوا يُبْرَأُونَ جَمِيعُهُمْ. فَقَامَ رَئِيسُ الْكَهَنَةِ وَجَمِيعُ الَّذِينَ مَعَهُ الَّذِينَ هُمْ شِيعَةُ الصَّدُّوقِيِّينَ وَامْتَلأُوا غَيْرَةً فَأَلْقَوْا أَيْدِيَهُمْ عَلَى الرُّسُلِ وَوَضَعُوهُمْ فِي حَبْسِ الْعَامَّةِ. وَلَكِنَّ مَلاَكَ الرَّبِّ فِي اللَّيْلِ فَتَحَ أَبْوَابَ السِّجْنِ وَأَخْرَجَهُمْ وَقَالَ: «اذْهَبُوا قِفُوا وَكَلِّمُوا الشَّعْبَ فِي الْهَيْكَلِ بِجَمِيعِ كَلاَمِ هَذِهِ الْحَيَاةِ».

 

 

الإنجيل

 

فصلٌ من بشارة القديس يوحنا الإنجيلي البشير والتلميذ الطاهر (يوحنا ١٩:٢٠-٣١)

 

لَمَّا كَانَتْ عَشِيَّةُ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَهُوَ أَوَّلُ الأُسْبُوعِ وَكَانَتِ الأَبْوَابُ مُغَلَّقَةً حَيْثُ كَانَ التّلاَمِيذُ مُجْتَمِعِينَ لِسَبَبِ الْخَوْفِ مِنَ الْيَهُودِ جَاءَ يَسُوعُ وَوَقَفَ فِي الْوَسَطِ وَقَالَ لَهُمْ: «سلاَمٌ لَكُمْ». وَلَمَّا قَالَ هَذَا أَرَاهُمْ يَدَيْهِ وَجَنْبَهُ فَفَرِحَ التّلاَمِيذُ إِذْ رَأَوُا الرَّبَّ. فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ أَيْضاً: «سلاَمٌ لَكُمْ. كَمَا أَرْسَلَنِي الآبُ أُرْسِلُكُمْ أَنَا». وَلَمَّا قَالَ هَذَا نَفَخَ وَقَالَ لَهُمُ: «ﭐقْبَلُوا الرُّوحَ الْقُدُسَ. مَنْ غَفَرْتُمْ خَطَايَاهُ تُغْفَرُ لَهُ وَمَنْ أَمْسَكْتُمْ خَطَايَاهُ أُمْسِكَتْ». أَمَّا تُومَا أَحَدُ الاِثْنَيْ عَشَرَ الَّذِي يُقَالُ لَهُ التَّوْأَمُ فَلَمْ يَكُنْ مَعَهُمْ حِينَ جَاءَ يَسُوعُ. فَقَالَ لَهُ التّلاَمِيذُ الآخَرُونَ: «قَدْ رَأَيْنَا الرَّبَّ». فَقَالَ لَهُمْ: «إِنْ لَمْ أُبْصِرْ فِي يَدَيْهِ أَثَرَ الْمَسَامِيرِ وَأَضَعْ إِصْبِعِي فِي أَثَرِ الْمَسَامِيرِ وَأَضَعْ يَدِي فِي جَنْبِهِ لاَ أُومِنْ». وَبَعْدَ ثَمَانِيَةِ أَيَّامٍ كَانَ تلاَمِيذُهُ أَيْضاً دَاخِلاً وَتُومَا مَعَهُمْ. فَجَاءَ يَسُوعُ وَالأَبْوَابُ مُغَلَّقَةٌ وَوَقَفَ فِي الْوَسَطِ وَقَالَ: «سلاَمٌ لَكُمْ» ثُمَّ قَالَ لِتُومَا: «هَاتِ إِصْبِعَكَ إِلَى هُنَا وَأَبْصِرْ يَدَيَّ وَهَاتِ يَدَكَ وَضَعْهَا فِي جَنْبِي وَلاَ تَكُنْ غَيْرَ مُؤْمِنٍ بَلْ مُؤْمِناً». أَجَابَ تُومَا: «رَبِّي وَإِلَهِي». قَالَ لَهُ يَسُوعُ: «لأَنَّكَ رَأَيْتَنِي يَا تُومَا آمَنْتَ! طُوبَى لِلَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَرَوْا». وَآيَاتٍ أُخَرَ كَثِيرَةً صَنَعَ يَسُوعُ قُدَّامَ تلاَمِيذِهِ لَمْ تُكْتَبْ فِي هَذَا الْكِتَابِ. وَأَمَّا هَذِهِ فَقَدْ كُتِبَتْ لِتُؤْمِنُوا أَنَّ يَسُوعَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ وَلِكَيْ تَكُونَ لَكُمْ إِذَا آمَنْتُمْ حَيَاةٌ بِاسْمِهِ.

 

 

بسم الأب والأبن والروح القدس الإله الواحد أمين

 

المسيح قام... حقاً قام

 

اليوم يسمى عوض أحد الفصح، لأنه يفتتح الاحتفال الأسبوعي بعيد الفصح. ابتداءً من اليوم، كل يوم أحد هو يوم القيامة الذي ينير العام بأكمله بنقل فرح القيامة. وبالإضافة إلى ذلك فإن يوم الأحد اليوم يسمى أيضًا أحد توما. يشير نص الإنجيل إلى حادثة عدم إيمان توما في البداية وتحوله النهائي إلى الإيمان بالمسيح القائم.

 

إنه مساء "أحد السبت"، اليوم الذي قام فيه المسيح، والتلاميذ، بعد الأحداث الرهيبة المتمثلة في اعتقال معلمهم وإدانته وصلبه، محبوسون في منزل، خوفًا من غضب اليهود. في مرحلة ما يزورهم المسيح القائم ليمنح السلام أولاً لقلوبهم المضطربة بقوله "السلام عليكم"، ثم ليؤكد لهم أنه هو نفسه بإظهار علامات الآلام في يديه وقدميه وجنبه، ولكن أيضاً ليقويهم بنعمة الروح القدس بنفخه على وجوههم قائلاً "اقبلوا الروح القدس" ويسمح لهم بحل خطايا الناس وربطها.

 

في الواقع إن قلوب التلاميذ، بعد الاضطراب الكبير وخيبة الأمل التي عاشوها، تمتلئ مرة أخرى بفرح حضور المسيح القائم. الآن أصبحوا مليئين بالأمل ومع وجود معلمهم المحبوب معهم مرة أخرى، يشعرون بالقوة مرة أخرى ومستعدين لمواجهة أي صعوبة. إن الشك الذي نشأ في نفوسهم عندما رأوا من وضعوا فيه كل رجائهم مصلوبًا ومحتضرًا، قد تبدد عندما رأوه مرة أخرى، قائمًا الآن يدخل البيت الذي كانوا فيه "خلف الأبواب المغلقة"، متجاوزًا بذلك كل قانون طبيعي.

 

ولكن الرسول توما لم يكن معهم في هذا الاجتماع. وعندما قال بقية التلاميذ بحماس: "لقد رأينا الرب"، لم يتمكن توما، الذي خاب أمله واهتز إيمانه، من قبول هذه الحقيقة. وطلب أدلة ملموسة ليصدق أن ما سمعه كان حقيقة. لم يكن منطقه قادرًا على التعامل مع هذا، والأكثر من ذلك أن قلبه اليائس لم يكن قادرًا على التعامل مع هذا. أراد أن يضع إصبعه "على آثار المسامير". أراد أن يلمس بيديه الملموستين ما لم يستطع فهمه بقلبه. أراد أن يشعر بآثار جروح المسيح. باختصار أراد أن يرى لكي يصدق.

 

وبعد ثمانية أيام عندما كان توما مع التلاميذ الآخرين، زارهم الرب مرة أخرى. ويمنحهم السلام مرة أخرى ويدعو توماس لتحقيق رغبته. "أحضر إصبعك هنا!" ثم توما، مصدومًا من حضور المسيح، ولكن أيضًا محطمًا بالطعم المرير لعدم إيمانه، يهتف "ربي وإلهي" ويعترف بإيمانه الذي لا شك فيه ولا تفاوض عليه بالرب القائم.

 

يمكننا القول أن توما في إنجيل اليوم يمثل جزءاً كبيراً من البشرية التي تطلب الرؤية لكي تؤمن. نحن الذين نعتبر أنفسنا مسيحيين اسميًا على الأقل ونعيش بالقرب من الكنيسة، غالبًا ما ننتمي إلى هذه المجموعة. في كثير من الأحيان، وخاصة في لحظات التجربة، يهتز إيماننا ونريد أن نرى لكي نؤمن. وقد يكون توما، في نظرنا، هو السعيد الذي رأى، ولكن المباركين حقًا، بحسب كلمة مسيحنا، هم "الذين لم يروا ولكن آمنوا".

 

الإيمان ليس شيئًا يمكن تحليله تحت المجهر ولا شيئًا يمكن تقييده بمنطقنا الضعيف. وبطبيعة الحال، فإن عدم إيمان توما يختلف كثيراً عن عدم الإيمان الخاطئ في عصرنا. إن عدم إيمان توما لا يحمل صفة الغطرسة. إنها بالأحرى "حسن"، لأنه من خلالها يتكشف الإيمان في النهاية. وهو يعبر، بمعنى آخر، عن روح العلم الخيري، الذي هو البحث عن الحقيقة من خلال ملاحظة ظواهر محددة.

 

نحن جميعًا نؤمن، ولكن في أوقات الإغراءات يضعف إيماننا، فنطلب من الله أن يجعل حضوره أكثر كثافة، وهكذا يظهر الله أمامنا فقط كما يريد، وليس كما نريد. ولأن توما كان لديه نوايا حسنة واهتمام صادق، فإنه بمجرد أن تلقى من يسوع القائم الأدلة المحددة التي طلبها، تخلى على الفور عن عدم إيمانه وأصبح معترفًا بصوت عالٍ بالقيامة وألوهية الرب. وهكذا أدى "عدم إيمانه" إلى ولادة الإيمان، وتحويله إلى واعظ لأعظم حقيقة كان العالم يحتاج إليها، ويحتاج إليها، وسيحتاج إليها في المستقبل.

 

نحن نتمتع بحضور المسيح في نفوسنا، ونشعر بفرح القيامة في قلوبنا، ونسلم حياتنا بين يديه. وبالإضافة إلى ذلك، فإن الإيمان لا يعني شيئا أكثر من الثقة. والأمين لله ليس من يقبله بل من يثق به.

 

فإذا أردنا أن نرى لكي نؤمن، يجب علينا أولاً أن نعيش بالقرب من الله. لأن الإيمان هو في المقام الأول تجربة. عندما نعيش بالقرب من الله ونختبر عظمة حضوره، فإن أعيننا الروحية سوف تفتح ونرى كل ما رآه شهداء إيماننا ولم يترددوا في بذل دمائهم من أجل المسيح، وكل ما رآه قديسو إيماننا وكرسوا كيانهم بالكامل للرب، وكل ما أعده لنا المسيح ليقودنا مرة أخرى إلى ملكوته.

 

فلنقلد توما ليس في عدم إيمانه بل في اعترافه، ولنصرخ أيضًا بكل قوة قلوبنا إلى الرب يسوع المسيح.

 

المسيح القائم "ربي وإلهي"!

 

 

الطروباريات

 

الطروبارية باللحن السابع

إذ كان القبر مختوماً أشرقتَ منه أيها الحياة، ولما كانت الأبواب مغلقة، وافيت إلى التلاميذ أيها المسيح الإله قيامة الكل، وجدّدت لنا بهم روحاً مستقيماً بحسب عظيم رحمتك

 

القنداق باللحن الثامن

باليمين الوادّة التفتيش أيها المسيح الإله، فتش توما جنبك الواهب الحياة، لأنك حين دخلت والأبواب مغلقة، هتف إليك مع بقية التلاميذ صارخاً: أنت ربي وإلهي.