موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الخميس، ٨ ابريل / نيسان ٢٠٢١

أحد القديس يوحنا السلمي

بقلم :
الأب بطرس جنحو - الأردن
الأحد الرابع من الصوم: أحد القديس يوحنا السلمي

الأحد الرابع من الصوم: أحد القديس يوحنا السلمي

 

الرسالة

 

الرّبُّ يُعطي قوّةً لشَعبه، قدِّموا للرّبِّ يا أبناءَ الله

 

فصل من رسالة القديس بولس الرسول إلى العبرانيين (6: 13-20)

 

يا إخوة، إنَّ اللهَ لمّا وَعَدَ إبراهيمَ، إذ لم يُمكِن أن يُقسِمَ بما هُوَ أعظَمُ منهُ، أقسَمَ بنفسِهِ قائلاً: لَأُباركَنَّكَ بركةً وأُكثِّرنَّكَ تكثيراً. وذاك، إذ تَأنّى، نالَ الموعد. وإنّما الناسُ يُقسِمونَ بما هُوَ أعظَمُ منهُم، وتنْقضي كلُّ مُشاجرةٍ بينَهم بالقَسَم للتَثْبيتِ. فَلِذلك، لمَّا شاءَ اللهُ أنْ يَزيد وَرَثةَ الموعِد بياناً لعدم تَحوُّل عزْمِهِ، توسَّط بالقسَم حتى نَحصُلَ، بأمْرَينِ لا يتحوّلان ولا يُمكِن أن يُخِلف اللهُ فيهما، على تعزيَةٍ قويَّة، نحنُ الذين التجأنا إلى التمسُّكِ بالرَّجاءِ الموضوع أمامَنا، الذي هو لنا كَمِرساةٍ للنَفْسِ أمينةٍ راسِخة تَدْخُلُ إلى داخلِ الحِجاب حيث دَخَل يسوعُ كسابقٍ لنا، وقَدْ صارَ، على رُتبةِ مليكصادَق، رئيسَ كهنةٍ إلى الأبَدِ.

 

الإنجيل

 

فصل شريف من بشارة القديس مرقس (9: 17-31)

 

في ذلك الزّمان، دنا إلى يسوعَ إنسانٌ وسَجدَ له قائلاً: يا مُعَلِّمُ قد أتيْتُك بابْني بِه روحٌ ْأبْكَمُ، وحيثما أخذهُ يصرَعُهُ فيُزبِدُ ويصرِفُ بأسنانه وَييبَس. وقد سألتُ تلاميذَكَ أن يُخرجوهُ فلم يَقدِروا. فأجابَهُم قائلاً: أيُّها الجيلُ غيرُ المؤمِن، إلى متى أكونُ معكُم؟ حتّى متى أحتمِلُكُم؟ هَلمَّ بهِ إليَّ. فأتَوهُ بهِ. فلمّا رآهُ للوَقتِ صَرَعَهُ الرّوحُ فسَقَطَ على الأرض يَتَمَرَّغُ ويُزبدُ. فسأل أباهُ: منذ كَمْ مِنَ الزّمان أصابَهُ هذا؟ فقالَ: مُنذُ صِباهُ، وكثيراً ما ألقاهُ في النّار وفي المياهِ ليُهلِكَهُ، لكنْ إنِ استَطَعْتَ شيئاً فَتَحَنَّنْ علينا وأَغِثنا. فقال لَهُ يسوعُ: إنِ استَطَعْتَ أن تُؤمِنَ فكُلُّ شيءٍ مُستطاعٌ للمؤمِن. فصاحَ أبو الصّبيّ مِنْ ساعَتِه بدموعٍ وقالَ: إنّي أُومِنُ يا سيِّدُ، فأغِث عَدَم إيماني. فلمّا رأى يسوعُ أنَّ الجميعَ يتبادَرون إليهِ انتهَرَ الروحَ النَّجِسَ قائلاً لَهُ: أُّيُّها الروحُ الأبْكمُ الأصَمُّ، أنا آمُرُكَ أَنِ اخرُج مِنهُ ولا تعُدْ تَدخُلُ فيه. فصرَخَ وخبَطهُ كثيراً وخرجَ مِنهُ فصارَ كالـمَيْت، حتّى قال كثيرون إنَّه قد ماتَ. فأخذَ يسوعُ بيدِه وأنهضه فقام. ولمّا دخل بيتًا سأله تلاميذه على انفراد: لماذا لم نستطع نحن أن نُخرجه؟ فقال لهم: إنّ هذا الجنس لا يمكن أن يُخرَج بشيء إلّا بالصّلاة والصّوم. ولمّا خرجوا من هناك اجتازوا في الجليل ولم يُرِد أن يدريَ أحد، فإنّه كان يعلِّم تلاميذه ويقول لهم: إنّ ابنَ البشر يُسلَم إلى أيدي الناس فيقتلونه وبعد أن يُقتَل يقومُ في اليوم الثالث.

 

بسم الأب والأبن والروح القدس الإله الواحد أمين.

 

أيها الأحباء: رتبت كنيستنا المقدسة الأرثوذكسية في الأحد الرابع من الصوم أن نقرأ إنجيل شفاء الابن من الشياطين، لتقول لنا، في مسيرة الصوم هذه، أن الحرب ضد الشرير تحتاج إلى الصوم والصلاة والإيمان. وأيضاً أن نعيّد لتذكار القديس يوحنا السلمي، مؤلف كتاب "السلم إلى الله"، لتؤكد لنا أن محاربة الشرير والصعود إلى السماء يحتاج إلى وعي روحي لأدق تفاصيل الحياة الروحية والتي نتقدّم بها تدريجياً كسلّم، نهايته تكون في السماء مع الرب.

 

في إنجيل اليوم أحضر الأب المتألم الحزين أبنه المسكون بشياطين كثيرة، أمام السيد ساجداً وطالباً منه أن يشفيه والذي به "روح أبكم". بعد أن فشل التلاميذ في فعل ذلك، لكن هل سيستطيع المعلّم مساعدته؟ كان قلبه مليئاً بالشك وعبّر عن ذلك بطريقة طلبه "إن كنت تستطيع شيئاً فتحنن علينا وأعنّا" (مرقس 9: 22). يصف هذا الأب المتألِّم العوارض التي تنتاب أبنه هذا المسكون من الشّيطان. "كان الروح الأبكم يصرعه فيزبد ويصرف بأسنانه وييبس". أي إنسان يسمع هذا الوصف يعتقد جازماً أنّها عوارض لشخص مصاب"بالصَّرْع" أو بأيّ مرض عقليّ كالجنون مثلاً. إذ أنّ عوارض الصَّرْع قد تتشابه مع هذه العوارض المذكورة في الحادثة. ولكن ما لا شكّ فيه أنّ هذا الصبيّ كان مسكوناً "بروح نجس" كما يُسمّيه الرّبّ يسوع. من الواضح تماماً أنّ هذا الصبيّ لم يكن يتحكّم بحركاته أو تصرّفاته بل كان خاضعاً لقوّة خارجيّة هي قوّة الشرّير.

 

هذا الرّوح "الأبكم والأصمّ"، عدوُّ كلّ خير، كان يؤذي الصّبيّ فكان "كثيراً ما يُلقيه بالنّار وفي المياه ليهلكه"، وهذه الحادثة تثبت حقيقة وجود الشّيطان. إذ أنّ الشّيطان أو "الرّوح الشرّير" ليس مجرّد فكرة أو وهم بل هو "كائن" حقيقيّ وموجود. الرّبّ يسوع نفسه أعلن للتلاميذ قائلاً: "رأيت الشّيطان ساقطاً مثل البرق من السّماء" (لوقا 1: 17). لقد انتهر الرّبّ يسوع "الرّوح النّجس" قائلاً له: "أنا آمرك أن اِخرج منه ولا تعُد تدخل فيه". لقد أثبت الرّبّ يسوع سلطانه على الأرواح الشرّيرة، هذا السلطان الذي كان إحدى علامات اقتراب ملكوت السَّمَوات.

 

الموضوعان المطروحان في هذه الفقرة الإنجيلية نعيشهما يومياً أي الشك والإيمان، الأب أراد أن يؤمن. لكن كيف يتحول الشك والاضطراب إلى إيمان حار؟ وهل تكفي رغبة الإنسان وميله الحسن ليصبح مؤمناً؟ كان للأب إرادة حسنة لشفاء ابنه أما إيمانه فكان غير كامل وضعيف وهذا باعترافه: "أؤمن يا سيد فأعن عدم إيماني". ( مرقس 9 : 24 ). نحن نملك الرغبة والإرادة الحسنة ولكن إيماننا ضعيف، فما علينا سوى أن نتوجه للسيد، كما فعل الأب، ونقول له : " أعن عدم إيماني" وهو سيفعل العجائب.

 

تلعب نعمة الله دورها عبر إرادة الإنسان الحسنة في أن يؤمن. فحيث هناك الضعف البشري هناك نعمة الله التي تحوله إلى قوة كبيرة تساعد لتجاوز كل ضعف ومرض.

 

تحول نعمة الله كل شيئاً في حياتنا ليعود فيحيا الإنسان أبدياً مع الله في الفردوس، فيتحول الحزن والألم إلى فرح، الضعف والخطيئة إلى قوة وقداسة، الاضطراب والعداوة إلى سلام وصداقة، الخوف والعار إلى شجاعة وجرأة، ولكن علينا أن نبادر ونطلب من الله في صلاتنا، كما فعل الأب في إنجيل اليوم، إذ أنه طلب المعونة الإلهية معترفاً بقلة إيمانه، والربُّ يستجيب ويجترح أعجوبته، هو أتى ليمنحنا الرجاء ويطرد عنّا الشك ويشفينا من كل ضعف أو موت. يعرف السيد الحاجات والأوليات في حياتنا اليومية وماذا يلزم لخلاصنا، ويعرف أين يجب أن يساعدنا ومتى، لكن هل نستطيع أن نعبِّر له عن ثقتنا به أن يفعل هو ما هو المناسب.

 

وخلاصة القول: الأب في إنجيل اليوم يعيش الألم وكلنا نتألم لأجله، لأن ألمه كان سيقوده إلى الشك وعدم الإيمان، ولكنه وسط كل ذلك وجد الرجاء الذي أراد أن يؤمن به، أي يسوع المسيح فشفى له ابنه.

 

القديس يوحنا السلمي

 

"مؤلف كتاب سلم الفضائل"

 

في الأحد الرّابع من الصَّوم الأربعينيّ المقدّس، وهو معروف أيضاً بأحد القدّيس يوحنّا السلَّميّ (نسبة إلى كتاب شهير كتبه بعنوان سلَّم الفضائل). يأتي هذا الاِحتفال بتذكار هذا القدّيس العظيم وهو مأخوذ من الترتيب والعادة السائدين في الأديرة المقدّسة، إذ كان يُقرأ فيها كتاب القدّيس يوحنّا السلّميّ كقراءة مُحدّدة للرّهبان في فترة الصَّوم الأربعينيّ.

 

يصف القدّيس يوحنّا في كتابه (سلّم الفضائل)، وعَبر ثلاثين درجة (أو تعليمًا)، كيفيّة ارتقاء الرّوح نحو الله كصُعود سلّم الفضائل الإلهيّة، وهو يُعلّم أولئك الذين يسعَون إلى الخلاص في كيفيّة إرساء أساس متين للجهاد الرّوحيّ. وكيفيّة تحديد الأهواء ومحاربتها، وسبل تجنّب الفخاخ الشّيطانيّة، وكيفيّة النهوض من الفضائل الأوّليّة إلى كمال المحبّة والتواضع الإلهيّين.

 

تطل كنيستنا اليوم على وجه القديس يوحنا السينائي المسمى السلمي. ولد في القرن السادس في سوريا. في سن السادسة عشرة أصبح راهبًا تحت الاختبار في دير سيناء المقدس. مارس الطاعة والتواضع بالقرب من أبا الشهيد ، بعد أن اكتسب سابقًا الحكمة العلمانية.

 

في سن العشرين، وبعد أربع سنوات من الجهاد المستمر، أصبح راهبًا وأطلق عليه اسم يوحنا. ثم نال الدرجتين الأوليين من الكهنوت، شماساً وكاهناً، لخدمة احتياجات الدير حيث مكث في دير سيناء تسعة عشر عاما متتالية. ثم في سن الخامسة والثلاثين، تقاعد في مكان مهجور في سيناء حيث مارس بهدوء ودرس كتابات الأب. في سن الخامسة والسبعين تولى رئاسة دير سيناء حيث مكث في هذا المنصب لمدة أربع سنوات. ثم اعتزل في الصحراء ورقد في الثمانين من عمره في 30 أذار.

 

كان القدّيس المُكرّم اليوم عالِمًا عظيمًا وعالم تشريح للروح البشريّة. رجل صلاة، واعتدال، ومحبة دائمة لله ، ورجل بحب إلهي شديد، ومتألق دائمًا بنار الحب الإلهي، كما يخبرنا (السنكسار) والذي يورد سير القديسين. لقد كان رجلاً قاد روحه إلى شوارع المسيح، الذي قاده من الجحيم إلى الجنة، من الشيطان إلى الله. ليس من قبيل المصادفة أن كنيستنا المقدسة قد عينت هذا اليوم لتكريم القديس يوحنا. ففي مسيرتنا الروحية  التي نعبرها خلال الصوم الكبير، يعتبر القديس يوحنا السينائي نموذجًا للتوبة والفضيلة لكل منا.

 

يعود سبب تسمية القديس بهذا الاسم إلى تأليفه كتابًا مهمًا يعتبر من روائع تراثنا الكنسي، "السلم" المعروف ، وهو كتاب روحي ونسكي. يتكون من ثلاثين سببًا للفضيلة ، يتضمن كل منها فضيلة كتبها بنفسه.

 

يصف القديس يوحنا السلم، أي السلم الذي هو الطريق إلى التأله بأنه صعود مثل الصعود إلى سلم يؤدي إلى الفردوس. كل خطوة فيها فضيلة يجب على المؤمن المجاهد أن ينتصر عليها لتحقيق هدفه. يبدأ هذا الكتاب بالفضائل الأكثر عملية، وهي الفضائل التي يمكن اكتسابها بسهولة والتي لها طابع عملي بشكل أساسي، مثل فضيلة التوبة والطاعة، وينتهي بالفضائل العالية نظريًا مثل التواضع والتمييز. يتم تصنيف كل فضيلة من أجل الافتراض المسبق للفضيلة السابقة وهذا شرط للفضيلة التالية.

 

تشير الأسباب الثلاثة الأولى، التي تشكل مقدمة هذا الكتاب، إلى إنكار الذات لدى الإنسان الذي يعيش في الدنيا وتهم الرهبان. الأسباب الأربعة التالية والتي تسلط الضوء على عدد متساوٍ من الفضائل الأساسية، هي الطاعة، والتوبة، وذكر الموت، والحداد المفرح، التي تُقدَّم على أنها جذور الشجرة، والتي تقدم للمؤمنين المجاهدين ثمارها. من الخطاب الثامن إلى الخامس والعشرين، تم وصف المشاعر الصعبة التي يجب على كل مسيحي محاربتها والفضائل المقابلة التي يجب أن يستردها. يذكر الخطاب السادس والعشرون عمومًا اهتماماتهم وفضائلهم وأفكارهم وتمييزهم البسيط. الأسباب الأخيرة هي ثمار الكد، وهي الصعود الرمزي إلى قمة سلم الفضائل.

 

يقول مؤلف الكتاب، لكي تبدأ الحياة في المسيح، يجب على المرء أن يتخلى عن باطل العالم الحاضر. وكلمة "عالم" في الكتاب المقدس ليس لها المعنى الذي ندركه للعالم اليوم. إنه يعني العقل الدنيوي والحياة الدنيوية وليس إخواننا من البشر الذين هم من حولنا. لا يمكن للمرء أن يقترب من الله دون أن يقول لا للخطية وخاصة رغباته الأنانية. لأن هذه الوصايا تجعلنا أسرى في العالم الخاطئ.

 

فإن الابتعاد عن العالم يعني تغيير عقل المرء الدنيوي، والطريقة الدنيوية في التفكير في الحياة، واكتساب عقل المسيح، أي الطريقة الروحية التي يرى بها المرء الأشياء من حوله. نلاحظ كيف أن القديس يوحنا يضعها كأساس للحياة في المسيح. وهذا يشير أيضًا إلى كلمة الرب "من أراد أن يأتي ورائي فلينكر نفسه ويحمل صليبه ويتبعني ". كلمة الرب مفهومة. إنه نفس ما يقوله القديس، لإنقاذ حياة المرء الباطلة. ما يقوله الرب "إنني أنكر نفسي" لا يعني أن ينكر الإنسان نفسه ووجوده وجسده، بل أن يتخلى عن الخطيئة ونفسه العاطفية والخاطئة "في خضم الألم والرغبة".

 

السبب الآخر هو السبب التاسع للاستياء. الانتقام يعني أن نتذكر باشمئزاز الشرور التي ارتكبها الآخرون لي وأن تجد صعوبة في مسامحتهم. لسوء الحظ ،  والمرء يريد أحيانًا أيضًا الانتقام منهم.

 

إحبائي الأعزاء، القديس الشهير، القديس يوحنا السلمي، هو مثال رائع لكل مسيحي مجاهد. وبكتابه سلم الفضائل يحثنا على ألا نتردد ، وأيضًا ألا نخجل من صعود نضالنا الروحي. دعونا نجتهد يوميًا لننجز جهادنا الروحي، حتى نتمكن، بفضل ربنا ومخلصنا يسوع المسيح، من الصعود إلى المستويات الروحية، مثله تمامًا.

 

 

طروبارية القيامة على اللحن الثالث

لتفرح السماويّات، ولتبتهج الأرضيّات، لأنّ الربّ صنع عزّاً بساعده، ووطيء الموت بالموت، وصار بكر الأموات، وأنقذنا من جوف الجحيم، ومنح العالم الرحمة العظمى.

 

طروباريّة القدّيس يوحنّا السّلّميّ باللّحن الثامن

 للبرِّيّة غَيرِ المُثمرة بمجاري دُموعِك أمْرعتَ. وبالتنهُّداتِ التي منَ الأعماق أثمرْتَ بأتعابك إلى مائةِ ضِعفٍ؛ فَصِـرتَ كَوكَباً للمَسْكونةِ مُتلألئًا بالعجائب يا أبانا البارَّ يوحنّا. فتشفَّع إلى المسيحِ الإله في خلاصِ نفوسِنا.

 

القنداق باللحن الثامن

إنّي أنا مدينتُكِ يا والدةَ الإله،

أكتبُ لكِ راياتِ الغَلَبة، يا جنديةً مُحامية،

وأقدِّمُ لكِ الشُّكرَ كمُنقِذةٍ من الشَّدائد. 

لكنْ بما أنَّ لكِ العِزَّةَ التي لا تحارَب.

أعتِقيني من صُنوفِ الشَّدائد

حتّى أَصرُخَ إليكِ: إفرحي يا عروسةً لا عروسَ لها.