موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر
النجمة الأولى من كنيسة «القلب» – قلب يسوع في تلاع العلي، حيث صيغت مغارة الميلاد على شكل مجسم خارطة الأرض المقدّسة؛ الأردن وفلسطين، متصلتين معًا. وفي وسط المغارة، التي صاغها المهندس مروان حدّاد، من بلدة الوهادنة بمحافظة عجلون، وضع باب المغارة على شكل قلب، وفي داخلها تمّ وضع الشخصيات الميلاديّة كما جاء في النصوص الإنجيليّة لحدث الميلاد. وعلى قمة المغارة (الأردن وفلسطين) تسطع نجمة الميلاد السباعيّة هذا العام لتدلّ على أنّ الأرض المقدّسة تشمل الأردن وفلسطين.
النجمة الثانيّة، هي ما كتبه معالي الوزير الأسبق كامل محادين، وهو مهندس معماري وكذلك فنّان، وقد رسم لوحات ميلاديّة هذا العام تبثّ الرجاء والأمل، وكتب يقول: "ستقرع اجراس كنائس بيت لحم، مهد المسيح، تقترب منا سنة جديدة، وأجواء رذاذ سماوي يصاحب الأعياد المجيدة، ربي، امنحنا راحة الفكر والصحة، وامنح هذا الوطن فيض رحمتك"!.
النجمة الثالثة، هي من غزة، وتحديدًا كنيسة العائلة المقدّسة، والتي زارها البطريرك بييرباتيستا بيتسابالا، قادمًا من القدس، ليحتفل بعيد الميلاد مع الرعيّة التي ليست فقط وافدة للصلاة في الكنيسة، وإنما مقيمة، بل لاجئة فيها منذ بدء الحرب على غزة. قال البطريرك لشعبه هناك وسط العائلات القلقة على المستقبل: "الحرب ستنتهي، وسنبني من جديد، ولكن علينا أن نحرّر قلوبنا لنكون قادرين على إعادة البناء. نحن نحبكم، فلا تخافوا أبدًا ولا تستسلموا".
النجمة الرابعة، نبقى في غزة، وهنالك كلّ يوم الساعة الثامنة مساءً، يرنّ الهاتف، وإذ على الطرف الآخر البابا فرنسيس الذي منذ الحرب، وفي أثناء ما تكون الاتصالات جاريّة، يجري اتصالاً. حتّى إنّه في كثير من الأحيان، كان يسافر خارج الفاتيكان وروما، وبالرغم من اختلاف المواقيت، كان دائمًا مصرًّا على الاحتفاظ بهذا التقليد اليوميّ للحديث مع الكهنة والراهبات، مع الناس الذين أصبحوا يحضّرون كل يوم همومهم وآمالهم، وأحيانًا ضحكاتهم، مع البابا فرنسيس.
النجمة الخامسة هي الأردن الكبير الذي يُضاء في هذه الأيام بشجرات الميلاد العزيزة، وبالأخص في مواقع الحجّ المسيحيّ. ولكن، هنالك ميّزة في هذا العام، وهي الإضاءات الرسميّة لشجرة الميلاد في معظم محافظات الأردن، حتّى إنّ الشجرة قد وصلت إلى العقبة، وهنالك أضيئت بحضور معالي وزيرة السياحة، التي دأبت على حضور معظم الاحتفالات، أو أرسلت مندوبًا عنها. هذه الأشجار الميلاديّة تزيّن وحدتنا الوطنيّة في الأردن، وتشهد على عراقة ونبل وتاريخية مدننا وقرانا، وقد أضاءها رئيس الوزراء أيضًا في «أم الجمال» كونها تعيّد لأوّل مرة وقد زيّنت لائحة التراث الانساني العالمي.
النجمة السادسة، وهي أنّنا في هذا العيد نُحيي 25 عامًا على أول عيد ميلاد في عهد جلالة الملك عبدالله الثاني، وهو الذي أعلن بأنّ العيد هو عطلة رسميّة لجميع المواطنين. ومنذ ذلك الحين، أصبحت شجرة الميلاد التي يلتف حولها المسلمون والمسيحيون رمزًا للتآخي والوحدة الوطنيّة الغالية. ولم نعد نتحدّث عن عيد أو يوم لعيد الميلاد، وإنما صار هنالك موسم لهذا العيد، وهو موسم الإخاء وتعزيز اللحمة الوطنيّة التي يرعاها جلالة الملك الذي يستقبل ومنذ 25 عامًا رؤساء الكنائس لتهنئتهم بالعيد المجيد.
أمّا النجمة السابعة فهي ما سيحدث في العاشر من كانون الثاني القادم، مع بدء العام الجديد: تكريس وتدشين كنيسة معموديّة السيّد المسيح، على ضفة نهر الأردن الشرقيّة، التي تبرّع بإنشائها السيّد الأردني النشميّ نديم معشر وعائلته، مع البطريركية اللاتينية ومحسنين آخرين من دول وأفراد. وسوف تضاء الشموع على جوانب الكنيسة، وعلى الهيكل، علامة على بدء الحج الرسميّ لهذه الكنيسة، وسط احتفالات المملكة بمرور 25 على بدء الحج الرسميّ إلى موقع المعموديّة – المغطس في العصر الحديث. وهو حدث يأتي ضمن احتفالات العالم باليويل الكبير، أي بمررو 2025 سنة على ميلاد أمير السلام السيد المسيح.
هنيئًا لنا في هذا الموسم، بعيد الميلاد وبالوحدة الوطنيّة، وكنيستنا الجديدة التي تسطع فوقها نجمتنا السباعيّة.