موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر
في الوقت الذي تتجمّع فيه وكالات الصحافة والإعلام الإيطاليّة والعالميّة عند ساحات مستشفى جيميلي، في قلب العاصمة الإيطاليّة روما، لمتابعة صحة البابا فرنسيس الذي أُدخل المستشفى منذ أسبوع، بدأت الأبرشيات والكنائس في العالم بدعوة أبنائها وبناتها لتكثيف الصلاة من أجل شفاء البابا.
وتتابع الأخبار صباحًا ومساءً عن الوضع الصحي وما يقوله الأطباء، الأمر الذي يلخصه الصديق ماتيو بروني، الناطق الإعلامي ببيان صحفيّ يوجز فيه تطوّرات الحالة الصحيّة وبكلّ شفافيّة. نعم، بشفافيّة ووضوح، وليس هناك ما يمكن اخفاؤه عن صحة البابا الذي يبلغ هذا العام التاسعة والثمانين من العمر، سيّما وأنّ نوعيّة الإصابة الميكروبيّة تحتاج وقتًا، وبحسب الأطباء فإنّ إصابة الرئتين قد تحدث مع الأدويّة تحسنًا ببطء، وهذا ما تمّ الإعلان عن بدئه يوم أمس، وبحمد لله.
البابا فرنسيس طبعًا هو شخص مؤمن قبل أن يحمل مسؤوليّة قيادة الكنيسة الكاثوليكيّة (مليار و400 مليون شخص في العالم) منذ عام 2013. وقد نشر قبل أيام مذكراته بعنوان "إنّي أرجو"، واضعًا نفسه وصحته بين يدي الخالق. وبعدما نشر قرارًا بتبسيط الجنازة البابويّة إلى شكل أقل فخامة من السابق، أعلن أنه يريد أن يستريح جسده في كنيسة العذراء الكبرى، وهي من الكنائس البابويّة الرئيسيّة في روما.
الكنائس إذًا ترفع الصلاة من أجل شفائه وعودته إلى قيادة "سفينة القديس بطرس"، كما يُقال باللغة الكنسيّة، ففي روما التي تعتبر أبرشيّة البابا، دعا نائب البابا العام على أبرشيّة روما، الكاردينال الكاردينال بالداساري رينا، أهل روما للصلاة من أجل أسقفهم.
وفي القدس، قال الكاردينال بييرباتيستا بيتسابالا، بطريرك القدس، الذي عينّه البابا فرنسيس بطريركًا عام 2020، وكاردينالاً عام 2023: "إنّنا، كأسرة روحيّة واحدة، مدعوون لأن نقف معًا متحدين بالصلاة والتضرّع، سائلين الرب، طبيب الأجساد والأرواح، أن يمنّ على قداسته بالصحة والقوة، ليواصل رسالته السامية في قيادة الكنيسة بروح الحكمة والمحبّة".
لكنّ الدعاء من أجل صحة البابا ليس فقط أمرًا مسيحيًّا، وانما هو انساني، فهو الذي اهتمّ بالقضايا الإنسانيّة وأهمّها الفقر والبطالة ومخاطر التلوث البيئي والمهجّرين واللاجئين والباحثين عن السلام وسط ركام الحرب، فضلاً عن تعزيزه للحوار مع أتباع الأديان، وبالأخص مع المسلمين في الوطن العربي والعالم. ومن أمام مستشفى جيميلي، تصدر صلوات المؤمنين من أجل شفائه. فيما هو وبصوته الضعيف ونَفَسِه المتعب، يمسك الهاتف ليتحدّث مع كهنة الكنيسة في غزة، الأمر الذي عودهم عليه يوميًّا منذ بدء الحرب على غزة.
سلامات أيها البابا الجليل.