موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الإثنين، ٢٤ فبراير / شباط ٢٠٢٥

مؤتمران إعلاميّان في الفاتيكان والرياض

المنتدى السعودي للإعلام 2025

المنتدى السعودي للإعلام 2025

الاب رفعت بدر :

 

شاركتُ في غضون أسبوعين بمؤتمرين إعلاميين، متباعدين في الجغرافيا، إلا أنهما متقاربان بالرؤى والنظر نحو المستقبل. وأودُّ أن أجمع بينهما، إذ في ذلك دلالة على تقارب وتلاقٍ بين البشر والأديان والحضارات.

 

الأول في الفاتيكان بمناسبة يوبيل مرور 2025 سنة على ميلاد السيّد المسيح. وقد أراد البابا فرنسيس، شفاه الله وأعاده إلى كرسي القديس بطرس في حاضرة الفاتيكان، أراد أن يُحيي هذا اليوبيل على مدار العام، باحتفالات مميّزة بين «الفئات» التي تشكّل الكنيسة في العالم.

 

وقد كان حظي المشاركة بأولى الاحتفالات، أي مع الإعلاميين ورؤساء المراكز الإعلاميّة الكاثوليكيّة في العالم. وقد رأينا المشاركين والمشاركات من مئة وثمانين دولة، من صحفيين شباب كان لهم لقاءاتهم، إلى مدراء الإعلام. وقد شاركت بصفتي مديرًا للمركز الكاثوليكيّ للدراسات والإعلام، إلى جانب مشاركين من الشرق الأوسط، وتحديدًا من فلسطين والعراق ولبنان.

 

تمحور المؤتمر الذي ابتدأ بقداس ولقاء مع البابا فرنسيس حول النظر إلى قضايا إعلاميّة ملّحة، ودور الذكاء الاصطناعي في تشكيل المشهد الإعلامي حاضرًا ومستقبلاً، والبحث عن خدمة إنسانيّة أكثر عبر النظر على أنّ الإعلام والتقنيات المرئية ليست غاية في حدّ ذاتها، وإنما هي وسائل تؤدي خدمتها لإنسان اليوم، وتدافع عن كرامته وحياته وسبل تطوير عيشه اليوميّ.

 

ومن الفاتيكان، وبعد عودة إلى الأردن، توجهت إلى المؤتمر الثاني، وهذه المرّة في الرياض، عاصمة المملكة العربيّة السعوديّة. وأتوّقف هنا لمجرّد المشاركة وزيارة الشقيقة الكبرى السعوديّة، الأمر الذي لم يكن متاحًا في السابق، لكنه أصبح الآن عاديًا وطبيعيًا ومطلوبًا.

 

طبعًا زيارة السعوديّة لا تعني بدء العلاقات الطيبة مع الأشقاء، فلدينا العديد من الصداقات، من خلال السفارة السعودية لدى الأردن، وكوني عضوًا مؤسّسًا لمنصة الحوار بين القيادات الدينيّة في الوطن العربي لحوار الحضارات والأديان، وهي تابعة لمركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالميّ لحوار الأديان والثقافات (كايسيد)، الذي أنشىء عام 2011 في فيينا، بشراكة بين دول النمسا والفاتيكان والسعودية واسبانيا، وانتقل مركزه منذ عامين إلى العاصمة البرتغاليّة لشبونة. لكن زيارة الرياض، والسعوديّة بشكل عام، جعلتني أنبهر بتسهيلات الدخول وإجراءات التأشيرة، إلى العمران والنهضة التي سطّرتها الرياض وشقيقاتها في السنوات الأخيرة.

 

ونصل إلى المؤتمر، أو المنتدى السعودي للإعلام الذي شاركت به أيضًا، مع أمين عام وزارة الاتصال الحكومي زيد النوايسة، ومدير عام وكالة الأنباء الأردنيّة (بترا) السيدة فيروز مبيضين، وقد كان مناسبة للإصغاء أولاً، والمشاهدة ثانيًا. الإصغاء للمحاضرات والمداخلات التي أبدع فيها العديد من كبار أهل الصحافة والإعلام في الوطن العربي وخارجه، للحديث عن العالم الذي يتشكّل ودور الإعلام فيه، ومشاهدة أبرز التقنيات الإعلاميّة في المعرض الضخم المواكب لسير المنتدى.

 

قابلت وزير الإعلام السعودي سلمان الدوسري وأبدى سروره بأن يرى رجل دين مسيحي في المنتدى السنوي، وهذا ليس جديدًا، فقد شارك العام الماضي نيافة الكاردينال لويس ساكو، وكان له مشاركة في إحدى الجلسات. أما وزير الإعلام البحريني رمزان بن عبدالله النعيمي فقال: لا ننسى ما قمت به من خدمة أثناء زيارة البابا فرنسيس الى المنامة، بينما عبّر وزير الإعلام اليمني معمر الأرياني عن سروره بأنّه في إحدى زياراته للأردن قد زار موقع المعموديّة - المغطس.

 

وكعادتي في كل بلد، فقد اجتمعت بسعادة سفير الأردن الدكتور النشمي هيثم أبو الفول، وهو نعم الممثل لقيادتنا الهاشميّة الحكيمة، ولبلدنا الأردن الغالي، وبالأخص في الظروف السياسيّة المعقدة التي تمر بها المنطقة حاليًا، وكذلك من خلال توسيع دائرة التعاون والتبادل الاقتصادي بين المملكتين الشقيقتين.