موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الإثنين، ٣ مارس / آذار ٢٠٢٥

بين آذار 2013 وآذار 2025

اللهم أيها الرحيم، يا من أردت أن يكون فرنسيس حبرًا أعظم في آذار، اجعلنا نفرح بشفائه في آذار هذا العام

اللهم أيها الرحيم، يا من أردت أن يكون فرنسيس حبرًا أعظم في آذار، اجعلنا نفرح بشفائه في آذار هذا العام

الأب رفعت بدر :

 

في آذار عام 2013، سار البابا فرنسيس، هذه المسيرة (في الصورة) مرتديًا الأبيض لأوّل مرة، بين أخوته الكرادلة الذين أسهموا بإطلاق الأدخنة البيضاء، علامة على البابوية الجديدة التي أصبحت موسومة بوسم فرنسيس، بما استطاع أن يضع من بصمات جديدة، كان بعضها مفاجئًا لجماهير عديدة، لكنّ الحفاظ على التقليد الحيّ في الكنيسة، لم يخدش ولم يترجع عنه فرنسيس... وسارت الكنيسة معه، عبر رحلة "السير معًا" وباليونانية السينودس، والاتكال على "الرجاء الذي لا يخيب صاحبه"... وهو الشعار الذي أراده أول بابا من خارج القارة الأوروبيّة شعارًا للكنيسة في الحج المتواصل عبر سنة اليوبيل الكبير 2025.

 

وبين آذار 2013 وآذار 2025، وعبر رحلات رسوليّة عديدة، وسينودسات وتعيينات متعددة للكرادلة الجدد، يمضي البابا فرنسيس جلّ نهاره في الصلاة في الطابق العاشر من مستشفى جيميلي الذي أصبح محجًا لقلوب الملايين الداعين للبابا الطيّب بالشفاء والسلامة والعودة إلى إطلالة الأحد وصلاة الملاك والزمن الأربعيني الذي أطلق رسالته من المستشفى، أيضًا، بعنوان متوقع "نسير معًا بالرجاء".

 

وترتفع صلاة المسبحة يوميًّا من ساحة الفاتيكان، من أجل شفاء البابا، هو الذي في آذار 2020 ومع اشتداد داء الكورونا ضربًا بالبشرية، تلا صلاة الملاك من المكتبة قائلا: "إنّ صلاة التبشير الملائكي في هذا اليوم، مع البابا "محبوسًا" في المكتبة، هي غريبة بعض الشيء، لكني أراكم، وأنا قريب منكم"... وصلى وحيدًا في الخامس عشر من آذار ذاته، وسار تحت المطر، وصلى بشكل مؤثر، من أجل شفاء العالم: "لدينا مرساة: في صليبه خُلِّصنا؛ لدينا دفَّة: في صليبه افتُدينا. لدينا رجاء: في صليبه شُفينا واحتضننا لكي لا يفصلنا شيء أو أحد عن حبه الفادي..".

 

واليوم في آذار 2025 البابا ذاته ، محبوسًا في المستشفى، يشاهد على شاشة التلفزيون الأمطار المتساقطة على ساحة القديس بطرس، والصلوات المرفوعة من أجل شفائه، من كل أنحاء العالم وبمختلف الكنائس واللغات... وجلّها تصل إلى مسمعيه، وتقول :

 

اللهم أيها الرحيم، يا من أردت أن يكون فرنسيس حبرًا أعظم في آذار، اجعلنا نفرح بشفائه في آذار هذا العام، فهو شهر مار يوسف "وقلبه الأبوي" الذي كان له أول قرار بابوي، بإدخال اسمه في كتاب القداس. وهو شهر بشارة العذراء في 25 آذار 25، فارسل ملاكك القديس ليبشرنا بشفاء الأب الأقدس، فيعود باسمًا ومعلمًا ومصليًا من أجل شفاء البشريّة من الحروب التي بلا شك تدمي قلبه ووجدانه يوميًّا. بينما صلوات المؤمنين، كما قال يوم أمس برسالة مرسلة من المستشفى أيضًا، تقويه وتسنده في محنته: "أشعر بكلّ مودتكم وقربكم، وفي هذه اللحظة بالذّات أشعر بأنّ كلّ شعب الله يقويني ويسندني. شكرًا لكم جميعًا!".

 

لتشفع لك الأم البتول، والقديس يوسف، وكذلك نطلب شفاعة الطوباوي الشاب كارلو اكوتيس الذي ستعلنه قديسًا باذن الله في 27\4، وهو ذات اليوم الذي أعلنت فيه قديسًا البابا يوحنا بولس الثاني عام 2014، عشية زيارتك لأرضنا الأردنية والفلسطينية المقدّسة، وهو الذي زارنا في آذار (آذار المقدس نفسه) عام 2000، ونحيي في هذا الشهر، وفي هذا العام، يوبيلاً فضيًّا لتشريفه لنا.