موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الخميس، ٣٠ يناير / كانون الثاني ٢٠٢٥

عيد سعيد في عام مبارك

عيد سعيد في عام مبارك

عيد سعيد في عام مبارك

الأب رفعت بدر :

 

في عام 2000 للميلاد، أذكر أنّي كتب مقالاً بعنوان «عيد مبارك في عام مبارك»، حول عيد ميلاد جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين حفظه الله، في عام اليوبيل الكبير الذي كنا نتحضّر له سنويًّا في أرض القداسة، وبالأخص في فلسطين والأردن، حيث كنّا نستعدّ لزيارة البابا يوحنا بولس الثاني.

 

وبعد خمس وعشرين عامًا، ها نحن مع العيد السعيد في عام اليوبيل الجديد 2025، والذي يحلّ بعد اليوبيل الفضي الذي احتفلنا به في العام الماضي 2024 لجلوس جلالة الملك. إنّها مناسبات عطرة نطلب من الله تعالى أن يعيدها على جلالة الملك وعلى كلّ المجتمع الأردني بالصحة والعافية.

 

لكنها أيضًا مناسبة لنشكر الله على كل ما تم إنجازه في الربع قرن الماضية، وبالأخص في جهود جلالة سيدنا على وضع الأردن على خارطة السياحة الدينيّة العالميّة، سيّما في اهتمامه بموقع معموديّة السيّد المسيح (المغطس) الذي نحتفل هذا العام بمرور 25 عامًا على بدء الحج له في العصر الحديث. ذلك أنّه في عام 2000 للميلاد ابتدأنا باحتفال كنسيّ كبير في شهر كانون الثاني، وفي شهر آذار من ذلك العام احتفلنا مع البابا يوحنا بولس الثاني بالتدشين الرسمي لموقع المعموديّة.

 

هذه الجهود كلّلتها جهود جلالة الملك بالاعلان عام 2015، عن موقع المغطس على لائحة التراث العالمي، وكذلك عندما رعا جلالته في شهر كانون الأول عام 2022 حفل العشاء الرسمي الذي دعيت إليه شخصيات عديدة ومستثمرون من كلّ أنحاء العالم من أجل الإعلان عن بدء المشروع الكبير، وهو «تطوير الأراضي المجاورة للمغطس». إنّه مشروع اقترحه جلالة سيدنا لكي يتمتّع الزائر بالأجواء والمناخ والطبيعة الأردنيّة في ذلك الموقع الفريد.

 

هذا غيض من فيض من جهود جلالة الملك الذي نحتفل اليوم بميلاده السعيد، وهو يجوب أقطار الأرض لتعريف العالم بالأردن المقدّس، وباللحمة الوطنيّة بين المسيحيين والمسلمين، لكنه أيضًا الداعي الأكبر من أجل إحلال السلام في المنطقة، ومنها في العالم أجمع، فوقف إطلاق النار في غزة والسلام في القدس وسائر الأراضي الفلسطينيّة ستكون مفتاحًا للسلام في العالم. هذا ما يذّكر به جلالة الملك في كلّ المحافل الدوليّة، وهو اليوم عميد القادة العرب، الداعي بألا يكمل «منطق القوة» سيره في عالم اليوم، بل أن تحكم «قوة المنطق»، وهي التي تقرّ الحقوق الشرعيّة للشعب الفلسطيني ولكلّ شعب ما يزال ينشد العدالة والاستقرار والحرية.

 

نهنىء جلالة القادة بميلاده الميمون، ونطلب له العمر المديد المليء بالإنجازات والحفاظ على قدسيّة الأردن، وقدسيّة حياة الإنسان، التي هي –كما كان يقول الملك الحسين الراحل- «أغلى ما نملك»، وهو ما يجسّده جلالة الملك عبدالله الثاني بهذه المبادرات الإنسانيّة والوئاميّة، والدعوات المتكرّرة لإحلال السلام في فلسطين وسائر أنحاء الأرض.

 

لعلّ أكبر هدية نُقدّمها لجلالته في هذا العام هو تدشين الكنيسة التي تحمل اسم «معموديّة السيّد المسيح» في المغطس، والتي بادر جلالة الملك بوضع حجر الأساس لها في عام 2009، مع جلالة الملكة رانيا العبدالله، بحضور البابا الراحل بندكتس السادس عشر. وها هي الكنيسة تُكمل بناءها، لتكون من الكنائس النادرة التي وضع حجر أساسها ساعي السلام والزعيم العربي المسلم، ورائد العدالة في المنطقة والعالم، جلالة سيدنا، حفظه الله ورعاه.