موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الخميس، ٥ ديسمبر / كانون الأول ٢٠٢٤

عمّان.. بالإيمان تصلّي من أجل السلام

عمّان.. بالإيمان تصلّي من أجل السلام

عمّان.. بالإيمان تصلّي من أجل السلام

الأب رفعت بدر :

 

نظمّت كاريتاس الأردن بالتعاون مع المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام، قبل أيام قليلة، أُمسية بعنوان «عمّان.. بالإيمان تصلّي من أجل السلام»، أحيتها الفنانة اللبنانيّة ليال نعمة، بمرافقة عازفة البيانو اللبنانيّة الأردنيّة غريس أبو ضاهر عميش، ونخبة من الفنانين والعازفين الأردنيين.

 

وحضر الأمسية التي أقيمت في كنيسة قلب يسوع الأقدس في تلاع العلي، عدد من الرسميين، من الأردن وفلسطين ولبنان واوكرانيا، وذلك لرفع الصلاة من أجل هذه البلدان التي أثقلتها الحرب في السنة الماضية، وجمع كبير من الضيوف والفعاليات الكنسيّةوالمجتمعيّة.

 

وفي كلمتي الترحيبية قُلتُ إنّ الأردن ولبنان كانا في السنوات الماضيّة على لسان قداسة البابا فرنسيس «الحضن الدافئ للإخوة المهجرين، سواء كانوا من العراق أو من سورية». كما جدد ذلك في كتاب نشره الأسبوع الماضي، بعنوان «الرجاء لا يخيب صاحبه»، حيث أشاد البابا بدور كل من الأردن ولبنان باحتضان اللاجئين والمهجّرين.

 

أمّا بلدي الحبيب الأردن، فيخطو خطوات ثابتة من أجل مساعٍ دبلوماسيّة، رائعة ورائدة في العالم، يقودها الربّان الماهر جلالة الملك عبدالله الثاني المعظم، ومعه ولي العهد سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، وجلالة الملكة رانيا العبدالله، بلقاءاتها الإعلاميّة الرائدة. أمّا وزير الخارجيّة أيمن الصفدي، فيُبهر العالم دائمًا بكلّ هذا النشاط والجولات المكوكيّة، من أجل أن يقول: أوقفوا الحرب فورًا!

 

وحول الأوضاع في لبنان، فرغم كونه الحضن الدافئ للعديد من اللاجئين، إلا أنّه وجد نفسه في قلب العاصفة. والرجاء اليوم، وبعد وقف إطلاق النار، أن يعمّ السلام في ربوعه. ولا نريد فقط وقف إطلاق النار الهش، إنما نريد سلامًا دائمًا من أجل وطن الأرز، وأن ينهض لكي يعود –كما نريده، وكما كان- لبنان بلد القديسين، وبلد الرسالة الانسانية العالمية. ولكننا في هذه الأيام أيضًا، نصلي من أجل سورية الشقيقة لكي لا تتهدّم وحدتها الوطنيّة.

 

وخلال الأمسية، قدّمت الفنانة ليال نعمة تراتيل مؤثرة حملت في صوتها رسائل سلاميّة إلى لبنان وفلسطين والبلدان المتعطشة لهذه الهبة، في أجواء مليئة بالإيمان والأمل، في تأكيد على أهميّة تكاتف الأصوات والقلوب من أجل السلام المنشود. وكانت قمة الحفل مغناة بعنوان: «عمّان بالإيمان.. تصلي للسلام» بشكل تفاعل معها الجمهور كثيرًا. وأعربت نعمة في نهايتها عن يقينها أنّ الحضور الغفير لهذه الأمسية، في قلب العاصمة الحبيبة عمّان، هو انعكاس لدور الأردن السلاميّ، ودليل على أنّ الجميع موحّدون في رفع الصلوات الحارّة من أجل وقف دوامة الحرب والعنف في المنطقة، لاسيما في الأرض المقدّسة ولبنان، ولكي يكون ميلاد هذا العام ميلاد سلام ومحبّة وإخاء.

 

وأثناء الأمسية التي حلقنا بها، مع الأجواء الطيبة، من الكلام المعبّر واللحن المؤثر، والعزف المتقن للفنانة أبو ضاهر، والصوت العذب للفنانة اللبنانية نعمة القادمة من بيئة وعائلة موسيقية، فالعام الماضي اتحفت شقيقتها عبير نعمة زوار مهرجان جرش بأغانيها الرائعة، وقبل أسابيع كان شقيقها جورج يغني في مادبا، وها هي ليال تزور المغطس قبيل الحفل الرسمي في عمّان، وترنم في كنيسة المعمودية، وترفع صلواتها وترانيمها عالية نحو السماء، من أجل السلام، ودعمًا وتأكيدًا على «رسالة» عمّان والأردن، بقيادته الحكيمة وشعبه الواعي، بأنّنا شعب محبّ للسلام، ولا نملّ من الصلاة بإيمان من أجل أن يُشّق الشرق بشمس السلام مبتدئًا من غزة وسائر فلسطين. وإلى ذلك الحين، ستبقى «عمّان بالايمان تصلي للسلام».