موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر
تضيء وزيرة السياحة لينا عناب في هذه الأيام شجرة الميلاد في أهم المواقع التاريخية الدينية في أردننا الغالي، فابتدأت في موقع المعمودية – المغطس، ثم على قمة جبل نيبو، وللمرة الأولى أضيئت شجرة الميلاد فوق جبل مار الياس في محافظة عجلون. فيما ستكمل الوزيرة وكادر الوزارة وهيئة تنشيط السياحة غرس وإنارة شجرة الأمل في أردننا الحبيب.
على قمة مار الياس، المكان الأعز إلى قلبي، كوني ولدت في بلدة الوهادنة القريبة، وتحمل كنيسة الطفولة اسم كنيسة مار الياس، فقد تكلمت في الاحتفال باسم المجتمع المحلي العزيز في محافظة عجلون.
احتفلنا على ما أذكر في هذا المكان بالذات، في عام 1999، بأوّل قداس يُقام في هذا الموقع، كتحضيرٍ لسنة اليوبيل الكبير 2000. وكان جواب الفاتيكان –آنذاك- نعتمدُ هذا المكان موقعًا رسميًا للحجّ إلى الأردن المقدّس، بالإضافة إلى أربعة مواقع شقيقة لهذا الموقع، وهي: موقع المعموديّة (المغطس) الذي من جواره أيضًا صعد إيليا بمركبة ناريّة نحو السماء، ولذلك نقول إلى اليوم: إنّه مار الياس الحيّ. وهنالك أيضًا موقع سيّدة الجبل في عنجرة – حيث ستُضاء شجرة الميلاد يوم الاثنين المقبل. وهنالك مكاور – موقع قطع رأس يوحنا المعمدان وجبل نيبو – موقع النبي موسى.
كما ترون، إنّ الأردن قد دخل يوبيل عام 2000 وهو متسلحّ بخمس نجوم Five Stars، ومن ذلك الحين إلى اليوم، شهدنا نهضة سياحيّة دينيّة أردنيّة، بالإضافة إلى النهضات السياحيّة المتعدّدة الأوجه، مثل: السياحة العلاجيّة وسياحة التاريخ وسياحة المغامرات وسياحة المؤتمرات... وأصبح الأردن مقصد حجّ. لذلك فإنّ من يأتي إلى الأردن، لا يأتي زائرًا، أو سائحًا، أو باحثًا فقط، إنما يأتي حاجًا.
وهذا نحن، بعد 25 عامًا، من عام 1999، نطلّ اليوم في نهاية 2024، على يوبيل العام المقبل، وهو يوبيل 2025 سنة على ميلاد السيّد المسيح (كلّ 25 سنة يسمّى يوبيلاً) وسيكون شعاره حجاج الرجاء أو حج الرجاء.
الجميل أنّ هنالك شجرة دائمة في موقع مار الياس، وهي «شجرة الأمنيات». فيأتي كلّ حاج الى هناك فيكتب أمنية، أو يضع خيطًا أخضر ويزيّن بها الشجرة الدائمة. ما أجمل هذه الشجرة دائمة الإخضرار، ودائمة التنزيين بأمنيات الناس. إنّها تشبه شجرة الزيتون التي أهداها الملك الحسين رحمه الله للبابا بولس السادس، في عام 1964، أي قبل ستين عامًا، وما زالت مزروعة في حدائق الفاتيكان، ومكتوب عليها: شجرة السلام.
لذلك في هذا المكان، دعوت الى أن نسمّي شجرة الميلاد «شجرة الأمنيات». وكان للحضور هناك ثلاث أمنيات: نتمّنى أولاً الاستقرار وديمومته، والطمأنينة، لبلدنا الحبيب الأردن، بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم، الذي نحتفل معه في يوبيله الفضي، مع اليوبيل الفضي لبدء الحج إلى موقع مار الياس. وبعد أيام قليلة سنحتفل باليوبيل الفضي لبدء الحج إلى موقع المعموديّة (المغطس) حيث سنبدأ سنتنا الجديدة بتدشين كنيسة معموديّة السيّد المسيح، بحضور الكاردينال بيترو بارولين – الشخصيّة الثانيّة في الفاتيكان.
ونتمّنى ثانيا من أمام شجرة الأمنيات الميلاديّة، ونرفع الدعاء إلى الرّب، من أجل نعمة السلام، على الأرض التي نطلّ عليها من هنا، أرض الجمال والقداسة، أرض الزيتون الجميل – أرض فلسطين. نصلّي من أجل إسكات صوت الحرب، ومن أجل أن تأتي العدالة فتصنع سلامًا دائمًا وعادلاً وشاملاً ومزهرًا للشعب الفلسطيني العزيز. كما نتمنّى السلام من أجل لبنان، بلد شجرة الأرز ووطن الرسالة، ومن أجل سورية وشجرة الياسمين، ومن أجل الاستقرار لمنطقة الشرق، ولكلّ العالم، ولجميع الشعوب المنكوبة بخطايا الحروب والعنف، والتائقة لنعمة السلام الثمينة.
ونتمّنى ثالثا كل الخير لسياحتنا الدينيّة التي تأثّرت بالسياسة وتعقيداتها. ونطلب من الله، أن يُعطي الحكومة والشعب الهمّة والنشاط لتطبيق رؤى جلالة سيدنا في أوراقه النقاشيّة، وأيضًا في خطاب العرش السامي، وفي كلماته في قلعة عجلون قبل أسابيع، حين دعا جلالته إلى الاستمرار في تنفيذ المخطط الشمولي لعجلون وتطوير البنية التحتية لجذب المستثمرين وتطوير المنتج السياحي لتوفير فرص العمل.
حفظ الله أشجارنا الميلاديّة في الأردن المقدّس، وحقق ما وضعناه على شجرة الأمنيات الميلادية، وأنار دروب العالم بالعدالة والسلام.