موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الثلاثاء، ٣١ ديسمبر / كانون الأول ٢٠٢٤

المركز الكاثوليكي يقدّم رسالة البابا فرنسيس للسلام 2025

 تحمل عنوان: "أَعْفِنا مِمَّا علَينا، وامنحنا سلامك"

تحمل عنوان: "أَعْفِنا مِمَّا علَينا، وامنحنا سلامك"

أبونا :

 

قدّم المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام، كما في كل عام، الرسالة التي وجهها البابا فرنسيس بمناسبة يوم السلام العالميّ، وهي الرسالة الثامنة والخمسين التي تصدر من حاضرة الفاتيكان، وتحمل عنوان: "أَعْفِنا مِمَّا علَينا، وامنحنا سلامك".

 

وأشار مدير عام المركز الكاثوليكي الأب رفعت بدر إلى أنّ "الرجاء" يشكّل الموضوع الرئيسي للرسالة البابويّة، والتي تأتي بالتزامن مع بدء الكنيسة الكاثوليكيّة احتفالاتها بـ"يوبيل الرجاء"، بمرور 2025 سنة على ميلاد السيّد المسيح. وفي الرسالة، يدعو البابا فرنسيس للإصغاء إلى صراخ الإنسانيّة المهدّدة بسبب المظالم التي تتّخذ أحيانًا الشكل الذي وصفه القديس البابا يوحنا بولس الثاني بـ"الخطيئة في بُنَى المجتمع"، لأنّها ليست فقط نتيجة إثم البعض، بل هي متأصّلة في دعم وتواطؤٍ واسع النّطاق.

 

وفي هذا السياق، يستشهد البابا فرنسيس في رسالته بعدد من المظالم المترابطة، مشيرًا بشكل خاص إلى عدم المساواة بجميع أنواعها، والمعاملة اللاإنسانيّة تجاه المهاجرين، والتدهور البيئيّ، والبلبلة الناتجة عن التضليل الإعلامي المقصود، ورفض أيّ نوع من الحوار، والتمويل الهائل للصناعة العسكريّة. بالتالي، هنالك حاجة لكي نشعر بأنّنا مدعوّون، أفرادًا وجماعات، لتحطيم سلاسل الظّلم وإعلان عدل الله، مؤكدًا بأنّه لن تكفي بعض الأعمال الخيريّة من حين إلى آخر، بل هناك حاجة إلى تغييرات ثقافيّة وهيكليّة لتحقيق تغيير دائم.

 

ويشدّد البابا في رسالته على ضرورة القيام بتغييرات متعدّدة لمواجهة وضع الظّلم وعدم المساواةـ. وهنا، يقترح قداسته ثلاثة أعمال يمكنها أن تعيد الكرامة إلى حياة شعوب بأكملها، وتضعها من جديد في مسيرة على طريق الرجاء. أولاً: تخفيض كبير، إن لم يكن الإعفاء الكامل، للديون الدوليّة التي تُثقل مصير دول كثيرة، وهذا لا يكون كـ"إحسان مُنفرد"، بل من خلال تطوير هيكليّة ماليّة جديدة، تؤدّي إلى إنشاء ميثاق ماليّ عالميّ، قائم على التضامن والانسجام بين الشعوب.

 

وثانيًا، يطلب البابا فرنسيس التزام ثابت لتعزيز احترام كرامة الحياة البشريّة، من لحظة الحمل حتّى الوفاة الطّبيعيّة، داعيًا في هذا السياق إلى إلغاء عقوبة الإعدام في الدول كلّها، كون هذا الإجراء بالإضافة إلى أنّه اعتداء على حُرمة الحياة، إنّما يقضي أيضًا على كلّ رجاء إنسانيّ في المغفرة والتجدّد.

 

أما المقترح الثالث، فيأتي من أجل الأجيال الشّابة في هذا الزمن المليء بالحروب، حيث يدعو البابا فرنسيس لتخصيص نسبة ثابتة من الأموال التي تُنفق على الأسلحة لإنشاء صندوق عالميّ، يقضي على الجوع نهائيًّا، ويعزّز، في أفقر الدول، الأنشطة التربويّة والتنمية المستدامة بشكل أسهل، ويحدّ من التّغيّر المناخيّ.

 

ختامًا، قال الأب رفعت بدر، وفيما يقدّم المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام هذه الرسالة، فإنّه يرفع مع بدء العام الجديد 2025، التهنئة للأسرة الأردنيّة الواحدة التي احتفلت في هذه السنة باليوبيل الفضي لجلوس جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم على العرش الملكي المديد، كما وبمرور 25 عامًا على إعلان جلالته عيد الميلاد عطلة رسميّة لجميع المواطنين، كعلامة حيّة على اللحمة والوحدة الوطنيّة التي تجمع المسلمين والمسيحيين في هذا الوطن العزيز. لذلك دعا الى رفع الصلاة من أجل إدامة الأمن والاستقرار في الأردن الحبيب، بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم، وسمو وولي العهد الامير الحسين بن عبدالله الثاني المعظم، راجيًا من الله تعالى أن يحمل العام الجديد بشائر السلام في ربوع فلسطين المحتلة، لا سيما في مدينة القدس الشريف وقطاع غزة المنكوب، وكل أرجاء فلسطين العزيزة، ومن أجل الاستقرار في سورية ولبنان والسودان وأوكرانيا، ولجميع الشعوب التائقة لهبة السلام والأمان.

 

وذكّر الأب رفعت بدر في البيان بأنّ العام الجديد سيشهد إحياء اليوبيل الفضي لبدء الحج إلى موقع المعمودية – المغطس، حيث نحن على موعد في العاشر من كانون الثاني، بقداس حاشد، يترأسه الكاردينال بييترو بارولين، أمين سر حاضرة الفاتيكان، الذي سيقوم بزيارة رسميّة إلى المملكة الأردنية الهاشمية، وسيدشن بشكل رسميّ كنيسة المعمودية السيد المسيح التي شارك جلالة الملك عبدالله الثاني وجلالة الملكة رانيا العبدالله بوضع حجر أساسها مع البابا بندكتس السادس عشر، في العاشر من أيار عام 2009.