موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الأربعاء، ٣١ مارس / آذار ٢٠٢١
كن خادمًا أمينًا لمخطط الرب من أجل الكنيسة ومن أجل نفسك
هذه رغبة البطريرك بييرباتيستا بيتسابالا إلى صموئيل توبار مايدا، الشماس الجديد من معهد "أم الفادي" الاكليريكي في الجليل. وإلى جانب هذه الرغبة أضاف: "احزم حقيبتك" لما هو ضروري في هذه الرحلة كي تكون خادمًا "مطيعًا للرب ولكل ما سيطلبه منك".

إعلام البطريركية اللاتينية :

 

شماس جديد في بطريركية القدس للاتين: حصل صموئيل طوبار مايدا البالغ من العمر 34 سنة في معهد "أم الفادي" الاكليريكي على سر الشماسية المقدس بوضع يدي صاحب الغبطة البطريرك بييرباتيستا بيتسابالا. تم الاحتفال بهذه الرسامة في 18 آذار، عشية عيد القديس يوسف في كنيسة بيت الجليل.

 

اشترك كل من قدس الأب أكثم حجازين، كاهن رعية الرامة، حيث يقدم صامويل خدمته الرعوية، واخوة جماعة طريق الموعوظين في فسوطه التي تساهم في تنشئة ايمان هذا الشاب، كما ونذكر عائلة صامويل الكبيرة واخوة جماعته الاصلية في السلفادور الذين شاهدوا الرسامة بواسطة وسائل الانترنت. يدعونا الرب الى الاشتراك بمشروع خلاصي إلهي يبلبل مخططاتنا ويضعنا في وضعية نواجه بها واقع جديد لم نتوقعه سابقًا.

 

قال صاحب الغبطة بصورة مفعمة بالحيوية إن "من يتبع الرب هو مثال للقديس يوسف الذي استعد دائما من اجل ربط احزمة الطاعة والخدمة". كما وشدد في عظته على رحمة الرب واستقباله لنا بالرغم من خطايانا وخياناتنا!

 

"ان سلالة يسوع المسيح التي تضع امامنا تاريخ الخلاص والوحي الإلهي، لم تكن مفعمة برجال كاملين وابرار، ولكن بالرغم من ذلك دخل الله الى هذا العالم وقبله على حاله. أضاف قائلا للشماس الجديد: "بالرغم من الإخفاقات والخيانات التي قدمتها للرب في تاريخك الشخصي لم تكن عائقًا امام الرب كي يجعلك ضمن خطة خلاصه".

 

كان قلب عظته يرتكز على فضائل وطاعة القديس يوسف: مثل خيط احمر رفيع يكمن وراء كلمة الله والوعود والصلوات الخاصة بطقوس الكهنوت. "كان لدى يوسف مخطط حياة كباقي الرجال في هذا العالم؛ أراد ان يؤسس أسرة ويعيش مع امرأة رائعة كمريم العذراء الذي أحبها كثيرًا. ولكن حدث شيء مفاجئ ضرب كل آماله ومخططاته عند وصول الملاك إليه داعيًا إياه للقيام بشيء ضد العقل البشري: أن يصبح أبًا لطفل لم يأتِ من زرعه، وأن يصطحب زوجة لن تكون له بالكامل. لقد دعاه كي يدخل في مشروع جديد غير مرغوب به ولن يكون ملكه أبدًا من وجهة نظرًا بشرية. نرى في هذا الحدث، الله الذي يستمتع في بلبلة مخططاتنا ومبادراتنا كي يقودنا نحو طريق السلامة، لأن أعظم خطيئة هي رفض وعدم قبول مخطط الله الذي يدعونا إليه".

 

سلط غبطة البطريرك الضوء على أحلام يوسف الأربعة مستخدما التعبير ذاته في جميعها: "خذ معك"، وبكلمات أخرى كان يقول له الملاك: "تولى مشروعًا لا يخصك، واشعر انه لن يكون ملكُك"، لم يفهم يوسف مخطط الرب بشكل واضح تماما، لكنه وثق فيه وأطاع بصمت عندما كلّمه الملاك في الحلم. كان عليه ان يخطط لرحلة جديدة ويغير حقيبته بشكل من الاشكال كي يأخذ معه مريم ويسوع، ويغير الواقع الذي أراد ان يعيشه والذي ربط كل اماله به في السابق".

 

دعا غبطته الشماس الجديد أن يحزم حقائبه من أجل رحلة ضرورية في هذه الحياة التي ستشهد العديد والعديد من المراحل والمواجهات المختلفة: "ماذا ستأخذ معك في حقيبة قلبك؟ يجب عليك أن تحمل شخص ما لا غنى عنه، يشكل جزءًا لا يتجزأ من رحلة حياتك وخاصة في كل مكان ستذهب اليه وكل عمل ستقوم به؛ لذلك اسأل نفسك عن الشيء الذي تريد ان تحمله معك دائما وخاصة في مشروع الله الذي دُعيت إليه".

 

كان لتاريخ صامويل معنى ذو أهمية كبيرة، حيث شعر بالدعوة الكهنوتية في سن الخامسة عندما كان طفلًا، ولكنه ذكر عدة مرات بأنه وضع هذه الدعوة جانبًا ونسيها. لقد درس علم الهندسة المعمارية في الجامعة: "كان لدي حلم بأن اتزوج، وأصبح غنيًا كي اتمتع بحياة مليئة بالراحة والرفاهية، ولكن بعد فترة وجيزة ولد في داخلي استياء كبير وأدركت بأن مشروع حياتي لا معنى له بسبب تفاهتي وأنانيتي. وجدت نفسي امام مفترق طرق وجودي وبأن حياتي يجب ان تأخذ اتجاهًا آخرًا". قدم صامويل استعداديته في اتباع الرب خلال رياضة روحية وسماع صوت الرب الذي دعاه باسمه.

 

 قال البطريرك لصامويل: "ستكون الكنيسة ملاكك - وسيخبرك الله بمشروعه الذي سيتغير باستمرار من خلال كنيسته. هنالك أوقات ستفهم هذا المخطط، واوقات سيعسر عليك حتى قبوله بسبب صعوبة ادراكه، ولكن تذكر بأن الله سيكشف خطة خلاصه التي بدأت مع ابراهيم حتى وصلت اليك". نبّه البطريرك صامويل في نهاية عظته قائلا: "حتى لو أصبحت كاهنًا، ستبقى دائمًا شماسًا! لا تكن سيدًا على مخطط الرب، بل كن خادمًا للكنيسة وخادمًا لشعب الله الذي سُلِمَ اليك! لأن هذه الطريقة الوحيدة التي ستمكنك من خدمة الرب".

 

اختتم راعي بطريركية القدس للاتين عظته بشفاعة القديس يوسف قائلا: "ليساعدك الرب أن تكون خادمًا أمينا في مخططه من اجلك ومن اجل الكنيسة، توكّل عليه وكن مخلصًا مطيعًا لما يطبله منك في الصحة والمرض، في الألم والتجربة ولا ننسى أيضًا في أيام الفرح والسعادة، كن دائمًا جزءًا من حياة الله وفي الله".

 

من بين أكثر اللحظات المؤثرة في الرسامة، سجود المرشح خلال طلبة شفاعة القديسين التي يستمد كلمات الرتبة الكهنوتية واستدعاء كل فضيلة من القديس يوسف؛ "المتواضع في الخدمة، طاهر القلب يقظًا ومؤمنًا بالروح القدس، أمينًا محافظًا على الايمان والذي أدى مثالًا صالحًا، كريمًا وعفيفًا في حياته ليتخذه الشعب المقدس قدوة وأداة الهام".

 

شكر غبطته في نهاية الاحتفال والدي صامويل أي الابن الحادي عشر من بين اثني عشر ابنًا! قدّم لهم كل تحية بسبب الهبة التي قدموها وانفتاحهم على الحياة من خلال الكنيسة.