صاحب النيافة،

سيدات وفرسان القبر المقدس الكرام،

السيدات والسادة،

الأصدقاء الأعزاء،

مساء الخير،

وأرحب بكم ترحيبًا حارًا في حفلنا الأول هذا المساء، راجيًا أن يصبح احتفالاً سنويًا سنطلق عليه: "ليلة من أجل الأرض المقدسة". نحن سعداء بوجودكم جميعًا هنا الليلة. ونحن ممتنون لدعمكم الثابت وتفانيكم في الحفاظ على وجود الكنيسة ورسالتها وحضورها المهم والرائع في الأرض المقدسة.

أرهقت الأوضاع السياسية المعقدة وتبعاتها الإنسانية والإقتصادية الكنيسة هناك. ولكن ذلك ليس أصعب التحديات، بل ربما كان نقص الوعي بأهمية الحفاظ على الكنيسة والمسيحيين في الأرض المقدسة هو ما يزيد من تهديد وجودها. نريد من هذا اللقاء رفع مستوى الوعي والإهتمام العام نحو إخوتنا وأخواتنا هناك في الشرق من أجل ألا يفقدوا الأمل والرجاء في قلب التحديات والأزمات المستمرة.

الليلة، نجتمع معًا بشكل استنثنائي، لا لكي نحتفل بمساهماتنا وبإنجازاتنا السابقة، بل لكي نطلق مبادرة جديدة لمستقبل أكثر إشراقًا. لن نكتب فصلاً جديدًا في تاريخ دعوتنا ورسالتنا في جمعية سيدات وفرسان القبر المقدس، بل أجرؤ وأقول بأننا نريد أن نبدأ "كتابًا جديدًا" من الإهتمام العاطفي والسخاء المادي نحو كنيستنا الأم في الأرض المقدسة.

في هذه الأمسية المميزّة، يشرفنا أن يكون لدينا مجموعة من المتحدثين المتميزين الذين سيشاركون رؤاهم وخبراتهم وشغفهم بحب الأرض المقدّسة وأهلها وكنيستها. سوف يلهموننا ويشركوننا بقصصهم المليئة بالأمل والإيمان والمحبة وفرح العطاء.

سيداتي وسادتي، مرة أخرى، أعرب عن امتناني العميق لكل واحد منكم لانضمامه إلينا الليلة. وأدعوكم أن تتذكروا، لا بل أن تتأكدّوا، أن كل واحد منا يمكنه أن يحدث فرقًا في حياة الكنيسة وفي حياة ومستقبل إنسان، أخ وأخت مؤمن في الأرض المقدسة. ولنتذكر قول بولس الرسول: "فما دامَت لَنا الفُرْصَةُ إِذًا، فَلْنَصنعَ الخَيرَ إلى جَميعِ النَّاس، ولاسِيَّما إِلى إِخوَتِنا في الإِيمان" (غلاطية 6: 10). فهذا ضمان بقاء وإزدهار الكنيسة اليوم وغدًا.

شكرا لكم، وأتمنى لكم أمسية رائعة!