موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الأحد، ٢٣ يونيو / حزيران ٢٠٢٤
كلمة السفير البابوي لدى الأردن بمناسبة العيد الوطني للفاتيكان 2024
بمناسبة العيد الوطني لدولة حاضرة الفاتيكان، أقامت السفارة البابوية (سفارة الفاتيكان) لدى الأردن حفل استقبال في السفارة، دعا اليه السفير رئيس الأساقفة جيوفاني دال توسو، بالتزامن مع احياء العام الثلاثين لانشاء العلاقات الرسمية بين الاردن والكرسي الرسولي. وشارك بالحفل الذي تم لأول مرة في السفارة البابوية في عمان، الكاردينال بييرباتيتسا، بطريرك القدس للاتين، وعدد من السفراء والمدعوين. وفيما يلي نص الكلمة التي ألقاها، سعادة السفير دال توسو، وهو أول سفير مقيم للفاتيكان في الاردن.
رئيس الأساقفة جيوفاني بيترو دال توسو، السفير البابوي لدى الأردن

رئيس الأساقفة جيوفاني بيترو دال توسو، السفير البابوي لدى الأردن

ترجمة منير بيوك - أبونا :

 

أصحاب السيادة والسعادة، أيها الأصدقاء الأعزاء،

 

أرحب بكم في السفارة البابويّة، وأشكركم على قبول الدعوة لحضور مناسبة الاحتفال بالعيد الوطني للفاتيكان، حيث نجلّ بطريقة خاصة الحبر الأعظم البابا فرنسيس. في العام 2024، نحتفل بذكرى مرور ثلاثين​​ عامًا على إقامة العلاقات الدبلوماسيّة بين الكرسي الرسولي والمملكة الأردنية الهاشمية، وأنا أتحدث إليكم بصفتي أول سفير مقيم في هذا البلد. فيعبر جوهر حقيقة وجود سفير مقيم حاليًا عن الأهمية التي يخصها الكرسي الرسولي للعلاقات مع الأردن. فهذا يدل على الجانب الكنسي، والجانب السياسي، إضافة إلى جانب إبراز الأردن كجزء جوهري من الأرض المقدسه.

 

فمن ناحية الجانب الكنسي لدينا في الأردن كاثوليك يشكلون ست كنائس مختلفة، إضافة إلى عددٍ متزايد من العمال الكاثوليك القادمين من الخارج. علاوة على ذلك، يقدّم الأردن مثالاً في الحوار بين الأديان. واسمحوا لي أن أذكر بشكل خاص المعهد الملكي للدراسات الدينيّة الذي يرأسه الأمير الحسن. أما الجانب السياسي، فالأردن بلد استقرار في وسط الشرق الأوسط، وجسر مهم بين الشرق والغرب، كما يشكّل الأردن جزءًا أساسيًّا من الأراضي المقدسة. ومن مصلحتنا المشتركة تعزيز السياحة الدينية، بسبب وجود المواقع الإنجيلية ذات الصلة في هذه المملكة، حيث يمكن دعم وتشجيع إيمان حجاجنا.

 

ومن وجهة نظر أوسع، أود أن أقتبس كلمات القديس يوحنا بولس الثاني، عندما استقبل سفير الأردن الأول لدى الكرسي الرسولي في التاسع عشر من تشرين الثاني 1994. عندها قال، بعد أن أشاد بقرار الملك الحسين بإحلال السلام مع دول الجوار: "من الواضح أن علاقاتنا الدبلوماسيّة ليست مجرد مسألة ثنائية، كما لا يمكن أن تظل عند هذا الحد. فهي تهدف إلى دعم مستوى الحوار في المنطقة بأكملها ومضاعفته".

 

لا زالت تعكس لي هذه الكلمات بصورة واقعية للغاية، خاصة في هذا الوقت الذي يتمثل بأزمة حقيقية تعيشها منطقتنا الحبيبة، حيث يبدو صخب الأسلحة المزعجة أعلى من أنفاس الحوار الخفيفة. هناك التزام مشترك بتحقيق السلام. إضافة إلى ذلك، يقرّ الكرسي الرسولي بالجهود ذات الصلة التي تبذلها المملكة الأردنية الهاشمية في السعي لتحقيق مستقبل سلمي للشرق الأوسط كما يدعم بنفسه هذه الجهود، وهذا تحد كبير ومشترك أيضًا للمستقبل.

 

ويلتزم كل من الكرسي الرسولي والكنيسة الكاثوليكية بشكل عام بهذه الجهود على المستوى الدبلوماسي إضافة إلى مستوى ملموس للغاية، على سبيل المثال من خلال التعليم. لذا، اسمحوا لي أن أغتنم هذه الفرصة لأشكر سفارات بلدانكم التي تدعم مختلف المشاريع في المجالات الاجتماعية، والتعليمية، والدينية للكنيسة المحلية.

 

وأخيرًا أود أن أقول كلمة تقدير خاصة لنيافة الكاردينال بييرباتيستا بيتسابالا، بطريرك القدس للاتين. نيافتكم: "نتابع جميعًا من الأردن الوضع الصعب في غزة وفي أجزاء أخرى كثيرة من بطريركيتكم، ونحن معجبون بجهودكم من أجل السلام، من أجل إغاثة الإنسانيّة، ومن أجل تعزيز إيمان شعبكم. أشكركم على حضوركم الليلة، مؤكدًا لكم دعمنا ومساندتنا".

 

أشكركم جميعًا مرة أخرى، وأتمنى لكم وقتًا سعيدًا في هذه السفارة البابوية.