موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الثلاثاء، ٢٦ ابريل / نيسان ٢٠٢٢
كلمة البطريرك بيتسابالا على مأدبة إفطار الملك عبدالله الثاني ابن الحسين
الملك عبدالله الثاني يصافح البطريرك بيتسابالا، 25 نيسان 2022 (تصوير: الديوان الملكي الهاشمي)

الملك عبدالله الثاني يصافح البطريرك بيتسابالا، 25 نيسان 2022 (تصوير: الديوان الملكي الهاشمي)

أبونا :

 

جلالة الملك، أرادت العناية الإلهيّة أن يتم الاحتفال هذه الأيام بالعديد من الأعياد الدينيّة الهامة في نفس الوقت، عيد الفصح المجيد وشهر رمضان المبارك، مما يجعل المدينة المقدسة قلب الحياة الدينية لملايين الناس.

 

في الواقع، تزخر القدس هذه الأيام بكل أشكال الاحتفالات الدينيّة. إنّ المدينة المقدسة حقاً تتنفس وكل شي فيها يدور خلال هذه الأيام حول الاحتفالات في أماكنها المقدسة. علاوة على ذلك، إن إعادة فتح الحدود، بعد الوباء، قد سمح بعودة آلاف الحجاج المسيحيين الذين جعلوا احتفالاتنا أكثر احتفاليّة. كل شيء، باختصار، يبدو أنه يتحدث عن الفرح والاحتفال، كما ينبغي أن يكون. ومع ذلك، يجب أن ندرك أن احتفالاتنا الخاصة، التي كنا نريدها أن تكون احتفالية ومليئة بالبهجة، قد شهدت جراح التوترات السياسية المستمرة التي عرفتها القدس منذ عقود. التوترات التي أصبحت للأسف دينية أيضًا.

 

هذا العام، في الواقع، ربما أكثر مما كان عليه في السنوات السابقة، كان يجب علينا جميعًا التعامل مع قرارات أحاديّة الجانب أثّرت بشكل مباشر على طبيعة الاحتفالات الدينيّة، والتي كانت مصدر قلقٍ كبير بشأن المستقبل. من الاحتفال بأحد الشعانين من جبل الزيتون، إلى احتفال سبت النور، ومن الصلاة في ساحة الحرم الشريف إلى المواكب والاحتفالات المختلفة لجماعاتنا الدينية، لاحظنا تدخلاً خارجيًا ألقى بظلال المرارة على جمال أعيادنا. أما الدوافع الأمنية فهي غير كافية لتبرير هذه الظاهرة التي لن نقبلها أبدًا.

 

مرة أخرى يتضح لأعيننا كيف أن مدينة القدس الشريف تحتاج حقًا إلى رعايةٍ خاصة، واهتمامٍ دوليٍ، من الذين يعرفون كيفية الحفاظ على طابعها الفريد والمميز، مع احترام جميع التقاليد الدينية التي تتكون منها والتي تجعلها جميلة جدًا. ورائعة.

 

إنّ ارتباط البيت الملكي الهاشمي، وخاصة جلالتكم، بالقدس معترف به دوليًا. إن دور الحماية والضمانة للجماعات الدينية معترف به ومقدّر. وصوت جلالتك في هذه الأيام كان لنا جميعًا راحةً وتأكيدًا لقربك من حياة سكان مدينتنا المقدسة.

 

إنّ عيد الفصح المجيد وشهر رمضان المبارك يدعواننا جميعًا، بطرق وأشكال مختلفة، إلى التوبة والفرح. ولن نسمح للفرح الذي ينبع من مغفرة الله أن يخيم عليه الانقسام والعنف. إنّ القوة التي تنبع من الصلاة ستجعلنا جميعًا –باذن الله- قادرين على مواجهة هذه المواقف الصعبة والجديدة بروح الصفاء والحزم التي يمنحنا إياها الله تعالى، ولا يستطيع أحد أن يسلبها منا.

 

بالنيابة عن البطريركيّة اللاتينيّة في القدس والكنيسة الكاثوليكية في الأرض المقدسة بأسرها، أتمنى لجلالتكم أطيب التمنيات في شهر رمضان المبارك، وأن يباركك الله تعالى وجميع أفراد العائلة المالكة، لما فيه خير الأردن كله، ومدينة القدس الشريف.